ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[13 Jan 2009, 07:18 م]ـ
(نرى ... وليس لتلك الظروف أي أثرٍ في ورود النص، ونزوله في تلك الفترة، كما ليس لها أيُّ دورٍ في تحديد مصير ذلك النَّصِّ وجودًا وعدمًا، فالنَّصُّ الشَّرْعِيّ، كتابا وسنة، حاكم ومتعالٍ على الظروف والأمكنة والبيئة، لأنه يخاطب الحاضر، والمستقبل، ولذلك لم يشأ النص أن يتضمن الإشارة المباشرة إلى تفاصيل تلك الظروف، ولا ربط مضامينه بها البتة.
يبدو أن الباحث جعل ماتحته خط مسلمة فبنى عليه بقية كلامه .. وأجد أن ذلك بحاجة إلى دليل ..
وكون النص الشرعي حاكما على الظروف وغيرها ليس بدليل ناهض ..
إذ إن القائلين بأن للحوادث والظروف أثرا في النص الشرعي لم يبطلوا حاكميتع وتعاليه على الظروف، ولذلك قُررت قاعدة: (العبرة بعموم اللفظ لابخصوص السبب) على التفصيل المقرر في مظانه ..
إنَّ هذا المصطلح المقترح بديلا لمصطلح " أسباب النزول والورود" كما سيضع حدًّا لذلك النزاع المفتعل حول علاقة النص بسبب ...
النزاع المفتعل ليس قائما على ظنون واجتهادات في المقام الأول بقدر قيامه على ثبوت ورود السبب مع أهليته للسببية من خلال سياقه وألفاظه.
وعليه فلامسوغ لتفضيل مفهوم كلام الباحث على القول بالسببية ..
وقلت (مفهوم) لأن النقاش ليس واقعا على التسمية بالمناسبة أو السببية، بل على الأمر الذي قام عليه ترجيح الباحث.
لأن أحكام الله عز وجل لا تعليل لها ولا أسباب.
فما رأي شيوخنا الأفاضل هنا، لا سيما والشيخ مقر ومثبت بداهة لحكمة الله عز وجل؟
(شائبة أشعرية)
الأشاعرة وإن كانوا يثبتون الحكمة لله تعالى فإنهم ينفون أن يكون لأفعاله أسبابا .. وخلط بعضهم بين هذا وذاك فقال أن نفيهم للثاني يلزم منه نفي الحكمة من الله بالكلية وليس بلازم .. فليُتنبه إلى مثل هذا ..
وعليه فقول: (لاسيما والشيخ مقر ومثبت بداهة لحكمة الله عز وجل) لاعلاقة له بما قرره.
---
ـ[مُتَّبِعَة]ــــــــ[14 Jan 2009, 01:06 ص]ـ
ملخص ما ذُكر أن المسألة لها وِجهتان:
1 - وِجهة اصطلاحية مُحْدَثة أخرجتْ ما يدخل في الفهوم المعاصرة لمعنى مفردة "سبب" مع أن الفهم لم يتوارد إلى أذهان أئمة القرون المتقدمة.
2 - وَوِجهة اعتقادية خاصة بأصحابها قامت على أساس من نفي التعليل لأفعال الله عز وجل.
وفي كلا الوجهتين يُلاحَظ مدى العمق والأصالة في التصوُّر والاحتِراز لاصطلاحات أئمة السلف المتقدمين رحمة الله عليهم أجمعين.
ـ[الخطيب]ــــــــ[29 Jan 2009, 11:42 م]ـ
يبدو أن الباحث يريد أن ينحو بأسباب النزول منحى يبعد بها عن أفكار العلمانيين في الربط بين الآية القرآنية وسببها كما يربط بين العلة والمعلول.
وهذا منحى خطير من العلمانيين تستغل فيه أسباب النزول لتكريس فكرتهم عن القرآن الكريم وأنه بشري المصدر
لي عودة مع هذا الموضوع المهم إن شاء الله
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[19 Feb 2009, 10:56 م]ـ
أوافق الكاتب ليس في تغيير الاسم فحسب بل في تغيير المفهوم ومحتواه أيضا؛ إذ إن مفهوم "أسباب النزول " لضيقه تنفلت منه جزئيات كثيرة مهمة جدا؛ إذ عرّف العلماء مفهوم سبب النزول بقولهم" سبب النزول هو ما نزلت الآية أيام وقوعه " ولذلك أنكروا على الواحدي إيراده قصة قدوم أبرهة الأشرم باعتباره سببا لنزول سورة الفيل؛ بل وجعلوا هذا الإنكار جزءا من تعريف المفهوم فقالوا بعد ذلك التعريف " ليخرج ما ذكره الواحدي في سورة الفيل" إذ استندوا على لفظ (السبب) وما يقتضيه من معنى.
وإذا كان ما ذكروه صحيحا فإنهم قد وقعوا في الإشكال المفهومي نفسه؛ إذ ذكروا من الأسباب المهمة جدا تعلّق آيات كثيرة بأفعال كانت للعرب في الجاهلية؛ واذكر منها ثلاثة أمثلة فقط؛ وهي:
طواف المرأة عارية:
قال تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)
¥