وضرب مثالاً بشيخ الشافعية في عصره الإمام أبي حامد الإسفرائيني الملقب "الشافعي الثالث" قائلاً: (ومعلوم شدة الشيخ على أصحاب الكلام حتى ميز أصول فقه الشافعي من أصول الأشعري، وعلَّقه عنه أبو بكر الزاذقاني وهو عندي، وبه اقتدى الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في كتابيه اللمع والتبصرة، حتى لو وافق قول الأشعري وجهاً لأصحابنا ميَّزَه وقال: "هو قول بعض أصحابنا وبه قالت الأشعرية _ ولم يعدهم من أصحاب الشافعي _ استنكفوا منهم ومن مذهبهم في أصول الفقه فضلاً عن أصول الدين) انتهى والله أعلم.
2_ روائع شعره:
قال السيوطي رحمه الله عنه: (ومن شعره أورده ياقوت) (36)
قال مقيده غفر الله له:
علَّق خير الدين الزِّرِكْلي رحمه الله في (الأعلام) (3/ 471) فقال في ترجمته: (أورد (الداوودي) ثلاث قطع منه، نقلا عن ياقوت. قلتُ: لم أجد له ترجمة في معجمي ياقوت؛ فلعله مما سقط من معجم الأدباء)
و لعل هذا كان سهواً منه رحمه الله؛ أو مما سقط من نسخته كما قال.
وترجمته: في معجم الأدباء (2/ 996 ترجمة: 347) وفيها الأبيات ما عدا الأبيات الأول.
ومن جميل شعره الرائق:
1 _ رضاً بالدهر كيف جرى وصبرا * * * ففي أيامه جَمْعٌ وعيد
ولم يخشن عليك قَضِيبُ عُود * * * من الأيام إلا لان عُود
وله أيضاً:
2_ في علام الغيوب عجائبُ * * * فاصبر فللصبر الجميل عواقبُ
ومصائب الأيام إن عاديتها * * * بالصبر رد عليك وَهْيَ مواهب
لم يدج ليل العسر قطُّ بغمةٍ * * * إلا بدا لليسر فيه كواكب
وانظرها في معجم الأدباء لياقوت (2/ 996) وفيه: (بالصبر رُدَّتْ عنك)
وله أيضاً:
3_ بمن يستغيث العبد إلا بربه * * * ومن للفتى عند الشدائد والكَرْب
ومن مالك الدنيا ومالك أهلها * * * ومن كاشف البلوى على البعد والقرب
ومن يدفع الغمَّاء َ وقت نزولها * * * وهل ذاك إلا من فعالك يا ربِّ
وانظرها في معجم الأدباء لياقوت (2/ 996)
وقيل أنها لابن نباته السعدي!
4_وقال البيهقي في " شعب الإيمان ": أنشدنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب في " تفسيره " قال: أنشدني أبي
_:
إنّ الملوكَ بلاءٌ حَيْثُما حلّوا * * * فلا يَكُنْ لك في أَكْنافِهِمْ ظِلُّ
ماذا تُؤمِّل من قوم إذا غضبوا * * * جاروا عليك وإن أرضيتهم مَلّوا
فإن مدحتهم خالوك تخدعهم * * * واستثقلوك كما يستثقل الكلُّ
فاسْتَغْنِ بالله عن أبوابهم أبدا * * * إن الوقوفَ على أبوابهم ذُلُّ
وقيل أنها للشافعي.
وانظر الشعب للبيهقي (12/ 42 / حديث 8988 ط: الرشد. تحقيق الندوي)
والله أعلم
ـ[الجكني]ــــــــ[02 Sep 2007, 03:38 م]ـ
أخي أبو العالية حفظه الله:
معروف لدى الجميع أن "غالبية " أئمة الشافعية "أشاعرة " بل وكثير من متكلمي الإسلام كذلك.
وأما نقلكم كلام الشيخ الكرجي رحمه الله:
قال الإمام أبو الحسن الكرجي من علماء القرن الخامس من الشافعية ما نصه: (لم يزل الأئمة الشافعية يأنفون ويستنكفون أن ينسبوا إلى الأشعري ويتبرءون مما بنى الأشعري مذهبه عليه، وينهون أصحابهم وأحبابهم عن الحوم حواليه على ما سمعت من عِدَّة من المشايخ والأئمة
:فآمل فضلاً لا أمراً مراجعة ترجمته في كتاب " طبقات الشافعية الكبرى للسبكي (6/ 137/147) ففيها معلومات لعلها تفيد الباحث المنصف من أن قول الكرجي هذا لا يعتبر مقبولاً في نفي " الأشعرية " عن " الشافعية ".فضلاً عن أن يكونوا:" يأنفون ويستنكفون أن ينتسبوا إليه ...... الخ.
البحث العلمي والحق فيه فوق كل اعتبار، والمعوّل عليه رضا الله تعالى ولو سخط المخلوقون.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[02 Sep 2007, 07:04 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
الشيخ الكريم (الجكني) حفظه الله
أولا ً:جزاك الله خيراً على مرورك الكريم، ويعلم الله كم أستفيد من تعليقاتك ومشاركاتك، فالهَمُّ العِلْم والفائدة.
ثانياً: ليس الإمام الكرجي هو الوحيد الذي قال هذا بل كثر، وربما قال البعض أكثر مما قاله.
وأنت تعلم أن متقدمي الشافعية كانوا على مذهب السلف الصالح رضوان الله عليهم في باب الصفات.
ثم كلام السبكي رحمه الله، يُعَدُّ من أحد الفريقين في المسألة، والمنهج الرضيّ وما ينبغي عليك إن رمت الإنصاف والحق في المسألة أن يكون الحكم من خارج المذهبين.
¥