ـ[أبو سهيل]ــــــــ[06 - 12 - 2008, 09:10 ص]ـ
أشكر لك مرورك أستاذتنا تيما
أما التراث المفقود فلا يلام من ذهبت نفسه عليه حسرات
ـ[المستبدة]ــــــــ[07 - 12 - 2008, 09:34 ص]ـ
(جميلٌ ذكر أخبار مثل هذه النوادر .. والأجمل أنّ ذلك يذكرنا دوما بأن ثمّ أدب وقصيد وحياة تعيش في
مكانٍ ما .. ! أدبٌ لم نصل إليه بعد .. بل إنّي أؤكد على شعراء لم تطلهم يد التاريخ تخليدا .. وصل إلينا الجميل .. وربما
بقي هنا وهناك الأجمل .. في الحقيقة حين نسمع بهذا .. لا نملك إلا أن يتملكنا الفخر والزهو بماضٍ كان له ما كان من جماليات قادت أمتنا إلى سؤدد لا يخبو وهجه، وفي الحقيقة ذاك الماضي _ الذي أتحدث عنه _ ليس الأدب بشعره ونثره فقط،بل جميع العلوم والفنون .. للأسف أنت تحزن كثيرا حين تصل إلى هذه الحقيقة .. فنحن (الأمتين الإسلاميّة والعربيّة) الأولى بالصدارة والزعامة!
لن نعرّج على كثير مما ذهب .. في الكيفيّة والرؤية والأسباب .. فذاك مقامه يطول ..
والمقام هنا لشكر الأستاذ على مطارحة مثل هذا.
رسالة الغفران:لافض فوك:)
عبقٌ ...
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[04 - 01 - 2009, 04:34 ص]ـ
(جميلٌ ذكر أخبار مثل هذه النوادر .. والأجمل أنّ ذلك يذكرنا دوما بأن ثمّ أدب وقصيد وحياة تعيش في
مكانٍ ما .. ! أدبٌ لم نصل إليه بعد .. بل إنّي أؤكد على شعراء لم تطلهم يد التاريخ تخليدا .. وصل إلينا الجميل .. وربما
بقي هنا وهناك الأجمل .. في الحقيقة حين نسمع بهذا .. لا نملك إلا أن يتملكنا الفخر والزهو بماضٍ كان له ما كان من جماليات قادت أمتنا إلى سؤدد لا يخبو وهجه، وفي الحقيقة ذاك الماضي _ الذي أتحدث عنه _ ليس الأدب بشعره ونثره فقط،بل جميع العلوم والفنون .. للأسف أنت تحزن كثيرا حين تصل إلى هذه الحقيقة .. فنحن (الأمتين الإسلاميّة والعربيّة) الأولى بالصدارة والزعامة!
لن نعرّج على كثير مما ذهب .. في الكيفيّة والرؤية والأسباب .. فذاك مقامه يطول ..
رائع ما خطه يمينك حفظك الله
من عجيب خبر هذه القصيدة ليس فقط طولها بل ما نص عليه أصحاب التراجم من أن الرجل لا يعرف بغير هذه القصيدة وأظن لمثل هذا نظائر كثيرة في تاريخنا الأدبي
منهم القحطاني مثلا صاحب النونية المشهورة لا نعرف عنه شيئا غير قصيدته ونترحم عليه كلما أنشدها منشد ورددها قارئ
بالله قولوا كلما أنشدتم ... رحم الإله صداك يا قحطاني
اللهم آمين
فكم من قصيدة خلدت ذكر صاحبها
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[08 - 01 - 2009, 03:46 ص]ـ
وهذا هو أبو الحسن محمد بن عمر الأنباري لا تذكر عنه كتب التاريخ والأدب سوى أنه شاعر مقل من عدول بغداد ثم تسترسل في ذكر قصيدته وما دار حولها من أحداث
وهي قصيدة جديرة بأن تخلد ذكر صاحبها وإن لم نعرف عن حياته وإنتاجه الأدبي غير القليل
يقول الصفدي في الوافي بالوفيات:
ورثاه ـ يعني ابن بقية ـ أبو الحسن محمد بن عمر بن يعقوب الأنباري أحد العدول ببغداد بقصدية لم أر في مصلوب أحسن منها وأولها.
علو في الحياة وفي الممات ... بحق أنت إحدى المعجزات
كان الناس حولك حين قاموا ... وفود نداك أيام الصلات
كأنك قائم فيهم خطيباً ... وكلهم قيام للصلاة
مددت يديك نحوهم احتفاء ... كمدكها إليهم بالهبات
ولما ضاق بطن الأرض عن أن ... يضم علاك من بعد الممات
أصاروا الجو قبرك واستنابوا ... عن الأكفان ثوب السافيات
لعظمك في النفوس تبيت ترعى ... بحفاظ وحراس ثقات
وتشعل عندك النيران ليلاً ... كذلك كنت أيام الحياة
ركبت مطية من قبل زيد ... علاها في السنين الماضيات
ولم أر قبل جذعك قط جذعاً ... تمكن من عناق المكرمات
أسأت إلى النوائب فاستثارت ... فأنت قتيل ثأر النائبات
وكنت تجير من صرف الليالي ... فعاد مطالباً لك بالترات
وصير دهرك الإحسان فيه ... إلينا من عظيم السيئات
وكنت لمعشر سعداً فلما ... مضيت تفرقوا بالمنحسات
غليل باطن لك في فؤادي ... يخفف بالدموع الجاريات
ولو أني قدرت على قيام ... بفرضك والحقوق الواجبات
ملأت الأرض من نظم القوافي ... ونحت بها خلاف النائحات
وما لك تربة فأقول تسقى ... لأنك نصب هطل الهاطلات
عليك تحية الرحمن تترى ... برحمات عواد رائحات
وكتبها الشاعر المذكور ورمى بها نسخاً في شوارع بغداد فتداولها الأدباء إلى أن وصل خبرها إلى عضد الدولة وأنشدت بين يديه فتمنى أن يكون هو المصلوب دونه وقال علي بهذا الرجل فطلب سنة كاملة واتصل الخبر بالصاحب ابن عباد فكتب له إلى عضد الدولة بالأمان فحضر إليه فقال له الصاحب أنشدنيها فلما بلغ
ولم أر قبل جذعك قط جذعاً ... تمكن من عناق المكرمات
قام إليه وقبل فاه وأنفذه إلى عضد الدولة فقال له ما حملك على رثاء عدوي قال حقوق وجبت وأياد سلفت فجاش الحزن في قلبي فرثيت وكان بين يديه شموع تزهر فقال هل يحضرك شيء في الشموع فأنشد
كأن الشموع وقد أظهرت ... من النار في كل رأس سنانا
أصابع أعدائك الخائفين ... تضرع تطلب منك الأمانا
فخلع عليه وأعطاه فرساً وبدرة ولم يزل ابن بقية مصلوباً إلى أن توفي عضد الدولة فأنزل ودفن، فقال ابن الأنباري المذكور يرثيه أيضاً:
لم يلحقوا بك عاراً إذ صلبت بلى ... باؤا بإثمك ثم استرجعوا ندما
وأيقنوا أنهم في فعلهم غلطوا ... وأنهم نصبوا من سودد علما
فاسترجعوك وواروا منك طود على ... بدفنه دفنو الأفضال والكرما
لئن بليت فما يبلي نداك ولا ... ينسى وكم هالك ينسى إذا عد ما
تقاسم الناس حسن الذكر فيك كما ... ما زال مالك بين الناس مقتسما اهـ
¥