ـ[الجكني]ــــــــ[03 Sep 2007, 01:36 م]ـ
شكراً أخي " أبو العالية: حفظك الله.
وما كتبته يدك الكريمة "منهج " يا حبذا لو يتبعه كثير من طلبة العلم المعاصرين.
رحم الله الإمام الشافعي ورضي عنه عندما قال:
قولي صواب يحتمل الخطأ، وقول خصمي خطأ يحتمل الصواب.
فيا ترى:
هل كلنا نقول بهذا؟؟
أرجو ذلك.
حفظك الله ورعاك ووفقني وإياك للعلم النافع والعمل به.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[08 Sep 2007, 08:12 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
6_ (43) عبد الله بن عطية بن عبد الله بن حبيب، أبو محمد المقريء، المفسر الدمشقي (388هـ)
1_ حفظ الشواهد الشعرية على معاني كلمات القرآن إبداعٌ:
قال السيوطي رحمه الله عنه: (وكان يحفظ خمسين ألف بيت شعر في الاستشهاد على معاني القرآن) (35)
قال مقيده غفر الله له:
لله درُّه ما أحسن توظيفه للشعر.
فقد ولع الناس من قديم بحفظ القصائد الطويلة المفيدة، وغير المفيدة.
وصار هجِّيراهم حفظ قصائد فلان والاستحسان بها، وغاية ما فيها قيل وقال.
وربما تجد بعضها في المكارم والفضائل الحسنة، وأحسن من هذا ما كان في نظم العلم.
ومن صور الإبداع الجميل: ما أبدعه الشيخ ابن عطية الدمشقي المتقدِّم؛ فقد انتقى (والانتقاء إبداع) خمسين ألف بيت، استشهد بها على معانٍ من كتاب ربنا تبارك وتعالى، ثم حفظها.
وانطلاقاً من قولة المفسر البارع عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: (الشعر ديوان العرب، فإذا خفي علينا الحرف من القرآن الذي أنزله الله بلغة العرب رجعنا إلى ديوانها، فالتمَسْنا معرفة ذلك منه) فإن عمل ابن عطية رحمه الله يُعَدُّ عملاً كبيراً، وجهداً جليلاً؛ فالشعر غدا عوناً على فَهْم مُعْضِلات القرآن، وتقريب معانيه.
وهل مجالس ابن عباس في توضيح مسائل ابن لأزرق إلا خير شاهد.
ولعِظَم هذا العمل والجهد الذي فعله، تأمَّل ذلك معي:
1_ ما مقدار الوقت الذي بذله في تتبع هذه الخمسين ألف بيت، والجهد في كتابتها؟
2_ ما مقدار النظر والفِكْر فيها؛ لكي يعرف هذا البيت لأي كلمة تصلح في كتاب الله؟
3_ كم استغرق منه وقتاً لحفظها؟
4_ هل تعلم أن مجموع ما في كتب التفسير ومعاني القرآن من الشواهد الشعرية لا يبلغ ربع ما حفظه ابن عطية رحمه الله من الشواهد؟
ولذا فقد كان رحمه الله صاحب خزينة ثرَّة في علم المعاني، وكنزاً حافلاً بمادته العلمية؛ فما أحسن التوظيف الشعر والانتقاه في خدمة كتاب الله تعالى، وهكذا فليكن الإبداع.
غير أنَّ أمراً مهم جداً ينبغي أن لا يُذْهَل عنه في الاستشهاد بالشعر على المعاني القرآنية؛ ذلكم هو معرفة الأسس الصحيحة التي يُبني عليها الاستشهاد؛ فلا مجال للدَّسِّ، أو الانتحال، أو الوضع (الكذب) لنصرة معنى على معنى، أو لتأييد مذهب فاسد، أو نِحْلة؛ فكتاب الله تعالى يجب أن يُصَان عن ذلك، ومتى ما نادى منادٍ لبيتٍ استشهد به على معنى _ خاصة في مسائل العقيدة_ وجب النفير للنظر والبحث والتنقيب، فما أكثر ذلك عند أصحاب المذاهب.
2_ من حفظ مثله:
جاء في ترجمة محمد بن أحمد ابن إبراهيم، أبو الفتح المعروف بغلام الشنبوذي، أنه كان يحفظ خمسين ألف بيت في معاني القرآن أيضاً.
ذكره ابن كثير في (البداية والنهاية 11/ 373) وفيات 388هـ، والذهبي في ميزان الاعتدال (3/ 462)
3_ (فائدة): بين ابن عطية الدمشقي، وابن عطية الأندلسي رحمهما الله تفريق حسنٌ:
قال الزِّرِكْلي في الأعلام (3/ 282): (ويميِّز عن ابن عطية الأندلسي (عبد الحق بن غالب) المفسر أيضاً؛ بِأنْ يقال لصاحب هذه الترجمة _ يعني عبد الله بن عطية الدمشقي _ " المتقدِّم " ولعبد الحق " المتأخِّر ")
وهناك رسالة للشيخ المفضال الدكتور عبد الرحمن الشهري بعنوان (الشاهد الشعري في تفسير القرآن الكريم) وهي قيد الطبع عن دار المنهاج بالرياض؛ فأتمنى ان يدلي بدلوه عن هذا الموضوع هنا على عجالة، فيما يخص ذلك.
وهل ثم أبيات مشهور عنابن عطية رحمه الله موجوده للتمثيل؟
لا حرمنا فضله وعلمه وجهده المبارك.
والله أعلم.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[30 Dec 2007, 06:38 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
¥