تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[باوزير]ــــــــ[18 - 05 - 2005, 09:54 ص]ـ

أحسنت يا أستاذي الكريم، وجزاك الله خيرا.

أرجو أن تتحفنا بمثلها.

وعندي مشاركة أخرى:

يُنسب إلى أبي الأسود الدؤلي البخل، ولا أدري عن مدى صحة هذه النسبة ..

على كلّ:

وقف أعرابي على أبي الأسود وهو يتغدى فسلم عليه فرد عليه وأقبل على الأكل ولم يعزم عليه.

فقال له: إني قد مررت بأهلك.

قال: كذلك كان طريقك.

قال: وامرأتك حبلى.

قال: كذلك كان عهدي بها.

قال: وقد ولدت.

قال: كان لا بد أن تلد.

قال: ولدت غلامين.

قال: كذلك كانت أمها.

قال: فمات أحدهما.

قال: ما كانت تقوى على إرضاع الاثنين.

قال: ومات الآخر.

قال: ما كان ليبقى بعد موت أخيه.

قال: وماتت الأم.

قال: حزنا على ولديها.

قال: ما أطيب طعامك.

قال: لأجل ذلك أكلته وحدي، والله لا ذقته يا أعرابي.

ـ[باوزير]ــــــــ[18 - 05 - 2005, 10:43 ص]ـ

بعد عودة غضبان بن القبعثري من عند ابن الأشعث في قصة وقعت بينه وبين الحجاج أتى على رملة كرمان في شدة الحر والقيظ وهي رملة شديدة الرمضاء، فضرب قبته فيها وحط عن رواحله.

فبينما هو كذلك إذ بأعرابي من بني بكر بن وائل أقبل على بعير قادما نحوه وقد اشتد الحر وقت الظهيرة، وظمأ ظمأ شديدا، فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

فقال الغضبان: هذه سنة وردها فريضة فاز قائلها وخسر تاركها، ما حاجتك يا أعرابي؟

قال: أصابتني الرمضاء وشدة الحر والظمأ فتيممت قبتك أرجو بركتها.

قال الغضبان: فهلا تيممت قبة أكبر من هذه وأعظم؟

قال: أيتهن تعني؟

قال: قبة الأمير ابن الأشعث.

قال: تلك لا يوصل إليها.

قال: إن هذه أمنع منها.

قال الأعرابي: ما اسمك يا عبدالله؟

قال: آخذ.

قال: ولا تعطي؟

قال: أكره أن يكون لي اسمان.

قال: بالله من أين أنت؟

قال: من الأرض.

قال: فأين تريد؟

قال: أمشي في مناكبها.

قال الأعرابي وهو يرفع رجلا ويضع الأخرى من شدة الحر: أتقرض الشعر؟

قال: إنما يقرض الفأر.

قال: افتسجع؟

قال: إنما تسجع الحمامة.

قال: يا هذا ايذن لي أن أدخل قبتك.

قال: خلفك أوسع لك.

قال: أحرقتني الشمس.

قال: ما لي عليها من سلطان.

قال: الرمضاء أحرقت قدمي.

قال: بُل عليها تبرد.

قال: إني لا أريد طعامك ولا شرابك.

قال: لا تتعرض لما لا تصل إليه ولو تلفت روحك.

قال الأعرابي: سبحان الله.

قال: نعم من قبل أن تطلع أضراسك.

قال: ما عندك غير هذا؟

قال: بلى، هراوة أضرب بها رأسك.

فاستغاث الأعرابي يا جار بني كعب.

قال الغضبان: بئس الشيخ أنت فوالله ما ظلمك أحد فتستغيث.

فقال الأعرابي: ما رأيت رجلا أقسى منك، أتيتك مستغيثا فحجبتني وطردتني، هلا أدخلتني قبتك وحادثتني؟

قال: ما لي بمحادثتك من حاجة.

قال: فبالله ما اسمك ومن أنت؟

قال: أنا الغضبان بن القبعثري.

قال: اسمان منكران خلقا من غضب.

وبعد ذلك قال الأعرابي: إني لأظنك عنصرا فاسدا.

قال: ما أقدرني على إصلاحه.

قال الأعرابي: لا أرضاك الله ولا حياك ثم ولى وهو يقول:

لا بارك الله في قوم تسودهم = إني أظنك والرحمن شيطانا

أتيت قبته أرجو ضيافته = فأظهر الشيخ ذو القرنين حرمانا

ـ[باوزير]ــــــــ[18 - 05 - 2005, 10:56 ص]ـ

سجن الحجاج الغضبان بن القبعثري ..

وبعد ذلك ابتنى الخضراء بواسط فأعجب بها.

فقال لمن حوله: كيف تجدون قبتي هذه وبناءها؟

قالوا: أصلح الله الأمير إنها حصينة مباركة منيفة نضرة بهجة قليل عيبها كثير خيرها.

قال: لِم لَم تخبروني بنصح؟

قالوا: لا يصفها لك إلا الغضبان.

فبعث إليه وأحضره من السجن فقال له: كيف ترى قبتي هذه وبناءها؟

قال: أصلح الله الأمير، بنيتها في غير بلدك، لا لك ولا لولدك، لا تدوم لك ولا يسكنها وارثك، ولا تبق لك وما أنت لها بباق.

قال: ردوه إلى السجن.

فلما حملوه قال (سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين)

قال الحجاج: أنزلوه.

قال: (رب أنزلني مُنزلا مباركا وأنت خير المُنزلين).

قال الحجاج: اضربوا به الأرض.

قال: (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى).

قال الحجاج: جروه.

فأقبلوا يجروه فقال: (بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم).

فقال الحجاج: ويلكم اتركوه فقد غلبني دهاء وخبثا.

ثم عفا عنه وخلى سبيله وأنعم عليه.

ـ[المستبدة]ــــــــ[18 - 05 - 2005, 11:40 ص]ـ

ما شاء الله ..

سلمت أيها الأستاذ النشيط /باوزير.

جزاك الله خيرا ..

سعيدة بما طرحت وقدمت.

بإذن الله سأجعل من وقتي زائرا

كريما هنا.

تقديري،،

ـ[باوزير]ــــــــ[18 - 05 - 2005, 12:50 م]ـ

أشكركِ على قولكِ أستاذتي.

وسعدتُ بمروركِ اللطيف الكريم.

أسعدكِ الله دوما.

أرجو أن تتكرمي علينا ببعض ما عندكِ.

بارك الله فيكِ.

ـ[باوزير]ــــــــ[18 - 05 - 2005, 12:52 م]ـ

رجع المعتصم من بعض غزواته مظفرا منصورا، فدخل عليه الشعراء يمدحونه ويهنئونه، وهو يعطي كل واحد منهم قدر ما يستحق.

فدخل عليه رجل فأنشده قصيدة منها قوله:

وكانوا كفأر وسْوَسُوا تحت حائط = وكنت كسِنَّوْرٍ عليهم تسوّرا

فغضب الخليفة من تشبيهه بالسنور ولأعدائه بالفئران فانتهره وأمر بإخراجه.

فرفع الرجل صوته بالبكاء.

فقال له الخليفة: ويلك، مم تبكي؟

قال: يا أمير المؤمنين أعطيتك كل ما عندي ولم تعطني بعض ما عندك.

فقال الخليفة: من يكون هذا نثره كيف يكون ذاك شعره؟

وأمر له بِصِلة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير