قال: خذ عيدان الهواء وغبار الماء فصيره في قشر بيض الذر واكتحل به ينفعك.
فانحنى الشيخ وضرط ضرطة قوية وقال: خذ هذه في لحيتك أجرة وصفتك، وإن زدت زدناك. فضحك الرشيد حتى استلقى على ظهر دابته.
ـ[بديع الزمان]ــــــــ[20 - 05 - 2005, 03:19 م]ـ
لا أعرف وجوههم
سأل الخليفة أبو جعفر المنصور رجلاً من الخوار. فقال: ـ أخبرني أيّ جنودي كان أشدّ إقداماً في محاربتك؟ فقال: ما أعرف وجوههم. ولكن أعرف أقفاءهم. فقل لهم يديروا لي ظهورهم أعرّفك بهم.
ـ[بديع الزمان]ــــــــ[20 - 05 - 2005, 03:35 م]ـ
أعيته الحيلة
يعتبر أبو جعفر المنصور، رجل بني العباس، والمؤسس الثاني لدولتهم، بعد أن انتقلت إليهم الخلافة من بني أمية، وكان إذا دخل البصرة أيام الأمويين، دخل متنكراً متكتماً، وكان يجلس في حلقة أزهر السمان العالم الثبت المتحدث؛ فلما أفضت الخلافة إليه، قدم عليه أزهر فرحب به وقربه وقال: ما حاجتك يا أزهر؟ فقال: يا أمير المؤمنين، داري متهدمة، وعليّ أربعة آلاف درهم، وأريد أن أزوج ابني محمداً، فوصله باثني عشر ألف درهم، وقال له: قد قضينا حاجتك يا أزهر، فلا تأتنا بعد اليوم طالباً، فأخذها وارتحل. فلما كان بعد سنة أتاه، فقال له أبو جعفر: ما حاجتك يا أزهر؟ فقال: جئت مسلماً، فقال: لا والله بل جئت طالباً، وقد أمرنا لك باثني عشر ألفاً، فاذهب ولا تأتنا بعد اليوم طالباً ولا مسلماً. فأخذها ومضى؛ فلما كان بعد سنة أتاه، فقال له: ما حاجتك يا أزهر فقال: أتيت عائداً. فقال: لا والله بل جئت طالباً، وقد أمرنا لك باثني عشر ألفاً، فاذهب ولا تأتنا بعد اليوم طالباً ولا مسلماً ولا عائداً، فأخذها، وانصرف. فلما مضت السنة أقبل، فقال له: ما حاجتك يا أزهر؟ فقال: يا أمير المؤمنين، دعاء كنت سمعتك تدعو به جئت لأكتبه. فضحك أبو جعفر وقال: الدعاء الذي تطلبه مني غير مستجاب، فإني دعوت الله به ألا أراك، فلم يستجب لي. وقد أمرنا لك باثني عشر ألفاً، وتعال إذا شئت، فقد أعيتنا الحيلة فيك.
ـ[راجية الفردوس]ــــــــ[20 - 05 - 2005, 04:20 م]ـ
أسأل الله أن نكون جميعاً من أهل الفردوس .. إن شاء الله
قال أبو اسحاق الحبال: كنا يوماً نقرأ على شيخ، فقرأنا قوله صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة قتّات) و كان في الجماعة رجل يبيع القت-و هو علف الدواب-فقام و بكى و قال: أتوب إلى الله .. فقيل له: ليس هو ذاك لكنه النمام الذي ينقل الحديث من قوم إلى قوم يؤذيهم، فسكن الرجل و طابت نفسه ...
سبحان الله .. الفردوس غالية .. فلنعمل لأجلها و لنصبر ... إن سلعة الله غالية ..
ـ[أبو سارة]ــــــــ[21 - 05 - 2005, 03:18 ص]ـ
ابتاع أعرابي غلاما، فقالوا له: إنا نبرأ إليك من عيب فيه!
قال: ماهو؟
قالوا: يبول في الفراش!
قال: إن وجد فراشا فليفعل!
ـ[باوزير]ــــــــ[22 - 05 - 2005, 10:55 ص]ـ
أشكر أساتذتي الكرام: بديع الزمان وراجية الفردوس وأبا سارة.
فقد أجادوا وأفادوا.
وعندي بعض المشاركات:
قال أبو جعفر الكرماني يوماً للمأمون: أتأذن لي في دعابة؟
قال: هاتها ويحك فما العيش إلا فيها؟
قال: يا أمير المؤمنين، إنك ظلمتني وظلمت غسان بن عباد.
قال: وكيف ذلك ويلك؟
قال: رفعت غسان فوق قدره، ووضعتني، دون قدري، إلا أنك لغسان أشد ظلماً.
قال: وكيف؟
قال: لأنك أقمته مقام هر، وأقمتني مقام رخمة.
فاستظرف ذلك منه ورفع درجته
ـ[باوزير]ــــــــ[22 - 05 - 2005, 10:57 ص]ـ
كان عطاء بن أبي رباح مع ابن الزبير، وكان أملح الناس جواباً، فلما قتل ابن الزبير أمنه عبد الملك بن مروان، فقدم عليه، فسأل الإذن، فقال عبد الملك: لا أريده يضحكني، قد أمنته فلينصرف. قال أصحابه: فنحن نتقدم إليه أن لا يفعل. فأذن له عبد الملك، فدخل وسلم عليه، وبايعه، ثم ولى، فلم يصبر عبد الملك أن صاح به: يا عطاء، أما وجدت أمك اسماً إلا عطاءً؟ قال: وقد والله استنكرت من ذلك ما استنكرته يا أمير المؤمنين، لو كانت سمتني بأمي المباركة صلوات الله عليها مريم. فضحك عبد الملك، وقال: اخرج
ـ[باوزير]ــــــــ[22 - 05 - 2005, 11:00 ص]ـ
قال الوليد بن عبيد البحتري الشاعر: كنا عند المتوكل على الله يوماً، وبين يديه عبادة المخنت، فأمر به فألقي في بعض البرك في أيام الشتاء، فابتل وكاد يموت برداً.
قال: ثم أخرج من البركة وكسي، وجعل في ناحية من المجلس.
فقيل له: يا عبادة، كيف أنت وما حالك؟
قال: يا أمير المؤمنين، جئت من الآخرة.
فقال له: كيف تركت أخي الواثق؟
قال: لم أجز بجهنم.
فضحك المتوكل وأمر له بصلة.
ـ[باوزير]ــــــــ[22 - 05 - 2005, 11:04 ص]ـ
وهذه بعض نوادر أِشعب:
قال أشعب: في وفي أبي الزناد عجب، كنت أنا وهو في كفالة عائشة بنت عثمان فما زال يعلو وأسفل حتى بلغنا غايتنا هذه
،،
قيل لأشعب: لو أنك حفظت الحديث حفظك هذه النوادر، لكان أولى بك.
قال: قد فعلت.
قالوا: فما حفظت من الحديث؟
قال: حدثني نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من كان فيه خصلتان كتب عن الله خالصاً مخلصاً".
قالوا: إن هذا حديث حسن فما هاتان الخصلتان؟
قال: نسي نافع واحدة ونسيت أنا الأخرى.
،،
وقال أشعب: رأيت رؤيا نصفها حق ونصفها باطل.
قالوا له: كيف ذلك؟
قال: رأيتني أحمل بدرة، فمن شدة ثقلها علي كنت أسلح في ثيابي:) ثم انتبهت فإذا أنا بالسلح ولا بدرة: D
¥