ـ[باوزير]ــــــــ[18 - 05 - 2005, 06:18 م]ـ
مدح بشار بن برد يعقوب بن داود وزير المهدي فلم يعبأ به وحرمه فوفد عليه وطال مقامه ببابه وهو لا يأذن فأحس به في بعض الأيام فرفع بشار صوته فأنشد:
طال الوقوف على رسوم المنزل
فأجابه يعقوب مسرعاً:
فإذا تشاء أبا معاذٍ فارحل
فرحل بشار، فهجاه بقوله فيه وفي المهدي:
بني أمية هبوا طال نومكم=إن الخليفة يعقوب بن داود
ضاعت خلافتكم يا قوم فالتمسوا=خليفة الله بين الناي والعود
ـ[باوزير]ــــــــ[18 - 05 - 2005, 07:43 م]ـ
قال الأصمعي: أول ما تكلم به النابغة - يعني الذبياني - من الشعر، أنه حضر مع عمه عند رجل، وكان عمه يحب أن يحاضر به الناس، ويخاف أن يكون عيياً، فوضع الرجل كأساً في يده، وقال:
تطيب نفوسنا لولا قذاها=ونحتمل الجليس على أذاها
فقال النابغة:
قذاها أن صاحبها بخيل=يحاسب نفسه بكم اشتراها
ـ[باوزير]ــــــــ[18 - 05 - 2005, 07:50 م]ـ
اجتمع جرير والفرزدق والأخطل في مجلس عبد الملك.
فأحضر بين يديه كيساً فيه خمسمائة دينار، وقال لهم: ليقل كل منكم بيتاً في مدح نفسه، فأيكم غلب فله الكيس.
فبدر الفرزدق فقال:
أنا القطران والشعراء جربى=وفي القطران للجربى شفاء
فقال الأخطل:
فإن تك زق زاملةٍ فإني=أنا الطاعون ليس له دواء
فقال جرير:
أنا الموت الذي آتى عليكم=فليس لهاربٍ مني نجاء
فقال عبد الملك: خذ الكيس، فلعمري إن الموت أتى على كل شئ.
ـ[باوزير]ــــــــ[18 - 05 - 2005, 07:55 م]ـ
اجتمع جرير مع الفرزدق في مجلس عبد الملك، فقال الفرزدق: النوار بنت مجاشع طالق ثلاثاً إن لم أقل بيتاً لا يستطيع ابن المراغة أن ينقضه أبداً، ولا يجد في الزيادة عليه مذهباً.
فقال عبد الملك: ما هو؟ فقال:
فإني أنا الموت الذي هو واقع=بنفسك فانظر كيف أنت مزاوله
وما أحد يا بن الأتان بوائلٍ=من الموت إن الموت لاشك نائله
فأطرق جرير قليلاً ثم قال: أم حرزة طالق منه ثلاثاً إن لم أكن نقضته وزدت عليه. فقال عبد الملك: هات فقد - والله - طلق أحد كما لا محالة، فأنشد:
أنا البدر يعشى نور عينيك فالتمس=بكفيك يا ابن القين هل أنت نائله
أنا الدهر يفنى الموت والدهر خالد=فجئني بمثل الدهر شيئاً يطاوله
فقال عبد الملك: فضلك - والله - يا أبا فراس، وطلق عليك. فقال الفرزدق: فما ترى يا أمير المؤمنين؟ فقال: وأيم الله لا تريم حتى تكتب إلى النوار بطلاقها. فتأنى ساعة، فزجره عبد الملك، فكتب بطلاقها وقال في ذلك:
ندمت ندامة الكسعي لما=غدت مني مطلقةً نوار
وكانت جنتي فخرجت منها=كآدم حين أخرجه الضرار
ولو أني ملكت يدي ونفسي=لكان لها على القدر الخيار
تعليق:
لاأدري ماذا يريد بالدهر؟
ـ[باوزير]ــــــــ[19 - 05 - 2005, 02:50 م]ـ
قال جبلة بن الأيهم لحسان: حب هذا المدامة قد استحوذ عليّ فبغضها إليّ.
فقال حسان ارتجالا:
ولولا ثلاث هن في الكأس لم يكن=لها ثمن من شاربٍ حين يشرب
لما نزق مثل الجنون ومصرع=دني وأن العقل ينأى ويذهب
فقال: حرمتني لذتها، فحببها إلي.
فارتجل وقال:
ولولا ثلاث هن في الكأس أصبحت=من أكسد شي يستفاد ويجلبُ
أمانيّها والكأس يظهر طيبها=على حزنها، والهم ينأى ويذهبُ
فأمر له جبلة بجائزة وحلةٍ من حلله
ـ[باوزير]ــــــــ[19 - 05 - 2005, 05:31 م]ـ
أظن أن موضوعي هذا ما عاد طلبا:) ..
روى ورقاء العامري أن الحجاج قال لليلى الأخيلية لما وفدت عليه: إن شبابك قد هرم فولى، واضمحل أمرك وأمر توبة، فأقسم عليك إلا ما صدقتني، هل كان بينكما ريبة قط؟ أو خاطبك في ذلك قط؟
فقالت: لا والله أيها الأمير، إلا أنه قال لي مرة كلمة فيها بعض الخضوع فقلت له:
وذي حاجةٍ قلنا له لا تبح بها=فليس إليها ما حييت سبيل
لنا صاحب لا ينبغي أن نخونه=وأنت لأخرى صاحب وخليل
فلا والله ما سمعت بعدها منه نغمة فيها ريبة حتى فرق الموت بيننا.
فقال لها الحجاج: فما كان منه بعد ذلك؟
فقالت: وجه صاحباً له إلى حاضرنا فقال: إذا أتيت الحاضر من بني عبادة بن عقيل، فاعْلُ شَرَفاً، ثم اهتف بهذا البيت:
عفا الله عنها هل أبيتن ليلةً=من الدهر لا يسري إليّ خيالها
فلما فعل الرجل ذلك، عرفت المعنى فقلت له:
وعنه عفا ربي وأحسن حفظه=عزيز علينا حاجة لا ينالها
ـ[باوزير]ــــــــ[19 - 05 - 2005, 05:53 م]ـ
قال حولان الأسدي:
نزلنا على ماء يعرف بماء السيال، ونزل بجانب الماء حي آخر.
فعلق رجل منا بامرأة من ذلك الحي.
فلما أزمعنا الرحيل أخذ الرجل غلاماً منا فرواه هذا البيت وهو:
وما بين ذا الحيين أن يتفرقا=من الدهر إلا ليلة وضحاها
حتى حفظه، وقال له: قم بإزاء ذلك البيت الذي فيه الجارية وردد هذا البيت، واحفظ ما يرد عليك.
فذهب الغلام ففعل ما قيل له.
وكانت الجارية جالسة وفي حجرها رأس أخ لها كبير تفليه.
وأخ لها صغير يصلح شيئاً.
فقالت:
لقد كان في عيشٍ رخي لو أنه=حوى حاجةً في نفسه فقضاها
فقال أخوها الصغير:
أما سمع المفليّ لا در دره=رسالة صبٍ بالسلام نحاها
فقال الكبير:
لحى الله من يلحى المحب على الهوى=ومن يمنع النفس اللجوج هواها
ثم دعا الرجل فزوجه إياها.
¥