تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أولاً: أرحب بأخي العزيز فضيلة الشيخ الدكتور سعود بن عبدالعزيز العريفي رئيس قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى في ملتقى أهل التفسير بين إخوانه وأحبابه، وأسأل الله أن ينفع بعلمه، فهو من الباحثين الجادين الذين نحبهم في الله، ونسعد بقراءة ما يكتبون. وهو صاحب كتاب (الأدلة العقلية النقلية على أصول الاعتقاد) الذي نشرته دار عالم الفوائد بمكة المكرمة في رجب عام 1419هـ.

http://www.tafsir.net/images/adellla.jpg

وهو رسالته التي تقدم بها لنيل درجة الماجستير، وهو كتاب قيم أنصح الإخوة الفضلاء بقراءته والاستفادة منه جزى الله مؤلفه خيراً.

ثانياً: أشكر الدكتور سعود العريفي على طرحه لموضوعه هذا حول منهجية الاستدلال بالإعجاز العلمي على نبوة سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، والتي يسلكها وينتهجها الباحثون في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية، وما يتوجه إليها من النقد العلمي الذي يسعى إلى تصحيح مسار هذه الدراسات المتعلقة بكتاب الله وتفسيره وفهمه.

ونحن في ملتقى أهل التفسير سعينا وما زلنا لإثارة مثل هذا الموضوع الذي نحرص فيه على بيان المنهج الصحيح، وإثارة الإشكالات العلمية الدقيقة التي تتوجه إلى الدراسات المنشورة في الإعجاز العلمي، والتي تمثل سمة مشتركة بينها، رغبة في العلم الصحيح المبني على أصول راسخة في التعامل مع القرآن الكريم، ورغبة في الاستفادة من العلماء الأجلاء المشاركين في هذا الموقع والمطلعين عليه أيضاً. وقد سبق للملتقى أن أجرى حواراً علمياً يعنى بهذه القضية مع الدكتور زغلول النجار (1) حفظه الله، طرح فيه بعض القضايا المنهجية في التفسير العلمي، وحظي هذا اللقاء بمتابعة جيدة من الجميع، واستفيد منه في حوارات إعلامية على بعض الفضائيات دون الإشارة للموقع.

كما كتب في ذلك الدكتور مساعد الطيار بعض المقالات والبحوث العلمية المحكمة التي تعد من أجود ما كتب في تقويم بحوث الإعجاز العلمي ومنهجية الكتابة فيه. (2)

غير أن مثل هذه البحوث والدراسات التصحيحية لم تحظ بالقبول لدى القائمين على مثل هذه الدراسات والجهات الراعية لها وأخص منها الهيئة العالمية للإعجاز في القرآن والسنة التابعة لرابطة العالم الإسلامي التي يقوم عليها شيخي وأستاذي الجليل الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز المصلح حفظه الله ورعاه وسدد خطاه، فهم ينفرون من مثل هذه الدعوات التي تدعو إلى التأني والتريث في طرح مثل هذه البحوث، والمبالغة في ترسيخها بمثل هذه المنهجية في المؤتمرات والبحوث والكتب التي تنشرها.

وإنه لمن نعم الله علينا أن يوجد بيننا من الباحثين المتخصصين في الدراسات القرآنية والعقدية من يطرح مثل هذه البحوث النقدية الهادفة التي توجه الأعين لمواطن الخلل والقصور في أعمالنا العلمية المتعلقة بالقرآن الكريم حتى لا نؤتى من ضعف وخلل وعجز فينا وفي بحوثنا ومنهجيتنا.

بل إن في بحوث بعض من ليس من أهل هذين العلمين ما يدل على بعض مواضع الخلل (3)، لو أحسن المعنيون بهذه القضايا استثمارها والانتفاع بها، دون إعراض عنها، وتسفيه لها، فإن الحق يقبل ويشكر من أسداه عند العقلاء وأهل الإنصاف، ورحم الله أخاً أهدى إليَّ عيوبي.

وقد رأيتُ من الأستاذ الدكتور زغلول النجار حفظه الله - وهو من أبرز من يكتب ويحاضر في شأن الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، ويحتفى به في كل مكان يذهب إليه وهو أهل لكل فضيلة ومكرمة وفقه الله - مواقف أحزنتني في رده القاسي، وامتعاضه الشديد ممن يدعو إلى تصحيح مسار الدراسات المتعلقة بالإعجاز العلمي، ومناقشة هذه القضايا المنهجية فيه، وتسليط الضوء على جوانب الخلل فيه، ورده البارد على المداخلات والاعتراضات في الندوات العلمية. وهذه الطريقة تؤدي إلى خلاف ما يسعى إلى تحقيقه، وكما قال الدكتور سعود العريفي في ملخص بحثه الذي طرحه هنا: (أن حصول الأثر الحسن ببعض الأدلة المهزوزة لا يزكيها، ولا يمنع من نقدها؛ لأن هذا الأثر إنما يظهر في غير المتخصصين، وهؤلاء سبيلهم الوعظ غالبا، أما العارفون بموارد الأدلة ومصادرها ومناهجها وعيوبها وهم الطائفة الأهم فلا تروج عليهم).

وإني لأرجو أن يكون طرح هذا الموضوع في الملتقى، وتبادل الحوار العلمي المثمر حوله، والسعي لإثارة مثل هذه المسألة العلمية والتنبيه عليها سبيلاً لإنارة الأفكار، وتصحيح المسار، واستجابة الزملاء الباحثين في الإعجاز العلمي، حتى لا يقع الخطأ في تعاملنا مع آيات القرآن وفهمها على غير وجهها، وتحميلها ما لا تحتمل من المعاني مع حسن النية، والرغبة في الخير.

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وبارك في الدكتور سعود العريفي وأمثاله من الناصحين.

في 22/ 7/1428هـ

ـــ الحواشي ــــــــــــ

(1) لقاء شبكة التفسير والدراسات القرآنية مع الأستاذ الدكتور زغلول النجار حول الإعجاز العلمي وبعض قضاياه ( http://www.tafsir.org/tafsir/index.php?a=interviews&action=read&id=2).

(2) مقال د. مساعد الطيار في ملحق الرسالة بجريدة المدينة عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3738) . كما كتب الدكتور مساعد الطيار بحثاً منشوراً في العدد الثاني من مجلة معهد الإمام الشاطبي للدراسات القرآنية كما سبقت الإشارة إليه هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7623) بعنوان: تصحيح طريقة معالجة تفسير السلف في بحوث الإعجاز العلمي. وكتب هنا أيضاً: نقد ما يسمى بالتفسير العلمي للقرآن ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=384).

(3) انظر مقال (العجزة) لحمزة المزيني هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3730) .

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير