تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يعتقد الإسماعيليون بأن الله تعالى أقام العالم العلوي بخمسة حدود هي السابق والتالي والجد والفتح والخيال وقد استندوا في ذلك إلى تأويل قوله تعالى:" وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب أو يرسل رسولاً فيوحي بإذنه ما يشاء" (الشورى:51) فزعموا أن المقصود بالوحي في الآية رتبة (الجد) وأما الحجاب فهو رتبة (الفتح) ويرسل رسولاً رتبة (الخيال) (الخطيب، 1984: 87).

إن اعتقاد الإسماعيلية بوجود إلهين لهذا العالم هو كفر صريح لذلك قال الأمام الغزالي:" أما القول بإلهين فكفر صريح لا يتوقف فيه ... والذي نختاره ونقطع به أنه لا يجوز التوقف في تكفير من يعتقد شيئاً من ذلك؛ لأنه تكذيب صريح لصاحب الشرع وبجميع كلمات القرآن من أولها إلى آخرها" (الغزالي، 1993م:93).

المحور الثاني الذي تدور عليه عقائد الإسماعيلية هو الإمامة، لأنها تدور عليها العقائد الإسماعيلية، وترتب على هذا الاعتقاد الولاية التي هي اعتقاد وصاية على t ، وإمامة الأئمة المنصوص عليهم من ذرية على بن أبي طالب وفاطمة بنت رسول الله r ، لذلك أولوا الآيات لتتفق مع معتقدهم ومن ذلك:

قوله تعالى:" ذلك الكتاب لا ريب فيه " (البقرة:2) فأولوا الآية بقولهم:" أن ذلك الكتاب الناطق المترجم عن هذا الكتاب الصامت لا ريب فيه وأنه مختار من الله لمحمد وصياً كاختيار محمد من الله سبحانه نبياً" (الخطيب، 1984:101 - 102).

قوله تعالى:" هذا كتابنا ينطق عليك بالحق" (الجاثية:29) قالوا:" لما انتهت القراءة بالإمام على t إلى هذه الآية ترك المصحف على رأسه وقال له: يا كتاب الله انطق، وكررها ثلاث مرات، فأشار بهذا إلى أنه هو الكتاب الناطق، وأن القرآن هو الكتاب الصامت" (الخطيب، 1984م:102)

زعموا أن أبا بكر t أراد أن يرد الخلافة إلى على t ولكن عمر t أغراه ومنعه على أن يلي الأمر بعده، فكان عمر خليل أبي بكر وفيهما أنزل الله تعالى:" ياويلتا ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً" (الفرقان:28) يعنى الظالم الثاني (أي عمر) (الخطيب، 1984م:110).

أما القيامة والمعاد، فأولوا القيامة وقالوا إنها رمز إلى خروج الإمام وقيام قائم الزمان وهو إمامهم السابع، وأما المعاد فهو عود كل شيء إلى أصله، وأولوا آيات العذاب بتناسخ الأرواح وهذا يكون للنفوس المنكوسة في عالم الطبيعة المعرضة عن الأئمة المعصومين، فإنها تبقى أبد الدهر في النار أي تبقى في العالم الجسماني تتناسخها الأبدان، فلا تزال تتعرض فيها للألم والأسقام فلا تفارق جسداً إلا ويتلقها آخر ولذلك قال تعالى:" كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب (النساء:56) أما النفس العاقلة في الإنسان التي جانبت الهوى والشهوات وغذيت بمعارف الأئمة الهداه فتتحد بالعالم الروحاني عند مفارقة الجسد وتسعد بالعود إلى وطنها الأصلي ولذلك سمي رجوعاً فقيل:" ارجعي إلى ربك راضية مرضية" (الفجر:27) وهي الجنة (الغزالي، 1993م:29 - 30).

وهكذا يتبين لنا مدى انحراف هذه الفرقة المسماة بالإسماعيلية واستخدامها التأويل لصرف الناس عن الحق وإضلالهم ولذلك فإنهم مثلوا اتجاهاً خطيراً في الكيد للإسلام والمسلمين عن طريق التدثر باسم الإسلام، يقول الإمام الرازي:" اعلم أن الفساد اللازم من هؤلاء على الدين الحنفي أكثر من الفساد اللازم عليه من جميع الكفار ومقصودهم على الإطلاق إبطال الشرائع بأسرها، ونفي الصانع، ولا يؤمنون بشيء من الملل ولا يعترفون بالقيامة" (الفخر الرازي، 1398هـ:119).

المطلب الثالث: الدروز

أولاً: التسمية والنشأة:

فرقة باطنية تؤله الحاكم بأمر الله الفاطمي، أخذت جل عقائدها عن الإسماعيلية، سميت بهذا الاسم نسبة إلى محمد نشتكين الدرزي، نشأت هذه الفرقة في مصر، لكنها لم تلبث أن هاجرت إلى بلاد الشام، عقائدها خليط من عدة أديان وأفكار، كما أنها تؤمن بسرية أفكارها فلا تنشرها على الناس، ولا تعلمها حتى لأبنائها إلا إذا بلغوا سن الأربعين، محور عقيدة الدروز تدور حول تأليه الحاكم بأمر الله الفاطمي ويعتبر المؤسس الفعلي لهذه العقيدة حمزة بن على الزوزني، وهو الذي أعلن ألوهية الحاكم سنة 408هـ ودعا إليها وألف كتب العقائد الدرزية، ويعتبر كمال جنبلاط من الزعماء المعاصرين لهذه الفرقة الباطنية. وهذه الفرقة تنكر الأنبياء كما يحقدون على جميع الديانات الأخرى وخاصة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير