ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - 08 - 2007, 03:05 م]ـ
101
فامتحن نفسك يا أبا رية في هذه المسألة، لم أكثر العرب من مشتقات ومصادر كذبَ دون صدقَ؟
[يستعمل الرافعي العامية أحيانا بهذه العبارة (فابقى عرفني رأيك فيها)]
109 – 110
ولقد قرأت منذ أيام في السحاب الأحمر فإذا هو كتاب متين جدا ومن عادتي أني لا أعرف قيمة كتبي إلا بعد أن أنساها وأنسى نفسي فيها ولا أظن في كل الكتب العربية ما يساوي السحاب والرسائل في موضوعهما، فالحمد لله على فضله وكرمه وعلى إحسانه وتوفيقه.
110
أما احتواه واحتوى عليه فكلاهما صحيح، غير أن الأول حقيقة والثاني على المجاز .. وقد كنت
111
أما ما تقرأ فاقرأ كل شيء وهذه هي طريقة الجاحظ ولكن لا تترك كتب البلاغة العربية كالأغاني وكتب الجاحظ الخ فأنت في حاجة إلى الأسلوب إذ هو وحده الذي يظهر الكاتب وهو وحده الذي تتمثل فيه الشخصية.
114
كانت لي عادة أن لا أكتب في شهر رمضان، فلما خالفتها في السنة الماضية بكتابة (عاصفة القدر) ضاعت السنة كلها في مرض وكدر، وكانت الرواية أشأم ما كتبت بما جرت علي من الاضطراب فلا بد من السكون إلى آخر الشهر المبارك شهر القرآن والعبادة.
115
أريد أن أعلمك رأيي صريحا في مختارات الجاحظ [اختيار أبي رية]
أما رأيي فهو أولا – أنك لم تحسن الاختيار لأنك اقتضبت قطعا متفاوتة لا تجري على نسق واحد ثم اقتطفتها من أصولها ... وليس يخفى أن الجاحظ لا يورد الفصل إلا على أنه قطعة من موضوع، فمن الواجب عند الاختيار الابتداء من أصل الموضوع، وصارت مراجعة هذه المختارات تحتاج إلى معارضة كل قطعها على أصلها وهذا عمل شاق
116
ولكل ذلك لما قرأت الكراس الأول من هذه المختارات أيقنت أنه لا فائدة منها لأن الناس لا يطلبون الألفاظ لأنها ألفاظ بل لأنها تكسو معاني محبوبة عندهم مرغوبا فيها وفي قراءتها.
.......... ويمكنك أن تتأكلد هذا مما رأيته
.......... الذين يرغبون في أسلوب الجاحظ وخصوصا بعد ما بينت لك من عيب المختارات عدد محدود جدا قد لا يبلغون مائتين وهم خلاصة الأدباء المتعصبين للقديم.
116 – 117
ولقد جربنا الكتب وسوق الكتب وطبعها وتوزيعها، فاعلم أني نصحتك نصيحة خالصة ... إن توزيع الكتب يسير دائما ببطء، في هذه البلاد، وكان المنفلوطي يطبع من الكتاب 2000 نسخة فيتم توزيعها في أربع سنوات مع أنه يطبع أحسن طبع ومع شهرته العظيمة ومع إطناب الصحف في تقريظ كتبه.
119
وقد اقتنعت أني كنت مخطئا في أني لم أتخذ لي صحيفة للكتابة فيها فهذه هي الطريقة للجمهور ولا طريق غيرها.
120
لقد كانت المقالة الماضية صاعقة على لطفي السيد أظهرت خباياه ونواياه [كذا] وأبانت لهم أنه فيلسوف سوفسطائي
120
أما كتاب الجمهرة (جمهرة أشعار العرب) فلا ينفعك شيئا لأنه قصائد قديمة منها المعلقات كلها ومنها غيرها وأظنه 49 قصيدة وهو مطبوع قديما في المطبعة الأميرية، ولكن اشتر كتاب أناتول فرانس في مباذله فإن لغة شكيب في ترجمته موفقة في ألفاظها كأنه نثل له القاموس نثلا والكتاب فيما عدا أفكار الإلحاد محصول عقلي يفيدك جدا
122
أما الدستور الكتابي الذي طلبته فالقول فيه طويل ولكن خذ كتابا واحدا كالعقد الفريد لابن عبد ربه فاقرأه واحفظ كل ما تستحسن منه حفظا كحفظ القرآن لا تدع خبرا ولا كلاما ولا شعرا من كل ما ترى فيه جزالة وسبكا وطرافة ومعنى، فإنك لا تفرغ من ذلك ولا تنقل الكتاب إلى رأسك حتى تنقلب شيئا جديدا وقد علمت أن صاحب الصاعقة [أحمد فؤاد وكان كاتبا بليغا] يحفظ الكتاب كله وأنه به وحده صار كاتبا له ديباجته التي يتواصفونها، ولا تنس أن الغرض الأول هو الأسلوب ثم يأتي الغرض الآخر مما لا بد فيه من الدرس العلمي في كتب كثيرة فاجتهد في مادة الأسلوب فإنها هي المظهر وبها التمييز بين الكتاب وسر خطوة خطوة إذا أردت أن تقطع الطريق إلى آخرها واجعل شعارك هذه الكلمة وهي ((أن النبوغ صبر طويل))
123
وأنا بحسرة من كليلة ودمنة هذه فلو وفقني الله إلى إتمامها كتابا برأسه لكان حادثا في تاريخ العربية كلها ولو تعلم يا أبا رية ما يقول عن هذه الأمثال كبار أساتذة العربية في مصر ورجال العلم فيها لعلمت علما يقال له علم.
¥