تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - 08 - 2007, 03:07 م]ـ

151

وبعد فرسائل إخوان الصفا مما يجب عليك أن تقتنيه لأنها ثمينة جدا وإن لم يكن كل ما فيها من غرضك ولكن من أكبر فوائدها أنها تفتق الذهن وتكسب ملكة حسنة في فهم الدقائق

... أخبرني الشيخ العوامري بك أن وزارة المعارف ألفت لجنة لفحص الشعر الجاهلي من خمسة أحدهم الشيخ أحمد أمين فكان وحده ضد الأربعة وكان يدافع عن طه ويصحح كل ما في كتابه ... وإن الصواب أن يقرأ الإنسان كل ما استطاع قراءته

152

ومن نكبة الشعر العربي أنه لا يتسع لبسط المعاني فإذا بسطت المعاني فيه وشرحت سقطت مرتبته من الشعر وأصبح نظما كنظم المتون في الأكثر وهذا هو ما صرفني من الأول إلى الكتابة ووضع حديث القمر والمساكين وغيرها فإن هذه الكتب هي شعر ولكنه في غير الظروف الموزونة.

يظهر أن إخوان الصفا ستعكر عليك المالية فكيف حين تضم إليها جمهورية أفلاطون التي تطبع الآن في المقتطف والتي كانت أساس نبوغ كثيرين؟ اقتصد من الآن في فومها وعدسها وبصلها

153

غير أن أفضل طريقة هي أن يقرأ (مصطفى) أمامك قطعة من مجلة أو جريدة مما يلائم موضوعاته وتناقشه في إعرابها ومعانيها وتوضح له ثم تستمر كل يوم على هذه الطريقة إلى آخر السنة فإنه لا يأتي موعد الامتحان حتى يكون قد استوفى عربية وإنشاء. وهذه هي عين الطريقة التي كان يتبعها الأدباء قديما في الأخذ عن الرواة وأمثالهم ولا أفيد منها إذا كان المعلم مستحكما ممتلئا فإن تلميذه يستوفي بها كل علمه في أقرب مدة

154

ألا يجوز للإنسان أن يلعن هذه البقعة وأهلها بعد أن يرى كلامه أرقى من كلام برجسون ثم لا يرى لنفسه شيئا من البرجسة ولا رائحتها حتى ولا يستطيع أن يفرغ للأدب

155

هذه الأعمال من غير الفراغ تهان إهانة شديدة لأن أسرار الإعجاز فوق كل أفكار هذا العصر وسترى في مقالة المقتطف (أومن بالدين) تأويل قوله تعالى في وصف طعام أهل الجحيم {لا يسمن ولا يغني من جوع} فترى ما لم يخطر بفكر إنسان إلى اليوم.

...... كان عندي من يومين أديب سوري اطلع على مقدمة الطبعة الثانية [يعني المساكين] فقال لي أقسم بشرفي أن فيها قطعا أحسن من أحسن ما كتب فيكتور هجو في بؤسائه،

157

وربما كان هذا الهم مقدمة لفرج قريب أو لتعويض كنجاج ابنك في امتحان الشهادة فإن لكل شيء ثمنه والهموم مقدمات في أحيان كثيرة لنعم مخبوءة وهكذا أعتقدها أنا ثقة بكرم الله ورحمته .. وأقنع نفسك بأن الزمن ليس كله في هذه الأيام .. وكل يوم هو في شأن.

158

كنت أطمع أن تقرر المعارف المساكين ولكني لم أسع بعد ولعنة الله على زمن يحتاج الحق فيه إلى السعي. على أن ما نحن فيه من فضل الله يكفينا وإنما نريد ستره وتيسيره والحمد لله على نعمه حمدا يبلغ رضاه.

159

لا ينبغي أن تعلق أملك على مخلوق وثق أن الرجل لن يمسك بشيء ما دمت تستعين الله عليه

162

وكلمة المقتطف زادتني ألما وتحسرا وضج قلبي إلى الله أن يفرغني لخدمة كتابه ودينه ولغة كتابه مع تيسير أمر العيش ليجتمع البال على شيء واحد.

متى يكتب الإنسان ومتى يقرأ والعمر يتبعثر على هذه الطريقة! على أني واثق أن الله تعالى سيجيب دعائي لأنه يعلم نيتي.

163

يا أبا رية

لم تجب على [كذا] ما سألتك عنه

164

ولا تنس أن العقاد الآن في رأي نفسه ورأي كثيرين هو جبار الكتابة فنحن نريد أن نضع أنف هذا الجبار في الأرض مقدار ساعتين على الأقل! لأنه لم يتجرأ عليه أحد إلى الآن، والذين كتبوا عنه لم ينالوا منه نيلا وطه حسين لم يكد يمسه مرة حتى هرب وأخذ ينافق له ويتملقه، وسيجيء كتاب السفود عن العقاد وحده في نحو مائة صفحة.

166

وفي إغفال الاسم قوة كبيرة لهذه الحقيقة ما دام الكتاب متينا، وهذا أمر جربته بنفسي فإنه لما رد الأستاذ الشيخ عبده على هانوتو في المؤيد لم يذكر اسمه بل كتب المؤيد (جريدة المؤيد) في صدر الرد لإمام من أئمة الإسلام وعالم من علمائه الأعلام، فكان للرد دوي هائل واشتغل به الناس في سبيل معرفة كاتبه أكثر مما اشتغلوا به في نفسه، وكنت يومئذ أحد هؤلاء المسحورين، وبقيت أياما لا قرار لي إلا معرفة الكاتب حتى عرفته من الشيخ رشيد رضا، وكذلك كتبت قديما مقالة عن الشعراء في مجلة صغيرة اسمها الثريا، ولم أذكر اسمي فيها فكان لها دوي هائل واشتغل بها القطر وجميع الصحف نحو شهر.

167

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير