فحملت نفسي جهد الطاقة، واشتغلت ثمانية أيام، منها يومان في قراءة الديوان وأربعة في كتابة المقالة ويومان في تنقيحها وتبييضها
244
ومقالة شوقي أخذت أربعة أيام في قراءة ديوانه وأربعة أيام في الكتابة ويومين في التبييض وفي طول هذه المدة لم أستطع أن أنام أكثر من خمس ساعات في اليوم وأحيانا أربع أو ثلاث
........ أما تفسير الآية [ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السموات والأرض شيئا ولا يستطيعون] التي سألت عنها فقد راجعت التفاسير أول من أمس فلم أر فيها ما يقنع والذي ظهر لي أن (شيئا) في الآية بدل (من رزقا) وهذا الإعراب نبه / إليه المفسرون وجعلوه ضعيفا مع أن فيه كل القوة، لأن المراد من الآية أن هؤلاء (ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السموات والأرض) وهنا يعترض هؤلاء أنفسهم بأنهم يعتقدون أن معبوداتهم تملك ذلك وإلا فلم عبدوها؟ فجاءت لفظة (شيئا) لبيان أن كل ذلك وهم وتخيل وضلال إذ لا معنى للرزق إلا إذا كان (شيئا) لا وهما فقط ولا شيء ترزقه هذه المعبودات من السموات والأرض. فإذا كانت لا ترزق شيئا على الإطلاق، فهي على الإطلاق ليست شيئا إلا ما توهموه منها، وهذا كالذي توهموه فيها فالأمر فيهم وفيها كله وهم وضلال، ولهذا جاء بعد ذلك (ولا يستطيعون) وعبر هنا بضمير الجمع العاقل مع أن في أول الآية (ما لا يملك) فدلت الكلمة الأخيرة على أن المراد أن هؤلاء العابدين ومعبوداتهم كالأوهام المحضة لا هي تستطيع أن ترزقهم شيئا كائنا ما كان من السموات والأرض أي ولو ذرة ولا هم يستطيعون أن يجعلوها قادرة على شيء من ذلك.
(فشيئا) هذه معجزة الآية كلها، ويستحيل أن ينتبه إليها عقل بشري ويجيء بها في هذا الموضع. وتكون النتيجة التي ترمي إليها الآية بهذا التعبير، أن المعبود الحق هو القوة الأزلية المالكة للإيجاد المطلق، أي الواحد الأحد وهو الله لا غيره وما عدا ذلك فهو من اختراع أوهام الناس، موجود في الوهم معدوم في الواقع والمعنى.
246
أما أن شوقي أشعر من البارودي فهو الواقع لأن البارودي لا يزيد على قوة الأسلوب وفخامته، ولكن الشعر في معاني شوقي ومواضيعه، والبارودي من هذه الناحية ضعيف جدا، والفرق بينه وبين شوقي في هذا كالفرق بين زمن شوقي وزمن البارودي
247
وأبو شادي من المخلصين لنا والمتعصبين أيضا
........ أما سر اللغة فالغرض منها تنبيه وزارة المعارف إلى أن مجمعها لن يفلح وأنهم إلى الآن لم يهتدوا إلى السر الذي يجب أن يبحثوه ولا يفلحون إلا إذا اهتدوا إليه.
248
هذه الدنيا غريبة وما دامت لا تكون دنيا إلا إذا كانت غريبة فليس فيما هو غريب شيء غريب، والحقيقة ينبغي أن تكون فوقها لا فيها. ولهذا فليس للإنسان إلا الله وحده. الإيمان به، والفكر فيه، والعمل الصالح لوجهه. هذه هي خطتي الجديدة ولا راحة للقلب إلا فيها
250
وديوان ابن زيدون لا بأس به وهو صغير في الأصل ولكنهم ثرثروا فيه على ما يظهر ولا ثقة بمن صححوه وشرحوه.
251
والمدرسة التي أخذت هذا النشيد هي مدرسة البنات الثانوية للأقباط وابنتي زينب هناك وهي الأولى والحمد لله
251
العقاد انتقد في المقتطف كلمة كنت خطأت فيها شوقي، وهي رفع جواب الشرط حين يكون فعل الشرط ماضيا، والنحاة جميعا أجازوا هذا فانتهزها العقاد، ولكن النحاة في رأيي مخطئون، وقد كتبت ردا طويلا جعلناه كالفخ للعقاد، فإني أظهرت غلط النحاة وتركت له أن يجيب هو عنهم لنرى كيف يتخبط في هذا الباب.
253
لأن العبرة بالغلطة التي لا يمكن ردها لا بالرأي الذي لا يعدم رأيا آخر ينقضه مهما كان صوابا
254
لقد قرأت أوراق الورد في هذا الأسبوع بعد أن فرغت من قراءة رواية لشكسبير وأخرى للامارتين، وفي ظني أن أوراق الورد يرجح عليهما بكثير في معانيه وبيانه، ولكن هو الحظ!
256
لقد فر العقاد من المناقشة النحوية التي فتح بابها في المقتطف وأعلن هزيمته وسأسجل عليه هذه الهزيمة في المقتطف نفسه، وكنت لا أصدق أنه يفر! وكان كل الذين اطلعوا على كتابتي في المقتطف عن المسألة النحوية يؤكدون لي أن العقاد سيسكت ولا يرد لأنها عقدة لا يمكن حلها وهذه المسألة نشرت في مقتطف فبراير (سنة 1933)
257
أحضرت تلميذنا وصاحبنا الأستاذ سعيد العريان وهو الذي كان الأول في امتحان دار العلوم
258
¥