تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فهذا الكاشاني يوضح ان هذاما يعتقده في القران ثم بين انه نفس ايمان اعتقاد صاحب التفسير ثم اورد ما ذكره القمي عن القران وما بدل فيه وما نقص منه وزيد فيه. ولا يكتفي بذلك بل يورد اشكال على قوله ثم يرد الاشكال فيقول مستشكلا على قوله: "أقول: ويرد على هذا كله إشكال وهو أنه على هذا التقدير لم يبق لنا اعتماد على شيء من القرآن إذ على هذا يحتمل كل آية منه أن يكون محرفا ومغيرا ويكون على خلاف ما أنزل الله فلم يبق لنا في القرآن حجة أصلا فتنتفي فائدته وفائدة الأمر باتباعه والوصية بالتمسك به إلى غير ذلك، وأيضا قال الله عز وجل: وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. وقال: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون فكيف يتطرق إليه التحريف والتغيير، وأيضا قد استفاض عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم السلام حديث عرض الخبر المروي على كتاب الله ليعلم صحته بموافقته له وفساده بمخالفته فإذا كان القرآن الذي بأيدينا محرفا فما فائدة العرض مع أن خبر التحريف مخالف لكتاب الله مكذب له فيجب رده والحكم بفساده أو تأويله.

ويخطر بالبال في دفع هذا الاشكال والعلم عند الله أن يقال: إن صحت هذه الأخبار فلعل التغيير إنما وقع فيما لا يخل بالمقصود كثير إخلال كحذف اسم علي وآل محمد (صلى الله عليهم)، وحذف أسماء المنافقين عليهم لعائن الله فإن الإنتفاع بعموم اللفظ باق وكحذف بعض الآيات وكتمانه فان الانتفاع بالباقي باق مع أن الأوصياء كانوا يتداركون ما فاتنا منه من هذا القبيل ويدل على هذا قوله عليه السلام في حديث طلحة: إن أخذتم بما فيه نجوتم من النار ودخلتم الجنة فإن فيه حجتنا وبيان حقنا وفرض طاعتنا. " (3)

فانه هنا يورد روايات النقص ثم يستشكل ويرد على الاستشكال ما يدفع مانع النقص والزيادة. ثم يقول: ". واما اعتقاد مشايخنا «ره» في ذلك فالظاهر من ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني طاب ثراه أنه كان يعتقد التحريف والنقصان في القرآن لأنه كان روى روايات في هذا المعنى في كتابه الكافي ولم يتعرض لقدح فيها مع أنه ذكر في أول الكتاب أنه كان يثق بما رواه فيه وكذلك استاذه علي بن إبراهيم القمي (ره) فان تفسيره مملوّ منه وله غلو فيه، وكذلك الشيخ أحمد بن أبي طالب الطبرسي رضي الله عنه فانه أيضا نسج على منوالهما في كتاب الاحتجاج. " (4)

ثم اورد بعض الاقوال عن علماء من الشيعة لا يرون التحريف ثم يرد عليهم بقوله:

" أقول: لقائل أن يقول كما ان الدواعي كانت متوفرة على نقل القرآن وحراسته من المؤمنين كذلك كانت متوفرة على تغييره من المنافقين المبدلين للوصية المغيرين للخلافة لتضمنه ما يضاد رأيهم وهواهم والتغيير فيه إن وقع فإنما وقع قبل انتشاره في البلدان وإستقراره على ما هو عليه الآن. والضبط الشديد إنما كان بعد ذلك فلا تنافي بينهما بل لقائل أن يقول إنه ما تغير في نفسه وإنما التغيير في كتاباتهم إياه وتلفظهم به فإنهم ما حرفوا إلا عند نسخهم من الأصل وبقي الأصل على ما هو عليه عند أهله وهم العلماء به فما هو عند العلماء به ليس بمحرف وإنما المحرف ما أظهروه لأتباعهم وأما كونه مجموعا في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم على ما هو عليه الآن فلم يثبت وكيف كان مجموعا وإنما كان ينزل نجوما وكان لا يتم الا بتمام عمره.

وأما درسه وختمه فانما كانوا يدرسون ويختمون ما كان عندهم منه لا تمامه. " (5) ثم يذكر كلام الصدوق في ان اعتقادهم هو ان القران الذي بايدينا بلا زيادة ولا نقصان عما انزل على النبي ويذكر كلام الطوسي فيرد عليهم بقوله: " أقول: يكفي في وجوده في كل عصر وجوده جميعا كما أنزله الله محفوظا عند أهله ووجود ما احتجنا إليه منه عندنا وإن لم نقدر على الباقي كما أن الامام عليه السلام كذلك فان الثقلين سيان في ذلك. " (6)

والمتتبع لما اورده الفيض الكاشاني فانه يخلص بوضوح انه يقول بنفس كلام المفيد المذكور في المداخلة السابقة. وان الشيعة الاثني عشرية انقسموا فيما بينهم من قائل بنقص القران وتغير تأليفه ومن قال بعدم نقصه ولكن بان تألفه قد تلاعب فيه وحرف. غير انك ان تتبعت مؤلفات المفيد فانك سترى امرا يتعلق بحذف وحي منزل غير القران كان بين ايات القران ولكنه بزعمه غير معجز!! وهذا ما سنستعرضه في المداخلة اللاحقة باذن الله تعالى.

خلاصة ما نقلناه ان المجلسي والمفيد والفيض الكاشاني وكذا الكليني المدعوا بثقة الاسلام!!! وعلي بن ابراهيم القمي وأحمد بن أبي طالب الطبرسي ممن ذكروا هنا في البحث يرون نقص القران الموجود عن المحفوظ عند الغائب عندهم وانه لن يكون بتمامه الا يوم ظهور مهديهم الغائب. ثم ان الفيض الكاشاني نقل كلاما مخالفا لكل من الشريف المرتضى والصدوق محمد بن الحسن الطوسي و أبو علي الطبرسي ز والمجال هنا لسرد رأي الاثني عشرية لا استقصاء اقوال كل من قال بالزيادة او النقصان او بالنقصان وحده.

************************

2 - تفسير الصافي-الفيض الكاشاني -المقدمة السادسة ص49 الربط هنا ( http://www.rafed.net/books/olom-quran/al-safi-01/03.html#8)

3- نفس المرجع ص51 - 52

4 - نفس المرجع ص52

5 - نفس المرجع ص54

6 - نفس المرجع ص55

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير