1. تفسير اللفظ بلفظ أشهر منه وأوضح، كقوله تعالى في حجارة قوم لوط: (وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل) [الحجر: 74]. فإنه بيّن أن المراد بالسجيل: الطين، وذلك في قوله تعالى: (قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين. لنرسل عليهم حجارة من طين) [الذاريات: 32 - 33].
2. بيان الإجمال الواقع بسبب إبهام. ومن أمثلته قوله تعالى: (فتلقى آدم من ربه كلمات) [البقرة: 37]؛ فقد أبهمها هنا وذكرها في قوله: (قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) [الأعراف:23].
3. بيان الإجمال الواقع بسب اشتراك (وهو أن يكون للفظ الواحد أكثر من معنى). ومن أمثلته قوله تعالى: (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة) [البقرة: 7]؛ فإن الواو في: (وعلى سمعهم) و (وعلى أبصارهم) محتملة للعطف على ما قبلها وللاستئناف. ولكنه تعالى بيّن -في قوله: (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه، وجعل على بصره غشاوة) [الجاثية: 3]- أن قوله: (على سمعهم) معطوف على (على قلوبهم)، وأن قوله (وعلى أبصارهم غشاوة) جملة مُسْتَأْنَفَة مبتدأ وخبر؛ فيكون الختم على القلوب والأسماع، والغشاوة على الأبصار.
4. أن يُذكَر وقوعُ شيء، ثم يُذكر في محل آخر كيفيةُ وقوعه، كقوله تعالى: (وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده) [البقرة: 51]؛ فإنه لم يبين هنا كيفية الوعد بها: هل كانت مجتمعة أو مُفَرَّقة؟ فبيّنها في قوله: (وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة) [الأعراف: 142].
5. أن يُذكَر أمرٌ أو نهي في موضع، ثم يُبَيَّن في موضع آخر هل حصل الامتثال أو لا؟ ومثاله: (وقلنا لهم لا تعدوا في السبت) [النساء: 154]؛ فقد بيَّن أنهم لم يمتثلوا بقوله: (ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت) [البقرة:65].
6. أن يُحيل تعالى إلى شيء ذكر في آية أخرى. ومن أمثلته: (وعلى الذين هادوا حرَّمنا ما قصصنا عليك) (النمل: 118]. والمراد به ما قصَّ عليه في قوله تعالى: (وعلى الذين هادوا حرَّمنا كل ذي ظُفُر ... ) [الأنعام: 146].
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[04 Sep 2007, 02:17 م]ـ
تفسير القرآن بالقرآن
ذَكَرَ العلماء أن أحسن طرق التفسير أن يُفَسَّرَ القرآنُ بالقرآن؛ فما أُجْمِلَ في موضع فقد فُسِّرَ في موضع آخر. ثم تفسير القرآن بالسنة، ثم بأقوال الصحابة والتابعين، ثم بالاجتهاد. وبالنسبة لكيفية (تفسير القرآن بالقرآن) فقد بَيَّن العلاّمة محمد الأمين الشنقيطي -في مقدمة تفسيره (أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن) - أنواعاً كثيرة لذلك منها:
1. تفسير اللفظ بلفظ أشهر منه وأوضح، كقوله تعالى في حجارة قوم لوط: (وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل) [الحجر: 74]. فإنه بيّن أن المراد بالسجيل: الطين، وذلك في قوله تعالى: (قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين. لنرسل عليهم حجارة من طين) [الذاريات: 32 - 33].
2. بيان الإجمال الواقع بسبب إبهام. ومن أمثلته قوله تعالى: (فتلقى آدم من ربه كلمات) [البقرة: 37]؛ فقد أبهمها هنا وذكرها في قوله: (قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) [الأعراف:23].
3. بيان الإجمال الواقع بسب اشتراك (وهو أن يكون للفظ الواحد أكثر من معنى). ومن أمثلته قوله تعالى: (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة) [البقرة: 7]؛ فإن الواو في: (وعلى سمعهم) و (وعلى أبصارهم) محتملة للعطف على ما قبلها وللاستئناف. ولكنه تعالى بيّن -في قوله: (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه، وجعل على بصره غشاوة) [الجاثية: 3]- أن قوله: (على سمعهم) معطوف على (على قلوبهم)، وأن قوله (وعلى أبصارهم غشاوة) جملة مُسْتَأْنَفَة مبتدأ وخبر؛ فيكون الختم على القلوب والأسماع، والغشاوة على الأبصار.
4. أن يُذكَر وقوعُ شيء، ثم يُذكر في محل آخر كيفيةُ وقوعه، كقوله تعالى: (وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده) [البقرة: 51]؛ فإنه لم يبين هنا كيفية الوعد بها: هل كانت مجتمعة أو مُفَرَّقة؟ فبيّنها في قوله: (وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة) [الأعراف: 142].
¥