ـ[باوزير]ــــــــ[18 - 05 - 2005, 01:36 م]ـ
لما أسلم أبو بكر الصديق رضي الله عنه قالت قريش: قيضوا لأبي بكر رجلا يأخذه، فقيضوا له طلحة بن عبيد الله.
فأتاه وهو في القوم فقال: يا أبا بكر، إليَّ.
قال: إلامَ تدعو؟
قال: أدعوك إلى عبادة اللات والعزى.
قال أبو بكر: فمن اللات والعزى؟
قال: بنات الله.
قال أبو بكر: فمن أمّهنّ؟
فسكت، وقال لأصحابه: أجيبوا صاحبكم.
فسكتوا.
فقال يا أبا بكر فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.
ـ[باوزير]ــــــــ[18 - 05 - 2005, 01:41 م]ـ
الأعراب قوم أهل لغة والغالب أنهم لا يعرفون مقاصد الشريعة، وهذه الواقعة تبين ذلك:
سرق أعرابي غاشية من على سرج - والغاشية هنا غطاء السرج -
فدخل المسجد ليصلي فقرأ الإمام (هل أتاك حديث الغاشية).
فقال: يا إمام دع عنك الفضول.
فلما قرأ (وجوه يومئذ خاشعة).
قال: خذوا غاشيتكم ولا يخشع وجهي.
فرماها وخرج.
ـ[باوزير]ــــــــ[18 - 05 - 2005, 01:47 م]ـ
وكذلك:
حضر أعرابي مجلس قوم.
فتذاكروا قيام الليل.
فالوا له: يا أعرابي هل تقوم الليل؟
قال نعم.
قالوا: ما تصنع؟
قال: أبول وأرجع أنام.
ـ[بديع الزمان]ــــــــ[18 - 05 - 2005, 02:37 م]ـ
أخي العزيز با وزير
أشكر لك مثابرتك على إثراء هذه الصفحة المميزة في نادينا المبارك.
وهذه واحدة أرجو ألا يكون سبق لها ورود لأنني لم آت على كل المداخلات:
أرى أن لا تصوم:
أرى ألاّ تصوم:
جاء رجل إلى فقيه فقال: أفطرت يوماً في رمضان. فقال: اقض يوماً مكانه. قال: قضيت وأتيت أهلي وقد عملوا مأمونية (نوع من الحلوى) فسبقتني يدي إليها فأكلت منها، فقال اقض يوماً آخر مكانه، قال قضيت وأتيت أهلي وقد عملوا هريسة فسبقتني يدي إليها.
فقال: أرى ألاّ تصوم إلا ويدك مربوطة.
ـ[باوزير]ــــــــ[18 - 05 - 2005, 03:07 م]ـ
جميلة جدا.
وأشكرك من الأعماق.
ولم يسبق أن ذكرها أحد.
بارك الله فيك وأحسن إليك وجزاك خيرا.
ـ[باوزير]ــــــــ[18 - 05 - 2005, 04:26 م]ـ
كان ابن الجهم جالسا فأتاه رجل فقال له: وعدتني وعدا فإن رأيت أن تنجزه؟
فقال: ما أذكره.
فقال الرجل: إن لم تكن تذكره فلأن من تعده مثلي كثير، وأنا لا أنساه لأن من أسأله مثلك قليل.
فقال: أحسنت، وقضى حاجته.
ـ[باوزير]ــــــــ[18 - 05 - 2005, 04:37 م]ـ
جلس رجل فاجتازت عليه امرأة حسناء مليحة فاستقبلها شاب ظريف فقال الرجل: رحم الله علي بن الجهم.
فقالت المرأة على الفور: رحم الله أبا العلاء المعري.
ومضيا، فقلت: أيش مقصودهما من هذا الكلام؟
فترددت بين أن أتبع الرجل أو المرأة، فقلت: الأولى أن أتبع المرأة فإنها لو لم تفهم كلامه ما أجابته.
فاتبعتها، فقلت لها: يا ستي بالله عليك تقولين لي ما أردتما بالترحم على علي بن الجهم وأبي العلاء المعري؟
فضحكت وقالت: أراد هو بالترحم على علي بن الجهم لما رآني قوله:
عيون المها بين الرصافة والجسر = جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري
وأراد أن يطايب معي فأجبته وقلت: رحم الله أبا العلاء المعري وأردت بالترحم عليه أنه قال:
فيا دارها بالحزن إن مزارها = قريب ولكن دون ذلك أهوال
ـ[باوزير]ــــــــ[18 - 05 - 2005, 04:46 م]ـ
من غريب المنقول ما نقل عن المنصور وهو أنه وعد الهذلي بجائزة ونسي.
فحجا معا ومرا في المدينة النبوية ببيت عاتكة فقال الهذلي:
يا أمير المؤمنين هذا بيت عاتكة الذي يقول فيه الأحوص:
يا دار عاتكة التي أتغزل=حذر العدا وبه الفؤاد موكلُ
فأنكر عليه أمير المؤمنين المنصور ذلك لأنه تكلم من غير أن يسأل.
فلما رجع الخليفة نظر في القصيدة إلى آخرها ليعلم ما أراد الهذلي بإنشاد ذلك البيت من غير استدعاء فإذا فيها:
واراك تفعل ما تقول وبعضهم=مذق اللسان يقول ما لا يفعل
فعلم المنصور أنه أشار إلى هذا البيت فتذكر ما وعده به وأنجزه له واعتذر إليه من النسيان
ـ[باوزير]ــــــــ[18 - 05 - 2005, 04:50 م]ـ
ومثله ما حكي أن أبا العلاء المعري كان يتعصب لأبي الطيب المتنبي.
فحضر يوما مجلس المرتضى فجرى ذكر أبي الطيب فهضم من جانبه المرتضى.
فقال أبو العلاء: لو لم يكن لأبي الطيب من الشعر إلا قوله:
لك يا منازلُ في القلوب منازل لكفاه.
فغضب المرتضى وأمر به فسحب وأخرج.
وبعد اخراجه قال: المرتضى هل تعلمون ما أراد بذكر البيت؟
قالوا لا قال عنى به قول أبي الطيب في القصيدة:
وإذا أتتك مذمتي من ناقصٍ= فهي الشهادة لي بأني كامل
ـ[باوزير]ــــــــ[18 - 05 - 2005, 04:55 م]ـ
ومثله قصة السري الرفاء مع سيف الدولة بسبب المتنبي أيضا.
فان السري الرفاء كان من مداح سيف الدولة وجرى في مجلسه يوما ذكر أبي الطيب فبالغ سيف الدولة في الثناء عليه.
فقال له السري: أشتهي أن الأمير ينتخب لي قصيدة من غرر قصائده لأعارضها ويتحقق الأمير بذلك أنه أركب المتنبي في غير سرجه.
فقال له سيف الدولة على الفور: عارض لنا قصيدته التي مطلعها:
لعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقي= وللحب ما لم يبق مني وما بقي
قال السري: فكتبت القصيدة واعتبرتها في تلك الليلة فلم أجدها من مختارات أبي الطيب لكن رايته يقول في آخرها عن ممدوحه:
إذا شاء أن يلهو بلحية أحمقٍ = أراه غباري ثم قال له الحق
فقلت والله ما أشار سيف الدولة إلا إلى هذا البيت.
¥