تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هذا السؤال فيما يظهر لي هو الذي يدور في الساحة اليوم فكثير من المشتغلين بالقراءات يدريها ولايرويها ثم يستدل على المقرئين بالنصوص من الكتب اللغوية،حاكما عليهم بالدراية. والله أعلم.

السلام عليكم

بارك الله فيكم فضيلة د/ أمين .. وهذا السؤال جيد في بابه، ولم أجد جوابا أفضل من جواب الإمام ابن مجاهد وهو يصف من يقول بشئ لم يقرأ به بالمبتدع:

• ومنهم من يعرب قراءته ويبصر المعاني ويعرف اللغات ولا علم له بالقراءات واختلاف الناس والآثار فربما دعاه بصره بالإعراب إلي أن يقرأ بحرف جائز في العربية لم يقرأ به أحد من الماضين فيكون مبتدعا وقد رويت في كراهة ذلك أحاديث ... (وقد روي ابن مجاهد آثارا تأمر القراء باتباع الأثر ونكتفي باثنين) عن ابن مسعود:" اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم " وروي أن عليا ـ رضي الله عنه ـ قال: إن رسول الله ـصلي الله عليه وسلم ـ يأمركم أن تقرءوا القرآن كما علمتم ..... ".ا. هـ السبعة صـ 45ـ46

هذا جواب علي من قدم الدراية علي الرواية، بل الصحيح أن الرواية مقيدة لحدود الدراية. فإن حفظ الطالب كتابا مثلا لا ينبغي أن يُقرئ به إلا بعد مشافهته قال الشيخ أحمد البنا في الإتحاف: قال البنا: والمقرئ من علم بها أداء ورواها مشافهة فلو حفظ كتابا امتنع عليه إقراؤه بما فيه إن لم يشافهه من شوفه به مسلسلا لأن في القراءة شيئا لا يحكم إلا بالسماع والمشافهة بل لم يكتفوا بالسماع من لفظ الشيخ فقط في التحمل وإن اكتفوا به في الحديث قالوا لأن المقصود هنا كيفية الأداء وليس كل من سمع من لفظ الشيخ يقدر على الأداء أي فلا بد من قراءة الطالب على الشيخ بخلاف الحديث فإن المقصود المعنى أو واللفظ لا بالهيآت المعتبرة في أداء القرآن وأما الصحابة فكانت فصاحتهم وطباعهم السليمة تقتضي قدرتهم على الأداء كما سمعوه منه لأنه نزل بلغتهم .... )) ا. هـ 1/ 4

وكان ذلك أصلا، ولا يمكن لأحد أن يأخذ من الكتب دون نقل ولذا قال ابن الجزري: ((نعوذ بالله من قراءة القرآن بالرأي والتشهي، وهل يحل لمسلم القراءة بما يجد في الكتابة من غير نقل)).اهـ النشر:2/ 263.

وقد فتح مثل هذه الأقوال الباب للكثيرين حتي بلغ ببعضهم أن رمي القراء بأشياء عجيبة وهاهو أبو الفتح بن جني ـ رحمه الله ـ يقول في كتابه الخصائص: " ... الذي رواه صاحب الكتاب اختلاس هذه الحركة لا حذفها البتة وهو أضبط لهذا الأمر من غيره من القراء الذي رووه ساكنا، قال ولم يؤت القوم في ذلك من ضعف أمانة لكن أتوا من ضعف دراية قال الشيخ في شرحه وقد ثبت الإسكان عن أبي عمرو ... ) ا. هـ

ويجاب عليه بما قاله الإمام ابن الحاجب:"" ... والأولى الرد على النحويين في منع الجواز , فليس قولهم بحجة إلا عند الإجماع ومن القراء جماعة من أكابر النحويين , فلا يكون إجماع النحويين حجة مع مخالفة القراء لهم ثم ولو قدر أن القراء ليس فيهم نحوي فإنهم ناقلون لهذه اللغة وهم مشاركون للنحويين في نقل اللغة , فلا يكون إجماع النحويين حجة دونهم وإذا ثبت ذلك كان المصير إلى قول القراء أولى لأنهم ناقلوها عمن ثبتت عصمته عن الغلط في مثله ولأن القراءة ثبتت متواترة وما نقله النحويين لآحاد ثم لو سلم أنه ليس بمتواتر فالقراء أعدل وأكثر فكان الرجوع إليهم أولى)) ا. هـ صـ434

وقال أبو حيان في البحر المحيط وهو يجيب علي اعتراض بعض النحاة علي قراءة "نعما ": " ... وإنكار هؤلاء فيه نظر، لأن أئمة القراءة لم يقرأوا إلاَّ بنقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومتى تطرق إليهم الغلط فيما نقلوه من مثل هذا، تطرق إليهم فيما سواه، والذي نختاره ونقوله: إن نقل القراءات السبع متواتر لا يمكن وقوع الغلط فيه.)) ا. هـ

والذين يستدلون بقول الداني ـ رحمه الله ـ أنقل له صريح قول الداني حيث قال: وأئمة القراء لا تعمل في شيء من حروف القرآن على الأفشى في اللغة والأقيس في العربية بل على الأثبت في الأثر والأصح في النقل والرواية إذا ثبت عنهم لم يردها قياس عربية ولا فشو لغة لأن القراءة سنة متبعة يلزم قبولها والمصير إليها .. )) ا. هـ

ليت إخواني تأملوا مثل هذه العبارات، ودققوا وحرروا وجمعوا الأقوال ثم حكموا بعد ذلك.

نعم هناك من القراء من تأثروا بقول النحاة في بعض المسائل، ومع جلالة قدرهم وعلو منزلتهم ترك القراء أقوالهم، وآثروا النقل علي الرأي والأمثلة علي ذلك كثيرة والشواهد لا تعد ولا تحصي، فكم من أقوال رددت لأئمة أ‘لام مثل ابن مجاهد وأبي شامة والداني وغيرهم من أئمة هذا الفن، وذلك إذ اصطدموا بما هو منقول ومشهور وقد تحدثنا في هذه النقطة كثيرة.

ولعلي أورد لكم قصة حدثت معي في نقاشي للضاد جيدة في ببابها إذا وجد متسع من الوقت إن شاء الله.

والسلام عليكم

ـ[محمد خليل الزروق]ــــــــ[24 Jun 2009, 07:32 م]ـ

فضيلة الأستاذ الشيخ عبد الحكيم عبد الرازق

حياك الله وبياك

اقدر نيتك الحسنة، وغيرتك المطلوبة على كتاب الله، واطلاعك الجيد على الكتب،

واعذرني لقلة تعليقي على ما تكتب، وما ذلك إلا لأحد سببين: الأول كراهتي للمراء، والثاني حيائي من أن أقول لك: إن كلامك ونقولك تقع خارج البحث، وهذا هو الفرق بين الجدل العلمي والمراء.

هنا في هذا البحث نقلتَ أولانقولا تتعلق بضرورة المشافهة، ولا خلاف في ذلك.

ثم نقلت نقولا في مسألة خلافية بين النحويين، وفي مسائل ثابتة في القراءة رواية ودراية، كالذي نقلته عن الداني.

البحث فيما لم يثبت لا عربية ولا قراءة، نحو نطق الضاد من مخرج الطاء شديدة. والله يا أخي لا غرض لي إلا الحق، وإلا الصواب.

والله يهديني وإياك إلى ما اختلف فيه من الحق بإذنه، هو ولي ذلك والقادر عليه

اللهم حسن نياتنا في أعمالنا، وظنوننا بإخواننا، وسدد ألسنتنا إلى قول الصواب، وفقهنا في دينك، وعلمنا كتابك، حتى نقرأه كما أنزلته على نبيك، عليه الصلاة والسلام.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير