تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولكن عتبة لم تبادله نفس المشاعر وأعرضت عنه بل وكأنها كرهته لما أكثر عليها .. فقد أخذ يلاحقها طمعاً في وصلها من زمن المهدي إلى عهد الرشيد!

وقد جلده المهدي فيها حتى أغشي عليه لما علم بأمره وتشببه بها .. فقال أبو العتاهية في ذلك ..

بخٍّ بخٍّ يا عُتبُ من مثلُكُم **قد قتل المهدي فيكم قتيلُ

ويذكر صاحب مروج الذهب خبر أبي العتاهية وقصيدته هذه التي مطلعها "قَطّعْتُ مِنْكِ حبَائِلَ الآمالِ" .. فيقول ..

((وحدث أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب قال: كان أبو العتاهية قد أكثر مسألة الرشيد في عُتْبَة، فوعده بتزويجها أانه يسألها في ذلك: فإن أجابت جهزها وأعطاه مالاً عظيماً، ثم إن الرشيد سَنَحَ له شغل استمر به، فَحُجِبَ أبو العتاهية عن الوصول إليه، فدفع إلى مسرور الخادم الكبير ثلاث مراوح، فدخل بها على الرشيد وهو يتبسم، وكانت مجتمعة، فقرأ على واحدة منها مكتوباً:

ولقد تَنَسَّمْتُ الرياحَ لحاجَتِي ... فإذا لها مِنْ رَاحَتَيْهِ شَمِيمُ

فقال: أحسن الخبيث، وإذا على الثانية:

أعْلَقْتُ نفسي من رجائك ماله ... عَنَق يحثُّ إليك بي ورسيم

فقال: قد أجاد، وإذا على الثالثة:

ولربما اسْتَيأسْتُ ثم أقول: لا ... إن الذي ضَمِنَ النجاحَ كريم

فقال: قاتله اللهّ!! ما أحسن ما قال، ثم دعا به، وقال: ضمنت لك يا أبا العتاهية وفي غد نقضي حاجتك إن شاء اللهّ، وبعث إلى عتبة إن لي إليك حاجة فانتظريني الليلة في منزلك، فأكبرت ذلك وأعظمته، وصارت إليه تستعفيه، فحلف أن لا يذكر لها حاجته إلا في منزلها، فلما كان في الليل سار إليها ومعه جماعة من خَوَاصِّ خدمه، فقال لها: لست أذكر حاجتي أو تضمنين قضاءها،

قالت: أنا امتكَ وأمرك نافذ فيّ ما خلا أمر أبي العتاهية فإني حلفت لأبيك رضي اللّه عنه بكل يمين يحلف بها بر وفاجر وبالمشي إلى بيت الله الحرام حافية كلما انقضت عني حجة وجبت عليَّ أخرى لا أقتصر منها على الكفارة، وكلما أفدت شيئاً تصدقت به إلا ما أصلي فيه، وبكت بين يديه، فَرَقَّ لها ورحمها وانصرف عنها، وغدا عليه أبو العتاهية وهو لا يشك في الظفر بها

فقال له الرشيد: واللهّ ما قصَرْتُ في أمرك، ومسرور وحسين ورشيد وغيرهم شُهُودٌ لي بذلك، وشرح له الخبر، قال أبو العتاهية: فلما أخبرني بذلك مكثت ملياً لا أدري أين أنا، ثم قلت: الآن يئست منها إذ رَدَّتكَ، وعلمت إنها لا تجيب أحداً بعدك، فلبس ابو العتاهية الصوف، وقال في ذلك من أبيات:

قَطّعَتُ مِنْكِ حَبَائِلَ الآمال ... وَحَطَطْتُ عن ظَهْرِ المَطِيِّ رِحَالِي

وَوَجَدْتُ بَرْدَ اليأس بَيْنَ جَوَانحِي ... فَغَنِيتُ عن حِلً وعن تَرْحَال))

ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[07 - 11 - 2008, 06:44 م]ـ

جزيت خيرا ..

جميل ماكتبتم ..

ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[07 - 11 - 2008, 10:32 م]ـ

أبو العتاهية كان مدرسة مجددة في الشكل والمضمون وكلنا يذكر مقولته الشهيرة "أنا أكبر من العروض"

ومن ناحية المضمون فكان ينتهج ما يسمى بأسلوب السهل الممتنع

فكلامه سهل عذب وهذا ما غاظ خصومه وبالاخص " مسلم بن الوليد " الذي علّق على البيت:

عتب الساعة الساعة .. أموت الساعة الساعة

قال: لو كان هذا شعرا لكان كلامي كله شعرا

قد تكون لنشأة الرجل تأثير واضح في شعره وأسلوبه

فهو مولد "فارسي" نشأ فقيرا معدما ماجنا متخنثا ورافق المجان المشهورين

ثم ثاب إلى رشده واشتهرت زهدياته -رغم انه رمي بالزندقة وقد رجح شوقي ضيف ذلك -

ـ[سمية ع]ــــــــ[08 - 11 - 2008, 11:49 ص]ـ

أسعدني مروركم ...

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير