* لا توجد مقارنة بين نزاهة القرآن وبين هزاءة ورداءة ما يسمى بالكتاب المقدس، فهو مثل الكشكول جمعه اليهود للنصارى وجمعوا فيه فترة زمنية تمتد أكثر من 3000 سنة .. لكن من الذي جمعه؟ ومن الذي كتبه؟ .. غير معروف .. فهو كتاب مليء بالأخطاء العلمية والأخطاء الدينية والأخطاء اللغوية .. فلا يقارن أبدا بالقرآن الكريم .. وهم أنفسهم لا يعتبرون أن هذا نص سماوي، بل نصوص بشرية تعبر عن رسالات نبوية سابقة.
** من قال هذا؟ هو نص مقدس عندهم مثلما القرآن مقدس بالنسبة لي، بصرف النظر عن إيماننا بصحة اعتقادهم من عدمه!
* لا لا .. هم لا يعترفون أنه نص سماوي مقدس .. مجلة النيوزويك نشرت منذ 6 أشهر مقالا يقول: إن الكتاب المقدس ليس نصا سماويا فهو كتاب كتب بأقلام متعددة في أماكن متفرقة في أزمنة متباعدة .. لا تنظر لنصارى مصر فقط، فغالبية علمائهم (المسيحيين) لا يعترفون بأنه نص سماوي .. وكل الوحي السماوي الذي نزل قبل القرآن الكريم نزل على ألواح مكتوبة من السماء .. فأين هذه الألواح؟ بل نزل بلغة غير المكتوب بها الآن.
ثم لا تحاسبني بأخطاء الغربيين .. نحن لا نقلد الغرب في شيء؛ فعملية الإعجاز العلمي بدأت في القرن الثاني إلى الآن .. منذ الفخر الرازي والغزالي الذين تكلما عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، لكن لعدم رعاية الموضوع فهو يظهر بشكل موجة؛ يظهر لفترة ثم يختفي .. فمثلا طنطاوي الجوهري ظهر في العشرينيات من القرن العشرين ومات في أوائل الخمسينيات وقد هوجم من الأزهر وقبرت تجربته وكانت تجربة رائدة بالغ فيها أحيانا لكن بشجاعته استطاع أن يوظف الإعجاز العلمي في تفسير القرآن الكريم.
** أخشى أن الاستشهاد بتجربة طنطاوي جوهري وما فيها من أخطاء بل وكوارث، لن يكون لصالحك!
* ما قاله طنطاوي جوهري كان تفسيرا وليس إعجازا .. وهو قال ذلك كثيرا، فقد حاول أن يفسر الآيات الكونية بالعلم، ولم يكن العلم قد وصل إلى ما وصل إليه الآن فأصاب وأخطأ، وهذا وارد، لكن الذين اكتفوا في التفسير باللغة جاءت كتبهم مليئة بالأخطاء.
** هناك من يتحدث الآن عن الإعجاز العلمي في الطب النبوي أو الطب الإسلامي .. وهذه إشكالية كبرى أن العالم يتحدث عن خلافات وأخطاء في الطب نفسه ونحن نتحدث –مستندين- على الطب عن الإعجاز العلمي في الطب النبوي .. كيف يستقيم هذا؟
* الأمة تمر بفترة تخلف والمتخلف يتخلف في كل مناحي الحياة، الأمة متخلفة علميا وتقنيا وتعليميا وسياسيا واقتصاديا وعسكريا فماذا ننتظر منها؟ ما تنفقه أمريكا على العلم في سنة يوازي جميع العالم الإسلامي مضروب في مائة، نحن لا ننفق على العلم، فإذا جئت أنا في ظل هذا التخلف واستطعت أن أعز الإسلام بأن أبرز أن له السبق في تحقيق نظرية مثل انفجار الكون حتى لو وصل إليها (س) أو (ص) من الغربيين أو الشرقيين فهذا لا يضر الإسلام، بل العكس .. هذا يعز الإسلام ويدعو هؤلاء الناس لاحترام القرآن والاطلاع عليه.
** يا سيدي الطب والدواء محل خلاف حتى بين من صنعوه .. فكيف لي أن أتحدث عن إعجاز علمي بناء عليه؟!
* أنا لا أتكلم عن الأدوية .. لكن خذ -على سبيل المثال- وصف مراحل الجنين في القرآن الكريم، وفي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو من الأشياء التي هزت مئات الغربيين من الأعماق، فقد وقف رجل مثل كيث مور، وهو كندي أكبر عالم أجنة معاصر وله كتاب اسمه "تطور البشرية" يدرس في أغلب كليات الطب في العالم وترجم لأكثر من 25 لغة؛ وقف هذا العالم في مؤتمر عالمي في موسكو ليقول: إن توصيف القرآن لمراحل الجنين تصل إلى الدقة والكمال بما لم يصل إليه العلم الحديث .. فماذا نريد أكثر من ذلك؟! .. القرآن يقول: نطفة وعلقة .. ثم يأتي العلم ليؤكد ذلك .. فتوصيف كلمة علقة وهي تشبه الدودة وتعيش على امتصاص الدم من الأم بسبب التصاقها بجدار رحم الأم ولا أجد لها توصيفا أفضل من ذلك، ثم مضغة كأنها قطعة لحم، مضغة في الفم، فمن عرف هذا الكلام للرسول الكريم؟ قارن هذا بتعريف المفسرين القدامى لكلمة علقة على أنها قطعة من الدم وتعريف مضغة على أنها قطعة لحم في حجم ما يمضغ .. ستراه تعريفا لن يعطيها حقها. خاصة إذا عرضناه على ما يصفه المنظار الإلكتروني الذي عرفها بأنها -المضغة- كقطعة اللبان الممضوغة!.
¥