يطلق الاثنا عشرية على هذه الآية اسم آية الولاية، ويعتمدون عليها في إثبات أن علياً رضي الله عنه هو وصي الرسول صلى الله عليه وسلم وخليفته من بعده، ولذلك زعموا أنها نزلت في على رضي الله عنه وفي إثبات إمامته على وجه الخصوص بل قالوا إنه ثبت من خلال سبب النزول أن المراد بالذين آمنوا على رضي الله عنه فالنص إذا ً أثبت إمامة على، وقوله " الذين آمنوا " يوجب أن الذي خوطب بالآية هو الذي جُعلت له الولاية " (الطبرسي، 6/ 127ـ ابن تيمية، 4/ 3).
قوله تعالى:" يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته" (المائدة: 67). تسمى الشيعة هذه بآية غدير خم لنزولها عند غدير خم كما يزعمون، ومعنى الآية عند هم بلغ ما أنزل إليك من ربك في إمامة على كما يسمونها آية التبليغ، وزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أطاع أمر ربه تعالى فبلغ الناس بعد الانصراف من حجة الوداع وذلك عند غدير خم. (الطبرسي، 6/ 153 - ابن تيمية: 4/ 9).
ولم يكتفوا بالتأويل بل حرفوا النصوص وأضافوا إليها حيث ورد في كتابهم المعتمد الكافي للكليني فيما ينسبه إلى جعفر الصادق في سورة الأحزاب الآية (71) " ومن يطع الله ورسوله " (في ولاية على والأئمة من بعده) " فقد فاز فوزاً عظيماً " هكذا نزلت (الكليني، 1992م:1/ 477 - رقم 8) حيث أضافوا للآية ما ليس منها وهذا في أوثق الكتب عندهم.
كما يروي الكلينى عن جعفر الصادق أنه عندما سأله جابر بن يزيد الجعفى لم تسمى على بن أبي طالب أمير المؤمنين؟ قال الله سماه وهكذا أنزل في كتابه:" وإذ أخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم " (وأن محمداً رسولي وأن علياً أمير المؤمنين) (الكليني، 1992م: 1/ 475 - رقم 4).
هـ- واتجهوا أيضاً إلى تأويل السنة النبوية فأولو قوله النبي صلى الله عليه وسلم لعلى رضي الله عنه:" أنت منى بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدى " (مسلم، 4/ 1870 - رقم 2404) قالوا:" فالحديث يدل على خلافة على رضي الله عنه " (الطبرسي، 19/ 188 - ابن تيمية، 4/ 87) مع أن هذا القول قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه تطييباً لخاطره وقلبه وترضية لنفسه، لأن المنافقين عندما علموا باستخلاف علي رضي الله عنه على المدينة في غزوة تبوك أشاعوا بأن الرسول صلى الله عليه وسلم خلفه مع الصبيان والنساء؛ لأنه يبغضه، فجاء علي t للرسول r معاتباً، فرد عليه الرسول r لتطييب خاطره (ابن تيمية، 4/ 88).
و- كما أن علياً t يرد بلسانه على مزاعم القوم حيث روى مسلم في صحيحه قال سئل على t أخصكم رسول الله r بشيء؟ فقال: " ما خصنا رسول الله r بشيء لم يعم الناس به كافةً (مسلم، 3/ 1567:رقم 1978).
وأما الحديث الآخر فيرويه البخاري عن ابن عباس t أن علياً خرج من عند رسول الله r في وجعه الذي مات فيه، فقال الناس يا أبا الحسن كيف أصبح رسول الله r قال: قد أصبح بحمد الله بارئاً، فأخذ بيده العباس وقال وإني والله لأرى رسول الله سيتوفى في وجعه هذا فاذهب بنا نسأله فيمن هذا الأمر، فإن كان فينا علمناه، وإن كان في غيرنا كلمناه فأوصي بنا، فقال على t :" إنا والله لئن سألناها رسول الله r فمنعناها، لم يعطناها الناس من بعده، وإني والله لا أسألها رسول الله r "( البخاري،5/ 140 - 141، ابن كثير، 1402هـ:5/ 227).
يلاحظ من الجوابين السابقين لعلي t أن رسول الله r لم يخص علي بالخلافة كما أنه لا دليل معه يدل على خلافته، ولو فهم على t ما فهم الشيعة من الوصاية له بالخلافة لما أجاب العباس بهذا الجواب بل لأخذه إلى الرسول r وأشهد المسلمين على الوصاية له.
تأويلهم النصوص للطعن في صحابة رسول الله r ومن ذلك:
يروى الكليني عن جعفر الصادق في قول الله عزوجل:" إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفرو ثم ازدادوا كفراً ... " (النساء:137) قال نزلت في فلان وفلان وفلان، آمنوا بالنبي r أول الأمر وكفروا حيث عرضت عليهم الولاية حين قال النبي r :" من كنت مولاه فعلى مولاه" ثم آمنوا بالبيعة لأمير المؤمنين عليه السلام، ثم كفروا حين مضى رسول الله r وآله فلم يقروا بالبيعة، ثم ازدادوا كفراً بأخذهم من بايعه بالبيعة لهم، فهؤلاء لم يبق فيهم من الإيمان شيء" (الكليني، 1/ 485 - رقم42) ويبين شارح الكافي أن المراد بفلان وفلان وفلان أبو بكر
¥