الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإن بحث الشيخ وفقه الله يقوم على أن أ صل المولاة والمعاداة هو المحبة والبغض ... وأن من أتى بالمحبة للمؤمنين والبغض للكافرين فقد اتى بأصل الولاء وما دون ذلك فإنه يدخل في كمال الولاء
وهذا الكلام غير منضبط؛ لأن فيه إهمالاً لقاعدة أهل السنة المحكمة والفاصلة بين أهل السنة والمرجئة وهي قاعدة تلازم الظاهر بالباطن، وهي من المسائل التي اختلطت على الشيخ وفقه الله في كتابه (ضوابط التكفير) ولعل هذا البحث ثمرة لهذا الخلط!
فالشيخ هنا وفقه الله ذكر لنا جميع الأعمال الظاهرة التي تنافي كمال الولاء والبراء الباطن وتنقص من اصل البراءة من الكفار ولا تنافي اصلها أو تنقضها، وجعل منها نصرة الكفار ومظاهرتهم وتوقيرهم وإكرامهم وتقديمهم ... إلخ
ولم يذكر الشيخ وفقه الله ما ينافي أصل البراءة من الأعمال الظاهرة!!!
فإذا كان الولاء والبراء له اصل وكمال في الباطن فلابد لهذا الباظن أن يستلزم أمراا ظاهرا بالضرورة ...
فإذا ذكر الشيخ ما ينافي كمال الولاء فنحن نطالبه بما ينافي أصله في الظاهر ...
وإلا فإن الله لا يعلق احكاما على أمور باطنة، ولا يمكن أن يقال ان اصل الدين او ركن فيه لا يستلزم أمرا ظاهرا قط أو لا ينافيه شيء في الظاهر قط ...
ثانيا:
الشيخ وفقه الله ذكر ما له ولم يذكر ما عليه!
فنقل من النقولات ما يؤيد كلامه أو ما يظن انه يؤيد كلامه وأهمل ما يخالفه والذي على رأسه إجماعات لأهل السنة والجماعة تقضي بكفر من يظاهر المشركين على المسلمين وهذا ليس من صنيع المنصفين، فهم ينقلون مالهم وما عليهم ويعرضون ما جاء في الباب كله ثم يرجحون أو يختارون!
ثالثا:
النصوص الشرعية أبطلت ما ذهب اليه الشيخ وفقه الله من أن المناصرة لغرض دنيوي لا يكفر فاعلها وذلك بصريح قوله تعالى:
((ياأيها الذين ءامنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين (51) فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين)) (52) [المائدة]
فذكر الله سبحانه وتعالى سببا صريحا ظاهرا لمن يتولى الكافرين من مرضى القلوب وهو قولهم:
" نخشى أن تصيبنا دائرة" فهذه هي حُجتهم التي فنّدها القرآن الكريم فكيف نجعلها هي هي عذرا لهم؟!
وللحديث بقية إن شاء الله
والله الموفق
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[24 Jul 2007, 05:13 م]ـ
ولتوضيح وجهة نقدي أكثر أبسط القول قليلا في ما سبق:
ابتدأ الشيخ وفقه الله مبحثه ببناء الأصل الذي ينطلق منه وذكره في عدة مواضع حيث قال:
حقيقة أصل الولاء والبراء، وما يقتضيه بيان تلك الحقيقة من التفريق بين ما ينافي أصل الولاء والبراء وما ينافي كماله، وأنه كما لا يلزم من مطلق معاداة المؤمن للمؤمن انتفاء أصل الموالاة بينهما، فإنه لا يلزم من مطلق موالاة المؤمن للكفار انتفاء أصل البراءة منهم، وأنه إذا كانت موالاة المؤمن للمؤمنين لا تنتفي إلا بما ينافي أصلها، بحيث تكون عداوة المؤمن للمؤمن لأجل إيمانه، فإن البراءة من الكفار لا تنتفي أيضاً إلا بما ينافي أصلها
وقال:
وأما الأساس الثاني للدلالة على التفريق بين موالاة الكفار على دينهم وموالاتهم لمجرد غرض دنيوي فيستند إلى دلالة النصوص على أن موالاة الكفار لغرض دنيوي ليست كفراً لذاتها
ثم قال:
وقد كان هذا البحث في تقرير الدلالة في هذين الأساسين، وبيان اتفاق نصوص الكتاب والسنة في الدلالة عليهما، ونقل أقوال العلماء المحققين في بيان وجه دلالة النصوص عليهما، والرد على شبهات من يدعون دلالة النصوص على التكفير بمطلق موالاة الكفار. والحرص في ذلك كله على الاعتدال والتوسط، والبراءة من الغلو والجفاء في هذا الباب العظيم.
***********************
وعلى هذا فإني اقول هذا المنطلق الذي انطلق منه الشيخ وفقه الله لتقرير المسالة غير صحيح وغير منضبط وذلك لأن الإيمان نفسه أصله الإيمان الذي في القلب!
ومع ذلك لايقال إطلاقا أنه لو اقتصر على الايمان الذي في القلب لكان مسلما بغير عذر!!!
بل هو كافر قطعا لان هذا الأصل يلزم منه لوازم هي بمنزلة الأصل وإن لم تسمى اصلا كالشهادتين وغيرها
¥