وإن قالوا لا هو معصية في الأصل قلنا فما دخل الغرض الدنيوي هنا وما تأثيره وما فائدة ذكره؟!
فإن قالوا هو كفر في الأصل وإذا فعل لغرض دنيوي كان معصية قلنا إذا سلمتم بان العمل في ذاته كفر وانتم لا تقولون ذلك!!! فألزمناهم الحجة من أقوالهم أنفسهم بدلالة الآيات على كون موالاة الكفار بمعنى نصرتهم ومظاهرتهم على المسلمين كفر مخرج من الملة ... وصدق الله " ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا "
رابعا: لو قيد آخرون جميع المكفرات بنفس القيد الذي قيد به الشيخ الكفر في مسالة الموالاة واستدل بنفس دليله فبماذا يرد الشيخ وفقه الله على ذلك؟ فإن قال هو دليل خاص قيل لا دليل على التخصيص والأصل أن لا تخصيص إلا بنص ... فإن قال نعم هو عام في جميع المكفرات - وهذا ما نلزمه به - فقد ولج بابا عظيما من الإرجاء لم يسبق إليه ونحن يقينا ننزه الشيخ عن ذلك ولكن يبقى أن نلزمه بعموم دلالة دليله على جميع المكفرات ويكون جوابه هنا هو جوابنا ...
خامسا: الآيات تدل على عدم اعتبار هذا الغرض في الأحكام الظاهرة، بل جعله الله سبحانه وتعالى في غير ما آية سببا لكفر جميع الكفار بل للمعاندين الذين هم أشد الناس كفرا وجحودا ..
قال تعالى: عن الكفار {ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لا يهدي القوم الكافرين} فأخبر سبحانه أنه لم يحملهم على الكفر إلا حظوظ الدنيا، فآثروها على الآخرة ... فكيف يكون سبب كفرهم عذرا لهم ..
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:
والثانية قوله تعالى: ((ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة)).
فصرح أن هذا الكفر والعذاب لم يكن بسبب الاعتقاد أو الجهل أو البغض للدين أو محبة الكفر، وإنما سببه أن له في ذلك حظاً من حظوظ الدنيا فآثره على الدين. (كشف الشبهات)
وقال تعالى في اليهود: " {أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون}."
وقال تعالى: "فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهما مما يكسبون " فهل هناك أصرح من هذا؟!
وقال تعالى: "من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون * أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون"
وقال جل شأنه: "وويل للكافرين من عذاب شديد * الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة ويصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا أولئك في ضلال مبين"
وقال تعالى: فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة ... ) وهذا نص في مسالة المولاة
وقال تعالى: " بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فان العزة لله جميعا " وهذا أيضا نص في الموالاة والنصوص الأول نص في حال الكافرين عموما وسبب كفرهم
وقال صلى الله عليه وسلم: "بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافر ويمسي مؤمنا ويصبح كافر يبيع دينه بعرض من الدنيا " الحديث
قال الشيخ ابن باز رحمه الله " وذلك بأن يتكلم بالكفر، أو يعمل به من أجل الدنيا، فيصبح مؤمناً، ويأتيه من يقول له: تسب الله تسب الرسول، تدع الصلاة ونعطيك كذا وكذا، تستحل الزنا، تستحل الخمر، ونعطيك كذا وكذا، فيبيع دينه بعرض من الدنيا، ويصبح كافراً أو يمسي كذلك، أو يقولوا: لا تكن مع المؤمن ونعطيك كذا وكذا لتكون مع الكافرين، فيغريه بأن يكون مع الكافرين، وفي حزب الكافرين، وفي أنصارهم، حتى يعطيه المال الكثير فيكون ولياً للكافرين وعدواً للمؤمنين، وأنواع الردة كثيرة جداً، وغالباً ما يكون ذلك بسبب الدنيا، حب الدنيا وإيثارها على الآخرة؛ "
والله الموفق
وننتقل لدليل حاطب رضي الله عنه
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[03 Aug 2007, 05:29 ص]ـ
موضوع شيق، لو يستمر في حدود الأدب الرفيع والنقد العلمي. وأرجو أن يستكمل بتعليق الدكتور عبد القرني.
ولي ملاحظة خاصة أرجو تقبلها بصدر رحب: مواضيع الدين لا تحتمل النقل عن مجهولين. والأخ (الموحد السلفي) يستخدم كنية مجهولة. وهذا ينقص من مصداقية خطابه.
ولا شك أن الكتابة في المنتديات الإسلامية العامة قد توقع في أنواع كثيرة من الحرج. غير أنني ارى انتفاء هذا الأمر في المنتديات العلمية مثل (منتدى أهل التفسير).
نسأل الله أن يلهمنا جميع الرشد والصواب والإخلاص والسداد والحكمة في كل أعمالنا
ـ[رجل من أقصى المدينة]ــــــــ[03 Aug 2007, 07:26 ص]ـ
شكر الله لك أخي (الموحد السلفي) هذا الخلق الكريم.
وإتماماً للفائدة فقد تناول الإخوة في (الألوكة) كتاب الشيخ عبد الله القرني بالبحث والنقاش وللفائدة أحببت وضع الرابط هنا:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=4120&highlight=%E3%E4%C7%D8
¥