تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولذلك قرر القاضي عبد الجبار أن من قال بأن الله يخلق أفعال العباد فقد عظم خطؤه فقال:" وأن من قال: إن الله سبحانه خالقها ومحدثها فقد عظم خطؤه" (عبد الجبار، 1962:8/ 3).

وقد رد على قولهم هذا القرآن الكريم حيث قال الله تعالى:" والله خلقكم وما تعملون (الصافات:96) وقد كتب الإمام البخاري كتاب سماه خلق أفعال العباد ليردد على المعتزلة وغيرهم.

وهذه بعض تأويلات المعتزلة التي تشير بوضوح إلى مخالفة الحق ليس إلا لنصرة مذهبهم ومعتقدهم وظهور فرقتهم تحت بند تأويل النصوص القرآنية ابتغاء الفتنة وتمزيق صف الأمة، وكذلك كان موقف الفرق القديمة في تناولها للنص وتأويله.

المبحث الثاني

الفرق المعاصرة

لم تكن الفرق المعاصرة أقل خطأً في التأويل الفاسد لتحقيق أهدافها وإظهار نفسها من الفرق القديمة بل اعتمدت تأويل الآيات القرآنية والأحاديث النبوية بطريقة تهدف إلى استدراج من قلة بضاعته في الدين لتجذبه إليها أو تشككه في معتقده، ومن هذه الفرق البابية والبهائية والقاديانية والجمهوريون والتكفير والهجرة.

المطلب الأول: البابية

ظهرت البابية في إيران، التي كانت مرتعاً خصباً لنزعات الباطنية والأفكار الشيعية، وموطناً صالحاً للفرق الضالة الملحدة، والمذاهب الباطلة الهدامة. وتنسب إلى مؤسسها على محمد الشيرازي الملقب (بالباب) والذي ولد بمدينة شيراز جنوب إيران سنة 1819م مدعياً انتسابه إلى آل البيت، درس كتب الصوفية، استطاعت روسيا أن تسقطه عن طريق عميلين روسيين أظهرا التشيع وهما أحمد الإحسائي وكاظم الرشتي، وهذا يدل على مدى تأثير روسيا في إيران آنذاك، ودور أعداد الإسلام في نشر الفكر الباطني، ادعى أولاً: أنه الباب إلى محمد بن الحسن العسكري ثم زعم أنه المهدي بعينه، ثم ادعى أن الذات الإلهية حلت فيه، وقد تم إعدامه سنة 1266هـ سنة1850م. (ظهير، 1981م:49 - فاضل، 1986:163 - يكن، 1983:2/ 119).

ثانياً: من تأويلاتهم:

لقب الشيرازي نفسه بالذكر: زاعماً أنه المراد من الآية الكريمة:} إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون {(النحل:43) (فاضل،1986: 167 - الطير،17).

زعم أن الله تعالى نزل عليه كتاباً يسمى بالبيان، وأنه المشار إليه في بقوله تعالى:} الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ {(الرحمن:1 - 4) فزعم الإنسان هو محمد – نفسه – والبيان هو هذا الكتاب المنزل على الباب. (فاضل، 1986م:166).

قول الباب في تفسير لسورة يوسف} إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ {(يوسف:4) قال الباب: وقد قصد الرحمن من ذكر يوسف نفس الرسول وثمرة البتول حسين بن علي بن أبي طالب مشهوداً ... وإن الله قد أراد بالشمس فاطمة وبالقمر محمد وبالنجوم أئمة الحق في أم الكتاب معروفاً. فهم الذين يبكون على يوسف بإذن الله سجداً وقياماً وإن الناس يبكون بمثل ظل الفيئ على الحسين سجداً" (فاضل، 1986م:166).

جعلوا لكل لفظه في القرآن تأويلاً حيث يزعم الباب:" بأن المراد من كل ما ورد في القرآن من ألفاظ: القيامة، والساعة، والبعث والحشر وما جرى مجراها، إنما هو ظهوره بالأمر، وقيامه بالدعوة، وأن الجنة كناية عن الدخول في دينه، والنار كناية عن الكفر به، واليوم الآخر كناية عن يوم ظهوره، ولقاء الله تعالى كناية عن لقائه، والنفخ في الصور كناية عن الجهر بدعوته والمناداة بها وصعق من في السموات والأرض كناية عن نسخ الأديان بدينه، وقيام أمته مقام الأمم" (ظهير، 1981م:196 - فاضل، 1986م:221).

فأنظر وتأمل في هذه التأويلات الضالة المخالفة لدين الله تعالى والتي تهدف إلى زعزعة العقيدة الصحيحة في نفوس المسلمين على أيدي عملاء لروسيا وبريطانيا.

المطلب الثاني: البهائية

أولاً: التسمية والنشأة:

فرقة ورثت البابية بهذا الاسم وهي تنسب إلى البهاء وهو رجل يدعى حسين بن على ابن المرزا عباس المازنداراني ولد بايران سنة1817م لما كبر البهاء اتجه إلى التصوف ثم اندمج في سلك البابيين فلقبه الباب بالبهاء، وكان من أنشط دعاة البابية.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير