ـ[محمد العبادي]ــــــــ[15 Sep 2007, 05:04 م]ـ
هذه بعض الوسائل التي تعين صاحبها على إدارة وجهه للقرآن، والإقبال على مأدبته، والدخول إلى دائرة تأثير معجزته بصورة متدرجة:
أولا: الانشغال بالقرآن:
وذلك بالمداومة اليومية على تلاوته مهما كانت الظروف، وتفريغ أكبر وقت له، فالتغيير القرآني بطيء، هادئ، متدرج، ولكي يؤتي ثماره لا بد من استمرارية التعامل معه.
ثانيا: التهيئة الذهنية والعقلية:
فالذهنية تكون باختيار المكان الهادئ، وأن تكون القراءة في وقت النشاط والتركيز، مع الوضوء والسواك.
والقلبية يقصد منها تهيئة المشاعر لاستقبال القرآن، ولهذا وسائل منها: الدعاء، تذكر الموت، استماع المواعظ، مع التباكي عند القراءة.
ثالثا: القراءة المتأنية:
فلا يكون هم القارئ ختم القرآن، بل يقرأ قراءة هادئة مترسلة مع سلامة النطق وحسن الترتيل.
رابعا: التركيز مع القراءة:
وذلك أن نقرأ بحضور ذهن، فإذا ما سرحنا في وقت من الأوقات فعلينا أن نعيد الآيات التي شردت الأذهان عنها.
خامسا: التجاوب مع القراءة:
فالقرآن يشمل أسئلة وإجابات، ووعد ووعيد، وأوامر ونواه ...
فتجاوبنا يكون بالرد على اسئلته، وتنفيذ أوامره بالتسبيح أو الحمد أو الاستغفار، والسجود عند مواضع السجود، والتامين على الدعاء، والاستعاذة من النار وسؤال الجنة ...
سادسا: أن نجعل المعنى هو المقصود:
وذلك بمعرفة المعنى الإجمالي للآية، التعرف على المعاني الغامضة من خلال السياق، وينبغي الرجوع إلى كتب التفسير لكن في غير وقت القراءة، بل يخصص لها وقت، ثم يكون وقت القراءة مستقلا حتى يكتمل التأثر ولا ينقطع.
سابعا: تريد الآية التي تؤثر في القلب:
فالقرآن من أهم وسائل زيادة الإيمان، فإذا حصل للقلب لحظة تجاوب وانفعال أثناء القراءة فإن علينا أن نستثمر هذه الفرصة، ونعمل على دخول اكبر قدر من نور الإيمان إلى القلب في هذه اللحظات، وذلك من خلال ترديد الآيات التي أثرت فينا، وهذا ما كان السلف يفعلونه.
ـ[محمد العواجي]ــــــــ[15 Sep 2007, 06:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله لكم في أعمالكم وأعماركم وعلمكم
شكر ا لأخي العبادي على هذا الموضوع المتميز في هذه الأيام الفاضلة
وفقك الله أينما كنت وأعانك ونفع بك
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[16 Sep 2007, 04:17 م]ـ
أتأثر ولكن!!
من شأن الوسائل السابقة لو داومنا عليها أن تدخلنا إلى دائرة تأثير القرآن –بإذن الله- في مدة وجيزة.
ولكن قد يقول البعض: إنني بالفعل أتأثر بالقرآن، ولكني لا أشعر بآثار المعجزة ولا بعلامات دخول النور إلى القلب؟!
... نعم، يحدث هذا لنا لأن تأثرنا تأثر وقتي ومحدود وغير متواصل.
لذلك ولكي تصل المعجزة القرآنية إلى قلوبنا لا بد أولا أن توجد عندنا القناعة الأكيدة، والرغبة الجارفة للانتفاع بالقرآن، واستشعار الحاجة الماسة إليه، فعلى قدر هذه الرغبة يكون العطاء من الله تعالى.
ثم يجب أن يستمر التأثر، ويزداد وقته، ويطول أمده يوما بعد يوم، وهذا يستدعي منا أن نعطي القرآن الكثير من الأوقات خاصة في البداية، فتنتقل المشاعر تدريجيا من كفة الهوى إلى كفة الإيمان ... وهكذا حتى نصل لمرحلة غلبة الإيمان على الهوى، وتمكن النور من القلب.
ولنتذكر أن هذا هو فعل الصحابة الكرام، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يسمح لهم بالانشغال بقراءة شيء غير القرآن حتى يصفو النتاج وتطيب الثمار، فكانوا بعد ذلك بحق الجيل القرآني الفريد.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[16 Sep 2007, 04:49 م]ـ
وبعد أن نتذوق حلاوة الإيمان من خلال القرآن، ونشعر بقيمته، ونرى آثار معجزته في أنفسنا من انتباه ويقظة، ومن قلة رغبة في الدنيا، ومن تعلق بالآخرة ... ومع استمرار هذا الشعور معنا، علينا أن نقوم ببث هذه الروح، والتبشير بهذا المشروع في الأمة.
ومن المقترح أن نقوم بهذه الأعمال:
أولا: أن نقوم بنشر هذا المفهوم الجديد للتعامل مع القرآن لمن حولنا، للزوجة والأولاد والأهل والمعارف والأصدقاء، وأن نأخذ بأيديهم حتى يصلوا إلى ما وصلنا إليه، ليقوموا هم بعد ذلك بنشره إلى من حولهم.
ثانيا: من الوسائل المهمة والتي من شأنها أن تسرع الخطى نحو انتشار روح القرآن في الأمة: اهتمام المربين بهذا الأمر، ووضعه في برامجهم التربوية، وذلك بأن يكون الهدف الذي يسعى إليه الجميع هو السعي وراء التأثر، مع القراءة اليومية الطويلة، ليتم من خلالها توليد القوة الروحية الدافعة للقيام بالواجبات المختلفة.
فلو قام المربون بذلك –بعد أن يجدوه في أنفسهم- وانتشر مفهوم التعامل الصحيح مع القرآن فلا تسل عن النتائج المبهرة التي ستحدث، ولا عن الذاتية والإيجابية التي سيثمرها الأفراد، وسينعكس ذلك على العمل فيزداد النتاج، وتزداد خطوات البناء في مشروع الإصلاح الشامل والمتكامل للأمة.
ثالثا: من الوسائل المهمة كذلك في تفعيل المشروع: إقامة مراكز قرآنية نموذجية تهتم بتحقيق المعجزة، وتخريج نماذج قرآنية تمشي على الأرض –والحديث عن مثل هذه المراكز يحتاج لموضوع مستقل-.
أخيرا أخي الحبيب ..
إن كان القرآن هو سر نهضتنا فهو يحتاج منا بالضرورة إلى من يحمله ويبلغه للناس، فناشدتك الله أن تأخذ الموضوع مأخذ الجد، فالقرآن جاهز لتغييري وتغييرك.
(انتهى ما أردت نقله بتلخيص وتصرف يسير)
الدمام
4/ 9/1428هـ
¥