تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وعمر وعثمان (ظهير، 1403هـ:211) بل ذكر محمد الباقر المجلسي أحد علماء الشيعة الاثنا عشرية:" أن أبا بكر وعمر هما فرعون وهامان " (التونسي،65).

كما عمدوا إلى آيات القرآن الكريم ففسروها بما يتلائم مع ضلالهم وخبثهم وتعديهم على صحابة رسول الله r ومن ذلك تفسيرهم لقوله تعالى:"تبت يدا أبي لهب وتب " (المسد:1)، بأن يدا أبي لهب هما أبو بكر وعمر، وقوله تعالى:" لئن أشركت ليحبطن عملك " (الزمر:65) أي أشركت بين أبي بكر وعلى في الخلافة، وقوله تعالى:" إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة " (البقرة:67)، بأن البقرة هي عائشة t ، وأن أئمة الكفر في قوله تعالى:" فقاتلوا أئمة الكفر " (التوبة: 12)، هما طلحة والزبير (ابن تيمية، 1398هـ:13/ 359).

إن الذين وجه الشيعة لهم الطعن هم خيرة أصحاب رسول الله r ويكفي قول الرسول r فيهم حيث يروى البخاري عن أنس بن مالك أن النبي r صعد أُحداً وأبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم، فقال أثبت أحد فإنما عليك نبي وصَديقٌ وشهيدان" (البخاري، 4/ 197) كما أن النبي r نهى عن سب أصحابه لما لهم من فضل ومكانه فقال:" لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق

مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه" (البخاري، 4/ 195).

تأويلهم النصوص لإثبات غيبة إمامهم محمد بن الحسن العسكري حيث زعموا فيما يرويه الكليني عن موسى بن جعفر الصادق في قوله عز وجل:" قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غوراً فمن يأتيكم بماء معين" (الملك:30) قال: إذا غاب عنكم إمامكم فمن يأتيكم بإمام جديد " (الكليني، 1/ 400 - 401، رقم 14) كما نسب للإمام جعفر الصادق القول:" إن بلغكم عن صاحبكم غيبة فلا تنكروها" (الكليني، 1/ 401). ومن المعلوم بطلان هذه التأويلات حيث ورد عن أبن عباس t في قوله (إن أصبح ماؤكم غوراً) قال داخلاً في الأرض (فمن يأتيكم بماء معين) قال: الجاري" (الشوكاني، 5/ 266).

المطلب الثاني: الإسماعيلية

أولاً: التسمية والنشأة:

فرقة من فرق الشيعة سميت بهذا الاسم نسبه إلى إسماعيل بن جعفر الصادق، الذي لم تعترف الشيعة الاثنا عشرية بإمامته، بينما وقف الإسماعيليون عند إمامته فسموا لذلك بالسبعية، قالوا أنه مات في حياة أبيه فانتقلت الإمامة إلى ابنه محمد بن إسماعيل، وقيل لم يمت وإنما غيبه أبوه خوفاً عليه من العباسيين. وأطلق على الإسماعيليين لقلب الباطنية لدعواهم أن لظواهر القرآن والأخبار بواطن وغرضهم من ذلك أبطال العقائد والشرائع، وقد أثر في الإسماعيلية شخصية تدعى بأبي الخطاب، وهو محمد بن أبي زينب، وهو مؤسس فرقة الخطابية التي تحولت بعد ذلك إلى فرقة الإسماعيلية، وتقوم هذه الفرقة بتأليه البشر، وإنكار اليوم الآخر، وتأول كل ما يتعلق بذلك تأويلاً باطنياً. (الغزالي، 1993م:11 - البغدادي، 63 - 64، الأشعري، 1969م:1/ 101، الشهدستاني، 2000م:1/ 135).

ثانياً: من تأويلاتهم:

اعتقادهم بوجود إلهين اثنين قديمين لا أول لوجودهما من حيث الزمان، الله تعلى والعقل الكلي والنفس الكلية، ولكن إذا ذكر الله عندهم فالمقصود هو العقل الكلي ولذلك زعموا أن توحيد الله الصحيح هو معرفة حدوده، وسلب الأسماء والصفات عنه تنزيهه. ولذلك أولوا الآيات القرآنية لتتفق مع معتقداتهم ومن ذلك:

قوله تعالى:" ن والقلم وما يسطرون" (القلم:1) قالت الإسماعيلية: " والعقل الأول هو الذي رمز إليه الله تعالى ب (القلم) في الآية الكريمة، وعلى هذا فالقلم هو الخالق المصور وهو الذي أبدع النفس الكلية التي رمز القرآن إليها (باللوح المحفوظ) " (الخطيب، 1984م:87).

قوله تعالى:" سبح اسم ربك الأعلى" (سورة الأعلى:1) قالوا": إشارة إلى السابق من الإلهين، فإنه الأعلى، ولولا أن معه إلهاً آخر له العلو أيضاً لما انتظم إطلاق الأعلى" (الغزالي، 1993م:26).

قوله تعالى:" ولله الأسماء الحسنى فادعوا بها " (الأعراف الآية:180) قالوا:" إن المقصود بالأسماء هم الحدود أي تطلبون توحيد الله من جهتهم. (الخطيب، 1984م:86).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير