تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ما هذه الملاحظات التي رميت بها [جريدة] الحال، ولم لم تنتقد سواه والدنيا كلها أغلاط

67

أما ما ذكرته من استعمال (أودع) و (أكتشف) و (أحس)، فإن مذاهب العرب واسعة ولنا ما لهم من التصرف في الاستعمال إذا لم نخرج عن قاعدتهم وقد يزيد الإنسان حرفا لاستقامة الأسلوب وإن خالف نقل اللغة. كما يزيد العرب ويحذفون من أمثال ذلك وهو كثير في كلامهم والقرآن أبلغ شاهد عليه فدعنا من هذا ومثله واعتقد أن مذاهب العرب ليست بالضيق الذي يتصورونه.

[قال أبو رية: كنت قد راجعته في هذه الأفعال وما تتعدى به وعدم جواز فعل اكتشف]

68

وهذه هي صورة التعزية – في التعزية:

المصيبة - حرسك الله - وإن كانت أكبر من التعزية ولكن ثواب الله أكبر من المصيبة، والإيمان بالله أكبر من الثواب. وما آمن بالله من لا يثق به، ولن يثق به من لا يطمئن إلى حكمته، ولا اطمأن إلى حكمته من لا يرضى بحكمه ولا يرضى بحكمه من سخط على ما ابتلاه.

ولقد عرفتك من أوثق الناس إيمانا فلتكن من أحسنهم صبرا وأجملهم عزاء، ونحن الضعفاء المساكين إنما نعامل الله بما يصيبنا به فإن جزعنا فقد بلغنا حق أنفسنا فلا حق لها من بعدُ وكأنما أصبنا مرتين، وإن صبرنا فما أحرى أن يكون الصبر على المصيبة هو ربح المصيبة والسلام.

69

فما لك تعرج برجليك الاثنين يا أبا رية؟ يجب أن تكون عاقلا في الحكم على الأشياء لأن الحكم وحده ليس شيئا ولكن مقدماته وأسبابه وهي كل العقل.

71

وأما البرقوقي فلم أعد أقابله ولا ينتظر منه أن يجرؤ على نقد شوقي ولكني سأوبخه، والعقاد والمازني سيصدران رسالة اسمها الديوان يصدر العدد الأول منها غدا، وهي كما يقولان لهدم شوقي فقط وقد طلبا صورة النقد الذي سأكتبه وقالا إن شوقي عرض عليهما 200 جنيه ليكفا عن نشرها فلم يقبلا. وأمر هذه الرسالة شائع في مصر.

72

والذي كان يكتب عن العقاد في عكاظ هو بقلم عبد الرحمن شكري وهو أصل الشر لأنه كتب إرضاء لشوقي ..

...... وأخبرني نجيب أفندي الغرابلي المحامي وهو من أعضاء اللجنة أن نشيد الهراوي ليس له وإنما هو للشيخ عبد المطلب [الشيخ محمد عبد المطلب الشاعر البدوي] وهذا شائع في مصر فلعن الله مثل هذا الأدب وأهله.

73

يا أبا رية:

السلام عليك، وبعد فإنك لم تخبر طبقات الناس ولم تعرف على أي شيء يُبنَى أهل الباطل، وسائل نفسك كيف عارضت قريش في القرآن وكيف صنعوا ما صنعوا وقد كان في أهل الإفك منهم أفصح وأبلغ وأبصر باللغة وأساليبها من البرعي وألف برعي [عبد الوهاب البرعي المحامي وكان قد انتقد النشيد الذي نظمه الرافعي] وهذا الجاهل الذي لا يعرف إلى اليوم أن التكرار من أبلغ ما في البلاغة في كل لسان على الأرض لا يستحق أن يرد عليه ....... ولا تحسبن الناس كلهم يجمعون على شيء ويكفي أن يكون إلى جانب كل شخص ضدنا مائة معنا.

وهذه الانتقادات التي أظهرها البرعي هي التي نشرت في جريدة السيف، ولو كنت أعرف أن فيها شيئا صحيحا لرددت عليها أو لأصلحتها لأني في مقدمة الذين يعترفون بخطإهم ولا يكابرون في حق

74

وقد تبينت أن أكبر داء هذه البلاد هو النفاق وسأكتب للهلال مقالة في هذا المعنى لأنه يلح علي من أشهر في مقالة فوعدته بها على ذلك.

76 – 77

ولو اتفق لك يوما أن تطبع كتابا لعلمت ما لم تعلم من أمر هذه الحرفة فإنك تتسلم الكتاب من المطبعة ثم لا تدري أين تضعه، فإذا طبعت 3000 نسخة أخذت المكاتب منك 100 أو 200 وحرت بالباقي إذا لم يكن لك محل في مصر، وهذا هو الذي يضايقني كلما كثرت كتبي، فإذا لم يكن للمؤلف محل أو مكتبة يشاركها لقي المر وتعب تعبا شديدا بكتابه، وترى المؤلفين والكتاب من أجل ذلك يبيعون كتبهم لمثل المكتبة التجارية وغيرها بالثمن البخس، واتبع المنفلوطي هذه الخطة الآن فهو يكتب ويسلم لصاحب المكتبة التجارية لقاء مبلغ زهيد وسأجتهد في البحث عمن يشتري النظرات ولو بثمن قليل ولولا هذه العلة ما بعت طبع حديث القمر .. وأهل السوق أكثرهم أدنياء لا يرعون حرمة ولا صنيعة.

....... فإن المطابع الأفرنجية كالعربية في الكذب وإخلاف المواعيد.

77

ليتك كنت مجذوبا يا أبا رية فتحل في هذا الكتاب محل الشيخ علي في المساكين ولكنك لا تصلح مجذوبا ولا عاقلا ... وقد تصلح يوما لأحدهما فإما ولي كبير ... وإما ماذا؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير