تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[17 Jul 2007, 03:36 م]ـ

************************************************** **************************: 2 - التشكيك في ترتيب الايات ومحتواها.************************************************* ************************

نقل المفيد في كتاب أوائل المقالات مذهب الشيعة الاثني عشرية حول تأليف القران وترتيب سوره وآياته فقال:

" القول في الرجعة والبداء وتأليف القرآن:واتفقت الإمامية على وجوب رجعة كثير من الأموات إلى الدنيا قبل يوم القيمة وإن كان بينهم في معنى الرجعة اختلاف. واتفقوا على إطلاق لفظ (البداء) في وصف الله تعالى وأن ذلك (2) من جهة السمع دون القياس. واتفقوا على أن أئمة الضلال خالفوا في كثير من تأليف القرآن، وعدلوا فيه عن موجب التنزيل وسنة النبي (ص). وأجمعت المعتزلة والخوارج والزيدية والمرجئة وأصحاب الحديث على خلاف الإمامية في جميع ما عددناه." (7)

فهو ينقل اتفاق الامامية ويبين اجماع غيرهم من اهل الاسلام.ومعنى التأليف هو ما تحتويه السور وترتيب الايات وترتيب السور , فزعموا ان المصحف الذي مع علي يختلف عن الذي بين ايدينا بذلك بالاضافة للتفسير وبيان المكي والمدني والناسخ والمنسوخ وليس ما ذكره الخوئيني في التعليق على المفيد (8). وهذا الامر يكاد يطبق عليه الشيعة الاثني عشرية. من كون المصحف الذي مع غائبهم يختلف عما في ايدينا في ترتيب الايات والسور وانما اختلفوا في الزيادة والنقصان.

والقول عندهم لا يتعلق فقط بالايات بل بالاجزاء منها فيزعموا ان قولها تعالى "إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا" وضعت في غير موضعها وهي جزء من آية. (9) وهكذا فالامر يتعلق بالوحدة الموضوعية للاية او السورة فيزعموا ان موضعها في مكان آخر وانما وضعت هنا ليصبح التطهير لنساء النبي صلى الله عليه وسلم والنبيصلى الله عليه وسلم وحدهم دون علي وفاطمة والحسن والحسين رضوان الله عليهم. ولكن الغريب منهم ان يزعموا ذلك والحديث الذي يستدلون به على دخول اهل بيت علي رضي الله عنهم في الاية هو عند اهل السنة ومن طريقهم. نسأل الله العصمة من الضلال والزيغ.

ولا شك ان القول بمثل هذه المقولة من الخطورة والزيغ عن الصواب ,والا لكانت كل اية في كتاب الله محتمل عليها مثل ذلك فيبدل ابو لهب بزيد ويحرم الحلال ويحلل الحرام وسيأتي ان شاء الله رد اهل الاسلام على الطاعنين في اختلاف التأليف وفي النقص والزيادة , وبيان المذهب الحق ان شاء الله بعد كلامهم عن تفسير القران, ورد تهمة التحريف عن غيرهم , ان شاء الله.

وانما فصلت هذا القول عن سابقه لامر التفريق بين اقوال الشيعة في هذا المجال ولكن عند دمج القولين ينتج التحريف وهو امر واضح ولا زال خطباء الاثني عشرية يرددونه في مجالسهم. ولم احب ان اضع ربطا لخطباء السوء الذين يلبسوا على العوام دينهم واكتفي بالمنقول من كتب القوم وعلمائهم المعتبرين , وقد ذكر المجلسي كلاما يمكن ان نستقطع منه امر يوضح حقيقة اقوال الشيعة في هذا المجال , وهو ما اورده في كتابه بحار الانوار , اذ يقول:" إن الكناية عن أسماء ذوي الجرائر العظيمة من المنافقين في القرآن ليست من فعله تعالى وإنها من فعل المغيرين والمبدلين، الذين جعلوا القرآن عضين، واعتاضوا الدنيا من الدين. وقد بين الله تعالى قصص المغيرين بقوله: (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا) (10) وبقوله: (وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ) (11) وبقوله: (إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ) (12) بعد فقد الرسول مما يقيمون به أود باطلهم، حسب ما فعلته اليهود والنصارى، بعد فقد موسى وعيسى من تغيير التوراة والانجيل، وتحريف الكلم عن مواضعه، وبقوله: (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ]) (13).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير