تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ادعى القادياني النبوة، فحدث نقاش بين أتباعه حول نبوته فقال المولوي عبد الكريم القادياني:" أنا أعتقد أنك نبي ورسول، فإن كنت مخطئاً نبهني على ذلك قال الميرزا القادياني:" هذا الذي أدين به وأدعيه " وعند ما ارتفع صوت المخالف لذلك وهو الشيخ محمد أحسن خرج القادياني من بيته وهو يقرأ " يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي" (الحجرات:2) (الندوي، 1983م:72 - 73، الطير، 1986م:123) بل زعم القادياني بأنه أفضل من الأنبياء والمرسلين بقوله:" أنا أفضل من جميع الأنبياء والرسل" (يكن، 1983م:113) وهذا الكلام معلوم بطلانه بالقرآن والسنة النبوية.

إنكار القادياني جسمانية الجنة والنار وحقيقتهما فيقول في تأويل قوله تعالى:} وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ {(البقرة:25):" إن الله تعالى قد شبه هنا الإيمان بالجنة التي تجري من تحتها الأنهار ... بل إن جنة الإنسان تنشأ في باطن الإنسان نفسه، وإن جنة المرء إنما هي إيمانه وأعماله الصالحات التي يبدأ بالتلذذ بها في نفس هذا العالم" (القادياني، 1996م:85) وأما قوله تعالى} أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ {(الصافات:62 - 64) يقول القادياني مؤولاً هذه الآيات بحسب هواه:" إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم، أي تنشأ من الكبر والزهو لأنهما جذور جهنم ... إن الله تعلى مثل كلمة الكفر التي في هذه الدنيا بالزقوم واعتبرها شجرة الجحيم، كما مثل كلمة الإيمان التي هي في هذه الدنيا بالجنة المثمرة " (القادياني، 1996:87 - 88) ثم يقول مصرحاً عن اعتقاده بوضوح في كتابه فلسفة تعاليم الإسلام:" إننا لا نؤمن بجنة هي عبارة عن أشجار مغروسة غرساً ظاهرياً، ولا نؤمن بجحيم فيها أحجار من كبريت مادي، بل الجنة والجحيم هما انعكاسات للأعمال التي يعملها الإنسان في الحياة الدنيا" (القادياني، 1996م:111).

ومن تأويلات القادياني للقرآن الكريم تأويله للمسجد الأقصى في سورة الإسراء بمسجد قاديان في الهند حيث يقول:" إن المراد بالمسجد الأقصى في قوله تعالى:} سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ ... {(الإسراء:1) هو مسجد قاديان، وإذا كانت قاديان تناهض البلد الحرام وربما تفوق عليه، فلا بد أن السفر إليها يساوي الحج بل يفوق عليه: (الندوي وآخرون،42).

إن هذه التأويلات الباطنية تخالف بوضوح المنقول والواقع حيث إن الأقصى مسجد معروف في فلسطين أُسري برسول الله محمد r إليه، وعرج منه إلى السموات السبع ولا يخالف في ذلك إلا مكابر ومعاند كالقادياني وأتباعه.

إن القاديانية امتداد للفرق الباطنية التي أنتجها إعداد الإسلام لمحاربة الإسلام ولا شك عاقل بكفرها وكفر من يعتقد بأفكارها ومعتقداتها ولذلك يقول أبو الأعلى المودودي أمير الجماعة الإسلامية بباكستان رحمه الله: " إن موالاة القاديانيين للإنجليز- العدو التقليدي للمسلمين- ثم لإسرائيل لدليل قاطع بأنهم غير مسلمين" (المودودي، 65).

المطلب الرابع: الجمهوريون

أولاً: التسمية والنشأة

فرقة الجمهوريين فرقة باطنية نشأت في السودان في عهد الاستعمار البريطاني الذي كان وراء الدعوات الباطنية الهدامة العاملة على نشر الفساد والإلحاد في العالم الإسلامي.

مؤسس هذه الفرقة محمود محمد طه الذي ولد عام 1911م، وقد ولدت هذه الفرقة الضالة سنة 1945م تحت اسم الحزب الجمهوري الاشتراكي وبدأ يتحول إلى فرقة باطنية، ذات الاتجاه الباطني المخالف للإسلام سنة 1952م، وهو العام الذي أعلن زعيمهم محمود بأنه استقام أمر نفسه وأصبح على مشارف الوصول للمعية بالذات الإلهية، وقد نجح محمود في تعبئة أتباعه بالفكر الباطني الإلحادي الذي آخذه من الفرق الباطنية في القديم والحديث، ومن الفلسفات الإلحادية، كما استطاع أن يبقى رئيساً لهذه الفرقة إلى حين إعدامه سنة 1985م، يطلق الجمهوريون على أنفسهم اسم " المسلمون" وكذلك "الرسالة الثانية" لزعمهم أن الرسالة الأولى كانت للإيمان، وبعد إعدام زعيم هذه الفرقة الضالة قل أتباعها" (عبد

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير