تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[الأحمدي]ــــــــ[30 - 05 - 2005, 06:08 ص]ـ

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

شكراء على التبجيل و الإطراء يا معشر الأدباء و الحكماء، و حذار من قصم ظهري فإن المدح قصّام الظهور.

و إن أعجب فعجبي كل العجب ممن يشركني - بل يفوقني - في الفعل، و يفردني بالمدح، و هنا لضيف حلقتنا السابقة أبي العيناء رأي في ذلك:

لقيه بعض أصحابه في السحر فجعل صاحبه يعجب من بُكُوره

فقال أبو العيناء: أراك تشركني في الفعل وتفردني بالعجب.

و اليوم حريٌّ بنا أن نستضيف أستاذ أبي العيناء، و هو من تفضّل بذكره الأخ باوزير حين قال:

قال الأصمعي:

قلت لغلام حدث السن من أولاد العرب: أيسرك أن يكون لك مئة ألف درهم وأنك أحمق.

قال:

لا والله.

قلت:

ولم؟

قال:

أخاف أن يجني علي حمقي جناية تذهب بمالي ويبقى علي حمقي.

و أقول مستعينا بالله راجيا هداه:

الأصمعي: هو عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع بن مظهر بن رياح بن عمرو بن عبد شمس بن أعيا بن سعد بن عبد بن غنم بن قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

و لقبه أبو سعيد الباهلي الأصمعي البصري

"ولد سنة بضع وعشرين ومئة" هكذا في سير أعلام النبلاء، و أقول أنها إما سنة 127 أو 128 أو 129 للهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة و التسليم.

كان أعلم العرب بالشعر، و لقب براوية العرب

قال الرياشى: سمعت الأخفش يقول: ما رأينا أحدا أعلم بالشعر من الأصمعى و خلف فقلت له: فأيهما كان أعلم؟ فقال: الأصمعى ; لأنه كان معه نحو

و قال الشافعي: ما عبر أحد عن العرب بأحسن من عبارة الأصمعي.

و الطريف هنا أن الأصمعي يقول: صحَّحتُ أشعار الهُذَليين على فتى من قريش يُقال له محمد ابن إدريس (يعني الشافعي، و قد مكث في هذيل يتعلم الفصحى و يحفظ أشعارهم قرابة العشرة أعوام).

و كان من ندماء الخليفة هارون الرشيد، و في خبر لقائهما يحكي لنا الأصمعي قصة طويلة ماتعة: تاريخ بغداد (10\ 410)

"حدثنا الأصمعي، قال: بعث إلي محمد الأمين وهو ولي عهد فصرت إليه، فقال: إن الفضل بن الربيع كتب عن أمير المؤمنين يأمر بحملك إليه على ثلاث دواب من دواب البريد. وبين يديه محمد السندي بن شاهك فقال له: خذه فاحمله وجهزه إلى أمير المؤمنين

فوكل به السندي خليفته عبد الجبار.

قال: فجهزني وحملني فلما دخلت الرقة أُوصِلت إلى الفضل بن الربيع فقال لي لا تلقينَّ أحدا ولا تكلمه حتى أوصلك إلى أمير المؤمنين، وأنزلني منزلا أقمت فيه يومين أو ثلاثة ثم استحضرني فقال: جئني وقت المغرب حتى أدخلك على أمير المؤمنين؛ فجئته فأدخلني على الرشيد وهو جالس متفرد فسلمت فاستدناني وأمرني بالجلوس فجلست، وقال لي: يا عبد الملك وجهت إليك بسبب جاريتين أهديتا إلي وقد أخذتا طرفا من الأدب أحببت أن تبور ما عندهما وتشير علي فيهما بما هو الصواب عندك.

ثم قال: ليمض إلى عاتكة فيقال لها احضري الجاريتين فحضرت جاريتان ما رأيت مثلهما قط. فقلت لأجلِّهما: ما اسمكِ؟

قالت: فلانة.

قلت: ما عندك من العلم؟

قالت: ما أمر الله به في كتابه ثم ما ينظر الناس فيه من الأشعار والآداب والأخبار

فسألتها عن حروف من القرآن فأجابتني كأنها تقرأ الجواب من كتاب، وسألتها عن النحو والعروض والأخبار فما قصرت، فقلت: بارك الله فيك فما قصرت في جوابي في كل فن أخذت فيه، فإن كنت تقرضين الشعر فانشدينا شيئا.

فاندفعت في هذا الشعر:

يا غياث البلاد في كل محل ... ما يريد العباد إلا رضاك

لا ومن شرف الامام وأعلى ... ما أطاع الإله عبد عصاك

ومرت في الشعر إلى آخره، فقلت: يا أمير المؤمنين، ما رأيت امرأة في مسْكِ رجل مثلها!

وقالت الأخرى، فوجدتها دونها، فقلت: ما تبلغ هذه من منزلتها إلا أنها إن ووظب عليها لحقت.

فقال الخليفة: يا عباسي

فقال الفضل: لبيك يا أمير المؤمنين!

فقال: ليردا إلى عاتكة ويقال لها تصنع هذه التي وصفتها بالكمال لتحمل إلي الليلة.

ثم قال لي: يا عبد الملك أنا ضَجِر وقد جلست أحب أن أسمع حديثا أتفرج به فحدثني بشيء.

فقلت: لأي الحديث يقصد أمير المؤمنين؟

قال: لما شاهدت وسمعت من أعاجيب الناس وطرائف أخبارهم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير