قال الداني في التحديد ـ بعد ذكره لمخارج الحروف ـ قال: فهذه حروف التجويد بأصولها وفروعها علي مراتبها ومخارجها، وقد شرحناها وبينا حقائقها، لتحفظ بكمالها، ويقاس عليها أشكالها، وجميع ذلك يضطر في تصحيحه إلى الرياضة، ويحتاج إلى في أدائه المشافهة، لينكشف خاص سره، ويتضح طريق نقله وبالله التوفيق)) ا. هـ168
وقال الداني ـ بعد ذكره المدود والإمالات وغيرها من الأصول ـ: فجميع ما ذكرناه ووصفنا حقيقته من الأصول التي تتكرر والفروع التي تتردد فالقراء مضطرون إلي علمه ومعرفته، ولا يتحقق لهم ذلك إلا بالمشافهة ورياضة الألسن، لغموضه وخفي سره وبالله التوفيق)) صـ101 التحديد
وقال قال سيبويه: ... وتكون خمسةً وثلاثين حرفاً بحروف هن فروعٌ، وأصلها من التسعة والعشرين، وهي كثيرةٌ يؤخذ بها وتستحسن في قراءة القرآن والأشعار ...... (ثم ذكر الأحرف)
وتكون اثنين وأربعين حرفاً بحروف غير مستحسنةٍ ولا كثيرةٍ في لغة من ترتضى عربيته، ولا تستحسن في قراءة القرآن ولا في الشعر؛ وهي .... (ثم ذكر الأحرف)
وهذه الحروف التي تتمتها اثنين وأربعين جيدها ورديئها أصلها التسعة والعشرون، لا تتبين إلا بالمشافهة، .. )) ا. هـ الكتاب 1/ 448
وقال في موضع آخر: فأما الذين يشبعون فيمططون، وعلامتها واوٌ وياءٌ، وهذا تحكمه لك المشافهة. وذلك قولك: يضربها، ومن مأمنك.)) ا. هـ الكتاب1/ 384
وقال ابن جني في الخصائص: والمعنى الجامع لهذا كله تقريب الصوت من الصوت؛ ألا ترى أنك في قطَّع ونحوه قد أخفيت الساكن الأول في الثاني حتى نبا اللسان عنهما نبوة واحدة، وزالت الوقفة التي كانت تكون في الأول لو لم تدغمه في الآخر؛ ألا ترى أنك لو تكلفت ترك إدغام الطاء الأولى لتجشمت لها وقفة عليها تمتاز من شدة ممازجتها للثانية بها؛ كقولك قططع وسككر، وهذا إنما تحكمه المشافهة.)) ا. هـ1/ 153
وقال العلامة عبد الرحمن بن محمد بن زنجلة المعروف بأبي زرعة في كتبه حجة القراءات (( ... وورش عن نافع والقواس عن ابن كثير يهمزان الأولى ويلينان الثانية ويشيران بالكسر إليها ...... وهذا باب تحكمه المشافهة لا الكتابة .... ))) ا. هـ 1/ 92
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[21 Jun 2009, 10:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فأستاذنكما حفظكما الله في سؤال خاص وهو رجل راوية للقراءات يرويها مشافهة لكنه لايعرفها دراية،
وآخر يدريها معنى ولغة واصطلاحا وتأليفا وتوجيها لكنه لم يتلقاها مشافهة أيهما يحكم على الآخر؟
هذا السؤال فيما يظهر لي هو الذي يدور في الساحة اليوم فكثير من المشتغلين بالقراءات يدريها ولايرويها ثم يستدل على المقرئين بالنصوص من الكتب اللغوية،حاكما عليهم بالدراية.
هذا الأمر في نظري يختلف بيننا وبين السلف فبالنسبة للمعاصرين هناك مسائل محدودة كالضاد، والإخفاء الشفوي، ونحو ذلك مما لا رأي راجح فيه اليوم.
وكان ينبغي العمل فيه على دراسة مسائله الخلافية فقط، بعد حصرها ثم القول بما يظهر فيها بعد النظر والتأمل من أهل الرواية والدراية. والله أعلم.
ـ[محمد خليل الزروق]ــــــــ[22 Jun 2009, 12:00 ص]ـ
فضيلة الشيخ أمين الشنقيطي، حفظك الله ورعاك
الكلام ليس على حكم الأشخاص، بل على الحكم العلمي
والكلام ليس على ضرورة جمع الخصلتين، فهذا لا يلتبس على أحد.
ولكن قضية كلمتي أنه إذا ناقض المعمول به النصوص فأيهما يقدم على الآخر؟
وأما المسائل التي أشرت إليها - سلمك الله - فإن من نظر نظرا علميًّا مجردا من الهوى، وكان فاقهًا لما يقرأ ويدرس، لم يصل إلى الراجح فحسب، بل وصل إلى الصواب الذي يطمئن به القلب، ويدين به الله.
والأمر ليس بالسهولة التي يظنها بعض الناس، فتغيير حرف في كتاب الله عن وجهه، ونطقه على غير حقيقته وصيغته - أمر كبير. والحمد لله أنه لم يأت عصر من العصور إلا وفي العلماء من يقوم بالحجة، ويرد إلى الصواب.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[24 Jun 2009, 12:28 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فأستاذنكما حفظكما الله في سؤال خاص وهو رجل راوية للقراءات يرويها مشافهة لكنه لايعرفها دراية،
وآخر يدريها معنى ولغة واصطلاحا وتأليفا وتوجيها لكنه لم يتلقاها مشافهة أيهما يحكم على الآخر؟
¥