تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

** ألا يمكن أو يحق إعادة النظر فيما يسمى "حقائق" علمية؟

* لا .. لا يعاد النظر في الحقائق العلمية، لكن يعاد في الفروض والنظريات أو عند الكشف عن حقائق جديدة.

** لكن هذا يوقف حركة العلم!

* بالعكس .. لا يوقفها .. إطلاقا .. بل يضبطها؛ فالعلم إذا وصل إلى مرحلة القانون انتهى لأنه يكون قد وصل إلى أقصى ما يمكن الوصول إليه وممكن أن يصل إلى الحقيقة المطلقة.

** ما رأيك في القول بأن الاتجاه الذي تمثله يمثل تأثر الإسلاميين بروح وفلسفة الحداثة الغربية، حيث الإيمان بالعلم وإطلاقيته وأنه –العلم- مدخل الدين، بحيث لا بد للنص من علم يدعمه؟

* الآيات التي يحتاج الإنسان في فهمها إلى معارف علمية هي الآيات الكونية فقط، أما الآيات المتعلقة بالدين بركائزه الأساسية فلا يحتاج فيها إلى فهم اللغة، أما الآيات الكونية فلا يمكن أن تفهم فهما صحيحا في إطار اللغة فقط، وليس معنى هذا أننا نفرض العلم على القرآن.

الإعجاز العلمي .. ودلالات المعجم اللغوي

** هناك خطأ منهجي يقع فيه دعاة الإعجاز العلمي يتمثل في الخروج على دلالات المعجم القرآني التي كثيرا ما تكون دلالات توقيفية، فالقول بالإعجاز العلمي في قوله تعالى:) فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ. وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (، باعتبار أن القرآن سبق العلم في تقرير أن الذرة هي أصغر وحدة في المادة يتجاوز المعجم الدلالي لألفاظ القرآن الكريم والذي اعتمد عليه المفسرون في كل عصر من أن الذرة هي التراب أو النمل، ونحن في النهاية محكومون بدلالات الألفاظ وقت نزول القرآن؟.

* المفسرون فسروا هذه الآية في حدود علمهم وقتها وبلغة عصرهم، ولم يعرفوا أن الذرة هي أصغر كيان للمادة حتى إنك لا تراه!.

** ولكن ماذا لو جاء بعد زمن من العلماء من اكتشف أن هناك وحدة أقل وأصغر من الذرة؟

* لا .. لا يوجد شيء كهذا!.

** أنت الآن تحكم وتصادر على العلم بمعايير هذه اللحظة رغم أنه يمكن أن يتغير ويتبدل بعد زمن طال أو قصر؟

* هناك قضايا إذا أثبتت ثبتت، فإذا وصل العلم إلى مرحلة الحقيقة أو القانون فلا تستطيع أن تضيف له شيئا، ويمكنك البحث في اتجاه آخر وستجد آلاف القضايا الأخرى تستحق أن تبحث، لكن القضايا التي وصلت إلى الحقيقة ليس لها أو فيها إضافة.

** لكن هذا تجاوز خطير للدلالة المعجمية لألفاظ القرآن يمكن أن يؤدي للعبث بها .. نعم يمكن أن نتكلم عن فهم متجدد ومتغير للآيات ومعاني الألفاظ، ألسنا محكومين بالمعجم الدلالي لكلمة ذرة على أنها حبة رمل؛ فالقرآن يفهم بلغة عصره، فبهذا الإعجاز العلمي يكون مدخلاً لكسر المعجم اللغوي؟

* لا يكسره أبدا .. بالعكس، فأنا إذا لم أفهم اللغة فهما صحيحا فلن أستطيع فهم الإعجاز العلمي، فإذا لم أفهم من اللغة ما معنى نطفة أو مضغة أو علقة أو عظام أو كسوة العظام لحما فلن أفهم ما هي دلالات الآية، فاللغة شرط أساسي لفهم دلالات الآيات .. لكن أنا لا أقف عند حدود اللغة وحدها؛ لأننا إذا وقفنا عند حدود اللغة وحدها فلن نصل إلى الفهم الصحيح للآية. فأنا لا أستطيع أن أقف عند فهم الأقدمين.

** أنا لا أقصد فهم الأقدمين، ما أقصده هو المعجم الدلالي للألفاظ وقتها؟

* لا بد أن أستخدم اللفظة بدلالتها في المعاجم بدقة شديدة حتى أفهم الإعجاز العلمي، لكن كل التفاسير القديمة خلطت بين النجم والكون وكذلك بين الضياء والنور .. وقضايا كثيرة العلم يحسمها الآن، والقرآن الكريم فصل فصلا كاملا بين الضياء والنور في مئات الآيات.

** لكن هل يكون الفهم الجديد ذلك بالقفز على الدلالة اللغوية؟

* لا .. هذا ليس قفزا على الدلالة اللغوية.

** اسم الذرة التي تتحدث عنها هي (الأتومي atomy) اختير بالمواضعة بين الناس وكان يمكن أن يسميها العلماء -أو المترجمون على الأصح- بأي اسم غير الذرة!

* لكن الذرة موجودة في اللغة وفي القرآن.

** الذرة التي في اللغة وفي القرآن كانت تعني التراب أو النمل؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير