ـ[باوزير]ــــــــ[15 - 05 - 2005, 11:06 ص]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله.
وهاكم قصة أخرى:
حكى بعض من كان يحضر مجلس محمد بن داود الظاهري أن رجلا دخل عليه ورفع إليه رقعه، فأخذها وتأمل فيها طويلا فظن من في المجلس أنها مسألة في الفقه يسأله الفتوى فيها، فقلبها وكتب على ظهرها وردها إلى صاحبها ونظر في المجلس وإذا الرجل علي بن العباس بن جريج الرومي، وإذا هو قد كتب في الرقعة:
يا ابن داود يا فقيه العراقِ = أفتنا في قواتل الأحداقِ
هل عليهن في الجروح قصاصٌ = أما مباح لها دم العشاقِ
وإذا به قد كتب له على ظهر الرقعة:
كيف يفتيكمُ قتيلٌ صريعٌ = بسهام الفراق والاشتياقِ
وقتيل التلاق أحسن حالا = عند داود من قتيل الفراقِ
ـ[باوزير]ــــــــ[15 - 05 - 2005, 11:26 ص]ـ
وهذه أخرى جميلة فلينتبه القارئ:
قال حماد الراوية: إن مسلم بن هبيرة سأله ذات يوم: أتستطيع أن تجعل السندي يقول (زُج) و (جرادة) و (ومسجد بني شيطان)؟
فقال حماد: فما تجعل لي على ذلك؟
قال: بغلتي بسرجها ولجامها.
فأخذ حماد ورقة بذلك من مسلم، ثم أرسل لأبي عطاء (السندي) فلما جاء قال له - أي السندي -:
مرهبا بكم، هياكم الله - أي مرحبا بكم حياكم الله -
ثم جلس فعرضوا عليه - أي على السندي - الطعام فأبى وقال هل عندكم نبيذ؟
فجاءوا بالنبيذ.
فشرب حتى احمرت عيناه - يعني السندي -
فقال له حماد: يا أبا عطاء، كيف علمك باللغز؟
فقال أبو عطاء: جيد.
فقال:
أَبِنْ لي إن سألتُ أبا عطاء = يقينا كيف علمك بالمعاني
فقال أبو عطاء:
خبيرا عالما فاسأل تجدني = بها طبا وآيات المثاني
فقال حماد:
فما اسم حديدة في رأس رمحٍ = دوين الكعب ليست بالسنانِ
فقال أبو عطاء:
هو (الزز) الذي لو بات ضيفا = لصدرك لم تزل لك لوعتانِ
فقال حماد:
فما صفراء تدعى أم عوفٍ = كأن رُجيلتيها منجلانِ
فقال أبو عطاء:
أردت (زرادة) وأقول حقا = بأنك ما عدوت سوى لساني
فقال حماد:
أتعرف مسجدا لبني تميم = فويق الميل دون بني أبانِ
فقال أبو عطاء:
(بنو سيطان) دون بني أبان = كقرب أبيك من عبد المدانِ
قال حماد: فرأيت عينيه قد ازدادتا حمرة ورأيت الغضب في وجهه وتخوفته، فقلت: يا أبا عطاء: هذا مقام المستجير بك، ولك نصف ما أخذته.
فقال أبو عطاء: فاصدقني.
فحكى له حماد القصة كاملة.
فترك له ما أخذ وانفلت يهجو مسلم بن هبيرة.
ـ[باوزير]ــــــــ[15 - 05 - 2005, 11:41 ص]ـ
وهذه أخرى:
تروي كتب الأدب أن عبيد بن الأبرص سأل امرأ القيس: كيف معرفتك بالأوابد؟
فقال امرؤ القيس: قل ما شئت تجدني كما أحببت.
قال عبيد:
ما حبة ميْتة قامت بميْتَتِها = درداء ما أنبتت سنا وأضراسا
فقال امرؤ القيس:
تلك الشعيرة تُسقى في سنابلها = فأخرجت بعد طول المكث أكداسا
فقال عبيد:
ما السود والبيض والأسماء واحدة = لا يستطيع لهن الناس تمْساسا
فقال امرؤ القيس:
تلك السحاب إذا الرحمن أرسلها = روى بها من محول الأرض أيباسا
ـ[باوزير]ــــــــ[15 - 05 - 2005, 11:53 ص]ـ
وأخرى:
قيل إن رجلا من بني سعد مرت به جارية لأمية بن خالد بن عبدالله بن أسد ذات ظرف وجمال وكان شجاعا فارسا.
فلما رآها قال: طوبى لمن كان له امرأة مثلكِ.
ثم أتبعها رسولا يسألها: ألها زوج، ويذكره لها، وكان جميلا.
فقلت للرسول: ما حرفته؟
فأبلغه الرسول ذلك. فقال ارجع إليها وقل لها:
وسائلتي ما حرفتي قلت قل لها = مقارعة الأبطال في كل شارقِ
إذا عَرَضت خيلٌ لخيل رأيتِني = أمام رعيل الخيل أحمي حقائقي
أُصَبِّرُ نفسي حين لم أرَ صابرا = على أَلَمِ البيض الرقاق البوارقِ
فلحقها الرسول فأنشدها.
فقالت له: ارجع وقل له أنت أسد فاطلب لك لبوة فلست من نسائك، وأنشدته تقول:
ألا إنما أبغي جوادا بماله = كريما محياه كثير الصدائقِ
فتى همه مذ كان خود خريدة = يعانقها في الليل فوق النمارقِ
((الخود المرأة الشابة والخريدة البكر التي لم تمس))
ـ[المستبدة]ــــــــ[15 - 05 - 2005, 03:10 م]ـ
ما شاء الله دررهنا ..
جزاك الله كل خير.
أتحفتنا بجميل اختيار
كثيرٌ منها لأول مرة أقف عليه ( ops
أفدتُ كثيرا مما هنا.
وفقك الله.
ـ[باوزير]ــــــــ[15 - 05 - 2005, 10:50 م]ـ
والله إني لفي شوق لما تجود به علينا الأستاذة المستبدة وكل من أعجبه هذا الجانب من الأدب.
ـ[باوزير]ــــــــ[16 - 05 - 2005, 10:54 م]ـ
عندي واحدة أمسكتها قدر استطاعتي ولكنها الآن فلتت مني:
قال أبو هلال بن مالك بن حسان في ابنة عمه (زوجته):
يا رب شمطاء المفارق حربش=صماء ليس لقلبها أذنان
تلك التي لو أنني خيرتها=أو حية همازة الأسنان
لاخترتها بدلا بها وغزلتها=وصدرت ذا جدل مع الرعيان
فقالت:
يا رب شيخ قد تولى خيره=ذرب اللسان كأنه ظربان
يرجو الشباب وقد تحنى ظهره=وعفاه بعد منامه الذبان
ذاك الذي لو أنني خيرته=لم أرتضيه بكلبنا ذكوان
(حربش: أفعى كثيرة السم)
(ظربان: دويبة صغيرة تشبه الكلب الصغير منتن الرائحة)
¥