تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

** وهل تعتقد أن هذا الوصف العلمي نهائي ووصل لدرجة الحقيقة المطلقة؟

* طبعا .. طبعا .. لقد صورت إلكترونيا!.

** فماذا لو جاء عالم بتطور علمي جديد ليقول بعد سنوات مثلا إن هناك شكلاً مغايرًا للجنين؟

* كيف؟ لا يمكن .. هذا تم تصويره إلكترونيا داخل رحم الأم .. والصورة لن تتغير!.

** هل نحن أشد إيمانا بالعلم من أهله؟!! يا سيدي كل فلاسفة العلم يقرون بأن كل شيء في العلم قابل للتطور والتغير؟

* لأن الفلسفة شيء مختلف تماما عن العلم ... هذا كلام فلاسفة وليس علماء.

** أنا أتحدث عن فلاسفة العلوم!.

* ومن فلاسفة العلم؟ هم فلاسفة في الأصل وعندهم بعض العلم، لا يوجد عالم يقول هذا الكلام، العالم التجريبي يؤمن بأن تجاربه إذا وصلت للحقيقة أو وصلت لمرحلة القانون فهي غير قابلة للرفض أو التراجع، أما الذين درسوا دراسات أدبية لا يدركون هذا لأنهم بعيدون عن هذا المجال.

الإعجاز العلمي وخطايا التطبيق

** يكفي هذا في قضية المنهج ولننتقل للتطبيق .. وسنرى ساعتها قدرًا هائلاً من الدرامية والمبالغة فيما يقوله العاملون في مجال الإعجاز العلمي؛ فالصورة التي يرسمونها أن العالم التجريبي ما إن يسمع بأن ما يقوله موجود في القرآن حتى يسلم، ليس هذا فحسب بل تحدث حالة من الإسلام الجماعي التي يدخل فيها الجميع في دين الله بسبب الإعجاز العلمي .. وهذا المشهد به إشكالات كبيرة؛ فلم يكن العلم -أبدا- سببا ضروريا للهداية بحيث من يناله يهتدي، كما أن ظاهرة الإسلام الجماعي هذه غريبة جدا، وربما لا نجد لها نظيرا في التاريخ الإسلامي .. ما تعليقك؟

* أنا أفرق تفريقا كبيرا بين العلم والهداية .. فقد يكون الإنسان أعلم أهل الأرض ولا يريد الله أن يهديه .. فالهداية يمن الله سبحانه وتعالى بها على الإنسان الجاد الذي يبحث عن الحقيقة بصدق .. هذه هي الهداية. وبعض الناس تعرضوا لحقائق علمية في القرآن ولم تؤثر فيهم إطلاقا، والبعض الآخر تأثر لأن الغرب ليس كله شياطين، لأنه يوجد بينهم أناس لديهم حس إنساني كبير يبحثون عن الحقيقة بشمعة في وضح النهار، ومثل هؤلاء يحتاجون لأن تضع أيديهم على الحقيقة؛ فالذين أسلموا بالإعجاز عشرات من الناس والذين لم يسلموا مئات أو آلاف، فأنت عليك البلاغ وليس النتيجة، والقول بأن أغلب العلماء كفار هذا سببه أنهم لم يصلهم الدين وأننا لم نوصل هذا الدين.

** لكن يمكن أن أقرأ القرآن على شخص وأبصره بكل ما تقوله من إعجاز علمي فيه ولا يسلم .. أعتقد أنه لا علاقة بين الهداية والعلم التجريبي؟

* العلم هو إحدى الوسائل .. أنا أعرف سيدة أسلمت بسماع الأذان في مسجد مجاور، ولكن هناك مئات سمعوا الأذان ولم يسلموا .. إذن القضية هداية من الله.

** إذن هناك انفصال بين الاثنين: العلم والهداية؟

* لا يوجد انفصال؛ فالعلم إحدى وسائل توصيل الهداية إلى عقول الناس، وهناك من يهتدي ومن لا يهتدي، وأنت مطالب بالتبليغ، إحدى وسائل التبليغ الجيدة الآن هي العلم .. فمثلا العالم مورس بوكاي صاحب كتاب "التوراة والإنجيل والقرآن والعلم" كان يعالج بعض المومياوات وكشف عن مومياء فرعون موسى فقال: إنه مات غريقا فقالوا له: إن القرآن أثبت ذلك، فقال أنا وجدت جوفه مليئا بملح البحر، وبحسه العلمي ركز بوكاي على الآيات الكونية وأخرج هذا الكتاب.

وفي مقدمة كتابه أقر بأن الإنجيل كتاب سماوي، ولكنه تعرض للتحريف، أما القرآن الكريم فهو مليء بالحقائق، وبعد سنتين أسلم. فالعلم وسيلة لتبليغ الإسلام للناس بلغة العصر وأيسر وأبسط وسيلة للدعوة إلى الله، ولكن ليس هو الوسيلة الوحيدة؛ فلماذا أرفض العلم كمدخل وهو أثبت جدواه ونجاحه في كثير من المؤتمرات، ومؤتمر دبي الأخير الذي عقد في مارس 2004 كان من أفشل المؤتمرات، ولكن وقفت امرأة في نهاية الجلسات لتعلن إسلامها!.

** أنا عرفت تفاصيل هذا المؤتمر وكان هناك بعض الزميلات حضرنه، وأكدن لي من خلال معرفة ولقاء بهذه السيدة أنها كانت قد أسلمت قبله بأسبوعين، ولكن إدارة المؤتمر أجلت إعلان إسلامها للجلسات الختامية، إضافة إلى أن العلماء الذين حضروه أكدوا -وخاصة الأجانب منهم- أن معظم أبحاثه كانت مليئة بالمغالطات والأخطاء العلمية.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير