العياشي رحمه الله وهو الكتاب القيم الذي يقدمه النشر اليوم إلى القراء الكرام. فهو لعمري أحسن كتاب ألف قديما في بابه، وأوثق ما ورثناه من قدماء مشايخنا من كتب التفسير بالمأثور. (24)
وهذا التفسير لا يحتوي على تفسير كل الايات بل بعضها والروايات الواردة فيها من الطعن في القران مثل:
"- عن محمد بن سالم (مسلم خ ل) عن أبي بصير قال: قال جعفر بن محمد: خرج عبد الله بن عمرو بن العاص من عند عثمان فلقى أمير المؤمنين صلوات الله عليه، فقال له: يا على بيتنا الليلة في امر نرجو ان يثبت الله هذه الأمة فقال أمير المؤمنين لن يخفى على ما بيتم فيه حرفتم فيه وغيرتم وبدلتم تسع مأة حرف، ثلاثمائة حرفتم وثلاثمائة غيرتم وثلاثمائة بدلتم " فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله " إلى آخر الآية ومما يكسبون" (25)
لا يوجد مقدمة للكاتب لنعرف منهجه في التفسير والتفسير لا يحتوي الا على الروايات و وقد وضعت قول المحقق على انه يعتبرها افضل ما كتب من المأثور في التفسير. وامنا استفتح التفسير بروايات تبين مذهب الشيعة الامامية في التفسير , فيروي من الاخبار ما يبين ان القران نزل فيهم وفي اعدائهم وفي الاحكام ثم الامثال والسنن ويبين ان الامر الحسن هو حقيقة يختص باهل البيت والسيء يختص بأعدائهم. ثم التركيز على ان القران لا يفهمه الا المعصوم.
ثم ان الروايات في اسانيدها فساد ظاهر. وتأويل باطل مثال ذلك:
" - عن ابن أبي عميه عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام " ان الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى في علي عليه السلام (3) 137 - عن حمران عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله: " ان الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعدما بيناه للناس في الكتاب " يعنى بذلك نحن والله المستعان (26)
139" - عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له أخبرني عن قول الله: " ان الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعدما بيناه للناس في الكتاب " قال: نحن يعنى بها والله المستعان، ان الرجل منا إذا صارت إليه لم يكن له أو لم يسعه الا ان يبين للناس من يكون بعده. 140 - ورواه محمد بن مسلم قال: هم أهل الكتاب 141 - عن عبد الله بن بكير عمن حدثه عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: " أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون " قال: نحن هم وقد قالوا هو أم الأرض" (27)
وهنا اشير الى امر مهم ورد في بداية التفسير اذ يقول كاتب التفسير عن العياشي ان كتابته انما كانت لكتاب من غير اصل مروي عن العياشي وانه بحث ولم يجد من يسنده اليه وبذلك يكون في نسبة الكتاب للعياشي نظر, (28) ثم ان فيه روايات معتقد الاثني عشرية مثل:
4 - عن زرارة قال سألت أبا جعفر عليه السلام عن القرآن؟ فقال لي: لا خالق ولا مخلوق ولكنه كلام الخالق
. 15 - عن زرارة قال سئلته عن القرآن أخالق هو؟ قال: لا قلت: أمخلوق؟ قال: لا ولكنه كلام الخالق [يعنى انه كلام الخالق بالفعل] (29)
والاغرب روايته عن وجوب عرض الرواية على القران مع ما ذكرناه من روايات عن التحريف!! , فلا ندري هل يقصد القران الذي عندنا ام الذي عند قائمهم. ويستبعد ان يكون المقصود الذي عند قائمهم لان جعفر الصادق انما طلب منهم ان يعرضوه على القران ولا يمكن ان يطلب منهم ان يعرضوه على ما ليس عندهم, ثم ان عرضه يستوجب ان يكون الذي يعرض الرواية يفهم تفسير الايات.وهذهالاشكالية انما هي ظاهريا في مذهبهم , والحقيقة ان التفسير لا يعرف الابأئمتهم فمن لا يملك علم الأئمة عندهم لا يمكنه لا فهم القران المحفوظ ولا غيره.
فاذا كان كلام المعصوم نعلمه من خبر آحاد اذا بحثنا في صحته وفق شروطهم لم يستقم له حال فمن الذي يقبل منه التفسير؟. وكيف لنا عرض ما لم يصلنا من أخبار على اخبار مثلها التي هي اخبار تفاسير المعصومين؟ فرواية التفسير هي بنفس درجة رواية الخبر , وهذا من التهافت والبعد عن جادة الصواب. وهذه امثلة من الاحاديث التي رواها قبل البداية بالتفسير:
¥