المجيد، 1994:30، الندوة العالمية، 183 - أحمد6 - 15).
ثانياً: من تأويلاتهم:
يعتقد محمود طه بوحدة الوجود، وأن الذات الإلهية تتجسد في صورة الإنسان الكامل، وقد اتجه لتأويل الآيات لتتفق مع معتقده قائلاً إن الرحمن هو إله الأرض، وأن الله هو إله السماء وهما إله واحد، فقال في تفسير قوله تعالى:} وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ {(الزخرف:84) فإله الأرض إله الإرادة ... وإله السماء إله الرضا وإله الأرض الرحمن ... وإله السماء الله. وإنما هو إله واحد" (الرومي، 1407هـ:1/ 264).
وأكد معتقده في موضع آخر بقوله:"الله هو الإنسان الكامل الذي ليس بينه وبين ذات الله المطلقة أحد، وهو بين الذات وبين سائر الخلق، وهو الذي يتولى حسابهم نيابة عن الإنسان الكامل المسمى الله وهو المعني في المقام الأول بقوله تعالى} هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِكَةُ {(البقرة:210) (الرومي،1407هـ:1/ 264).
وهنا يعلن بصراحة عقيدة الحلول فيقول:" فهو حين يدخل من مدخل شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله يجاهد ليرقى بإتقان هذا التقليد حتى يرقي بشهادة التوحيد إلى مرتبة يتخلى فيها عن الشهادة ولا يرى إلا أن الشاهد هو المشهود، وعندئذ يقف على العتبات ويخاطب كفاحاً بغير حجاب:" قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون" (سورة الأنعام: 91) وقل هنا تعني كن " (المطيعي، 1986م:79) تعالى الله عن قوله علواً كبيراً.
هذه هي عقيدة زعيم الجمهوريين في الله تعالى بل زعم أن عبادة الأصنام مرضية عند الله بقوله:" وقد مر وقت كانت عبادة الصنم مرضية عند الله وذلك بحكم الوقت" (الرومي، 1407هـ:1/ 265).
أما موقفه من القرآن فيتضح عند موقفه من قوله تعالى:} أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ {(الطور:30) فيقول " وأنت إذا جئت لدقائق القرآن فإنه الشعر ... وما نفاه الله عن القرآن ليس كونه شعراً، وإنما نفي عنه ملابسات الشعر في عدم الالتزام وعدم الصدق " (أحمد، 18 - الندوة العالمية:187).
وأما الساعة عند محمود طه فلها تأويل آخر حيث يقول" والساعة ساعتان ساعة التعمير وساعة التخريب، فأما ساعة التعمير فهي لحظة مجيء المسيح ليرد الأشياء إلى ربها .. وأما ساعة التخريب فهي لحظة مجيئ المسيح للمرة الثانية ليرد الأشياء إلى الله حساً وقد أبطأ المعنى وذلك} يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ {" (سورة الأنبياء:104).
والساعتان منضويتان في بعضها في سياق القرآن فهو عندما يقول " الساعة إنما يعني المعنى القريب للساعة وهي ساعة التعمير، والمعنى البعيد للساعة وهي ساعة التخريب، وإنما يقع التمييز بينمها عند القادرين عليه بفضل الله ثم بفضل التفرد في التوحيد" (الرومي، 1407هـ: 1/ 261).
هذه هي تأويلات فرقة الجمهوريين التي توضح كفر وضلال هذه الفرقة التي اعتمدت على تأويل آيات القرآن الكريم لإضلال الناس عن الحق وتحقيق أهداف هذه الفرقة الضالة.
المطلب الخامس: التكفير والهجرة " جماعة المسلمين"
أولاً: التسمية والنشأة:
تعد جماعة التكفير والهجرة امتداداً لفرقة الخوارج حيث ورثت أفكارها ومبادئها، وقد أطلق عليهم هذا الاسم وسائل الإعلام حيث اشتهدوا به ولكنهم أطلقوا على أنفسهم " جماعة المسلمين" وهو الاسم الذي أطلقه الخوارج على أنفسهم من قبل. ويعد شكري مصطفى مؤسس وقائد لهذه الفرقة، وقد تولدت أفكاره التكفيرية داخل السجون المصرية، وقد أعد نفسه كمصلح اجتماعي ومهدي الأمة المنتظر، وأخذ أتباعه يروجون لذلك حتى بايعوه أميراً للمؤمنين وقائداً لجماعة المسلمين، وقد انتهى به الأمر إلى أن أعدم هو وزملاؤه من قادة جماعة التكفير في سنة 1978 بتهمة اغتيال الدكتور/ محمد حسين الذهبي الذي كان وزيراً للأوقاف آنذاك. (القرضاوي، 1406هـ:13، زين العابدين، 1407هـ:216، جلى 1988م:110 - 111، البهنساوي، 1415هـ:145).
ثانياً: من تأويلاتهم:
¥