ـ[باوزير]ــــــــ[22 - 05 - 2005, 07:28 م]ـ
كتب أبو الحسن علي بن سليمان إلى بعض إخوانه يستعير دابة، ودابة لا تجيء بوزن الشعر؛ لأنه جمع بين ساكنين:
أردت الركوب إلى حاجةٍ = فجد لي بفاعلةٍ من دببت
فأجابه الفتى وكان ظريفاً:
زيد بها وجعٌ غامز= فكن أنت لي فاعلاً من عذرت
ـ[باوزير]ــــــــ[29 - 05 - 2005, 07:27 م]ـ
قيل دخل بعض الشعراء على الأديب جمال الدين بن نباتة فرأى في نواحي منزله نملا كثيراً فأنشد يقول:
مالي أرى منزل المولى الأديب به=نملٌ تجمّع في أرجائه زمرا
فأجابه ابن نباتة بقوله:
لا تعجبنّ إذن من نمل منزلنا=فالنمل من شأنها أن تتبع الشعرا
ـ[أبو سارة]ــــــــ[30 - 05 - 2005, 12:50 ص]ـ
المفضال - باوزير
جزاك الله خيرا على هذه الدرر الفرائد، سلمك الله وعافاك في الدارين0
ـ[باوزير]ــــــــ[30 - 05 - 2005, 05:12 م]ـ
أشكرك أستاذي الكبير أبا سارة.
وإنا نتشوف إلى ما تصطاده لنا من الدرر البهية التي تجمعها من بطون الكتب.
جزاك الله خيرا وبارك فيك.
ـ[باوزير]ــــــــ[04 - 06 - 2005, 07:47 م]ـ
قال خالد الكاتب: ارتج علي وعلى دعبل وواحد من الشعراء نصف بيت.
قلنا جميعاً:
** يا بديع الحسن **
ثم قلنا ليس لنا إلا جعيفران الموسوس، فجئناه فقال: ما تبغوني؟
فقال خالد: جئناك في حاجة.
فقال: لا تؤذوني فإني جائع.
فبعثنا فاشترينا له طعاماً، فلما شبع قال: حاجتكم.
قلنا: اختلفنا في نصف بيت.
فقال: ما هو؟
قلنا: (يا بديع الحسن).
فما تلعثم والله أن قال:
يا بديع الحسن حاشا= لك من هجر بديع
فقال له دعبل: زدني بيتاً.
فقال:
وبحسن الوجه عوذ=تك من سوء الصنيع
فقال له الذي معنا: ولي بيت.
فقال نعم وعزازة وكرامة:
ومن النخوة يستعـ = ـفيك لي ذل الخضوع
فقلت: استودعك الله.
فقال: انتظروا أزدكم بيتاً آخر، فقال:
لا يعب بعضك بعضاً= كن جميلاً في الجميع
ـ[باوزير]ــــــــ[16 - 06 - 2005, 05:30 م]ـ
قال الأصمعي: بينما أنا أسير في البادية إذ مررت بحجر مكتوب عليه هذا البيت:
أيا معشر العشاق بالله خبروا = إذا حل عشق بالفتى كيف يصنع
فكتبت تحته:
يداري هواه ثم يكتم سره = ويخشع في كل الأمور ويخضع
ثم عدت في اليوم الثاني فوجدت مكتوباً تحته:
فكيف يداري والهوى قاتل الفتى = وفي كل يوم قلبه يتقطع
فكتبت تحته:
إذا لم يجد صبراً لكتمان سره = فليس له شيء سوى الموت أنفع
ثم عدت في اليوم الثالث فوجدت شاباً ملقى تحت ذلك الحجر ميتاً لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وقد كتب قبل موته:
سمعنا أطعنا ثم متنا فبلغوا = سلامي على من كان للوصل يمنع
ـ[باوزير]ــــــــ[19 - 06 - 2005, 04:21 ص]ـ
قال أبو مسهر: أتيت أبا جعفر محمد بن عبد الله بن عبد كان فحجبت، فكتبت إليه:
إني أتيتك للتسليم أمس فلم = تأذن عليك لي الأستار والحجبُ
وقد علمت بأني لم أردَّ ولا = والله ما رُدَّ إلا العلمُ والأدبُ
فأجابه:
ليس الحجاب بمقصٍ عنك لي أملا = إن السماء ترجى حين تحتجبُ
لو كنت كافأت بالحسنى لقلت كما = قال ابن أوس ففي استقفائه أدبُ
ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[19 - 06 - 2005, 03:43 م]ـ
جزاكم الله خيرا، وبارك فيكم ...
أحببتُ المشاركة في هذا الموضوع، غير أن مشاركتي ليست من كتب الأدب، وإنما هي بين مستفْتٍ ومُفْتٍ، لكن لعلها تكون موافقة للفكرة المطروحة.
حكم الوساطة
السؤال: فضيلة الشيخ العلامة الفاضل أحمد بن يحيى النجمي، وفقه الله، السلام عليكم ورحمة الله وبعد: هذا استفتاء شعرا:
يا أيُّها العلماءُ ما هُو قولكم = في نبتةٍ زرعت بكلِّ سفيهِ
مرضُ الوساطة صارَ فينا مُعْلَنًا = فيروسه يأتيكَ أو تأتيهِ
فإذا أردتَ من الدَّوائر حاجةً = فابعثْ بمعرفةٍ ولا توصيهِ
من كانَ ذا ركنٍ شديدٍ آمنٍ = مهما جنى والقهرُ لا يؤذيهِ
وجهنم الروتين يحطمُ لفحها = من باتَ دون وساطة تحميهِ
ولقد خشيت بأن يعجِّلَ ربُّنا = بوساطة الضعفا فمن يحميهِ
فلرُبَّ مظلومٍ أناخَ ركابُه = سَحَرًا ببابٍ لا وساطةَ فيهِ
وشكى وأدمعه السجالُ شهيدةٌ = للهِ أن يحميهِ مما فيهِ
أبعث إليك بهذا السؤال شعرا؛ لما عرفت عنك من قول الشعر، وتذوقه، وإتقانه، وأحب أن يكون الجواب شعرا، ولا ألزمك بذلك.
ابنك وتلميذك / ح. ي.ض
- الجواب شعرا، وبالله التوفيق:
إن الوساطةَ أمرها متشعِّبٌ = وهي الشفاعةُ حكمها نتليهِ
فإذا تكنْ في البرِّ فهي وساطةٌ = محمودةٌ ومن التعاونِ فيهِ
وبذاكَ أوصى المصطفى قالَ اشفعوا = كي تؤجروا واللهُ يقضي فيهِ
وإذا تكنْ في الشَّرِّ فهي وساطةٌ = مذمومةٌ وله نصيبٌ فيهِ
ولمَنْ يؤاوي محدثًا من ربِّنا = لعنٌ وإبعادٌ له يرديهِ
ومتى تكون عن الشريف دريئةً = من لذع روتين لكي يحميهِ
أمَّا الضَّعيفُ فسوفَ يصلى حرَّهُ = وهو الذي حتمًا وقودٌ فيهِ
فعلى العدالةِ نُحْ وقلْ يا ربَّنا = ندعوك لا تأخذْ بفعلِ سفيهِ
واجعلْ جريرةَ فاجرٍ في رأسهِ = واجعلْ لخلقك عبرة تلفيهِ
ثم الصلاة على الذي سُبُلَ الهدى = قد سنَّها هَدْيًا لكلِّ فقيهِ
والآلِ والصَّحبِ الكرامِ وتابعٍ = منها هم من بالهدى تهديهِ
إلى المكرم الفاضل الشيخ ح. ي.ض. المحترم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: إليكم الجواب شعرا كما طلبت، من أخٍ لك لا يقرض الشعر إلا تكلُّفا، ولا يزوره إلا لِمامًا، والسلام.
(المرجع: فتح الرب الودود في الفتاوى والرسائل والردود: 2/ 376، 377).
¥