تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ذكر هنا كلاما يدل على غرقه في التصوف ومدح الشعراني وأشباهه وتوسله بالنبي]

55

أما كلمة استحلت التي رأيتها في الديوان فهي كما قررتها وقد وقعت في كل مطبوعاتي أغلاط كثيرة لأني أصححها بعيدا عن المطبعة والمطابع العربية في غاية من الجهل والإهمال فلا يدققون ولا يبالون باسم ولا سمعة.

55 – 56

فإن أمكنهم نشرها في المقطم فبها وإلا فالمقتطف أفيد كما يقول صاحبه لأن كل العلماء والأدباء يقرؤونه ويعنون به. وإنما قلت إن أمكن نشرها في المقطم لأن فيها ذما كثيرا للسياسة وأهلها وأنها جالبة الشر ولا صلاح للدنيا إلا بإصلاحها وهذا كلام ربما ثقل على المقطم خاصة.

56

وسنرى أن تركيا لا تحكم على رجل واحد من غير الترك وأنها ضاعت بحماقة أنور وأمثاله إلا أن يريد الله ما لا يدخل تحت حكم العقل

[قال أبو رية في الهامش: قد تحقق رأيه فلم يحكم الترك بعد الحرب العظمى الأولى غير الترك]

وقد نشر المقتطف قصيدة ويلسون وكان فيها شفاء لكل نفس مصرية ولكنهم شوهوا القصيدة واقتطعوا منها 26 بيتا بحجة الرقيب والرقابة وقد كتبت للدكتور صروف في ذلك كتابة أغضبته فرد علي ردا فاترا وما عدت أنشر عندهم شيئا حتى تجري الأحوال مجراها.

57

وضقت بترك الشعر كل هذه المدة وهو في لذة نفسي أعظم من الكتابة وإن كان متعبا شاقا.

58

..... لأن المساواة عقل مضر ومن العقل كل سخافة حصلت في التاريخ

..... فإني يا أبا رية أعمل مسخرا فبينا تراني في غاية الخمول لا أفكر بشيء إذ تراني انتفضت في عمل لم أكن أظنني أقدم عليه وهذا من فضل الله علي وجميل عادته عندي وله الحمد والمنة.

59

وقبل هذا الجواب أنبهك إلى أنك كررت في كتابك ذكر النبي صلى الله عليه وسلم دون أن تتبع اسمه الشريف بصيغة الصلاة عليه وهذا سوء أدب لا أقبله أنا من أحد ولا أقر أحدا عليه، وأنت حين تقول في كتابك (إن الألفاظ ألفاظ محمد) لا تكاد تمتاز عن رجل مظلم القلب نعوذ بالله من هذه الظلمة فانتبه إلى ذلك واستغفر الله لنفسك.

60

الجزء الثاني من تاريخ آداب العرب ففيه كل شيء ما عدا كيفية نزول الوحي لأني لم أتعرض لها إذ أردت أن يكون كتابي مقنعا للمؤمن وغير المؤمن فجئت به من جهة العقل في كل فصوله.

60 – 61

أما اختلاف القراءات أحيانا في بعض الألفاظ فهو أدعى للإعجاب والإعجاز لا كما ظننتَ لأن ملهم اللغة ومقسمها في ألسن العرب على اختلاف قبائلهم أنزل ألفاظ القرآن بطريقة يمكن لهذه الألسنة على تفاوت ما بينها أن تتلوه. ومن المعلوم أن العربي يجمد على لغة واحدة وبعض العرب لا يستطيع أن ينطق غير لغته مطلقا كما تراه في الجزء الأول من التاريخ فكانت القراءات لهذا السبب وكلها راجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو تلقاها كذلك عن جبريل عليه السلام ما عدا القراءات الشاذة الضعيفة مما نبه عليه العلماء.

أنزل الله القرآن لهداية العرب وإفحامهم به فكان من الواجب أن تكون تلاوته متيسرة لهم على السواء وهذا لا يتأتى إلا مع أوضاع في بعض الحروف وهذه الأوضاع هي القراءات، فمن من العرب كان يستطيع أن يؤلف لكل القبائل كلاما واحدا لا يعسر على ألسنة قبيلة من قبائلهم إلا أن يكون في الناس يومئذ إله لغوي؟

من هذا ترى أن القراءات هي معنى من معاني الإعجاز انتبه إليه العرب ولا يمكن أن يدركه غيرهم ممن جاءوا بعدهم ولهذا لا أستحسن في رأيي أن يقرأ بها الناس اليوم على اختلافها إذ لا حاجة إلى ذلك بعد أن اجتمعت الألسنة على لغة واحدة وقد ظهرت للقراءات فائدة تحقق معنى الإعجاز فيها وهي تسهيل التلاوة على بعض أصحاب الألسنة المعوجة كالمغاربة ونحوهم أما في مصر فلا حاجة إليها.

62

المقالة التي أرسلتها تحتمل كلاما كثيرا، ولكني أرى أن جهة الضعف فيك هي جهة الفكر ولا يقوى هذا الفكر إلا بالتمرن الطويل المستمر .. [صدقت والله، ومن هذا أُتِيَ]

كنت من يومين ساخطا متبرما فتناولت الكتاب الذي جُمعت فيه آثار الشيخ محمد عبده وهو عندي منذ طبع ولكني لم أقرأه ثم أخذت أتصفحه من أوله فرأيت كتابة الشيخ أيام بدأ يكتب وهي لا تستحق أن تقرأ ولا تساوي شيئا وربما كان لك ما هو خير منها وبعد سنة واحدة رأيت للشيخ آثارا لا بأس بها ولم تكد تمضي سنتان حتى تدفق الرجل ثم استفاض بعد سنوات ثم ظهر الشيخ محمد عبده كما عرف بعد ثماني سنين.

63

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير