تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومن أشهر من أخذ بقول الْمَرْعَشي هذا - شيخ المقارئ المصرية الشيخ عامر السيد عثمان (1318 - 1408 = 1900 - 1988) - رحمه الله! - وكان يُلزم به (انظر الدراسات الصوتية 466 للدكتور غانم قدوري)، وكان يشرف على تسجيلات القرآن الكريم بالإذاعة المصرية، وكان عضوًا في لجنة اختيار القراء بها (له ترجمة في تتمة الأعلام 1/ 262، وإتمام الأعلام 216، وترجمة جليلة في مقالات الدكتور محمود الطناحي 1/ 237)، وهذا فيما يبدو الذي أشاع هذا النطق للميم الساكنة عند الباء، ومصدره المرعشي وحده، كما علمت.

5

ضبط الميم الساكنة عند الباء

وعلى القول بأن الميم الساكنة عند الباء مظهرة كان يجب أن تضبط في المصاحف بالسكون، والنص في ضبطها مفقود - وهو دليل على أنها ليست كالنون في ذلك - حتى قال التَّنَسي (-899) في شرحه لنظم الخراز (-718) في الضبط: " لم يتعرض الناظم ولا غيره إلى حكم الْمُخفَى من غير النون، وذلك الميم عند الباء على المختار " (الطراز 145)، ولم يذكر لنا الخراز العمل في هذه الحال.

وقال الْمارِغْني (-1349) في شرحه لهذا النظم كقوله، وزاد: " والذي جرى به عملنا أن ضبطها كضبط النون الساكنة عند حروف الإخفاء، وهو أن تُعرَّى من علامة السكون " (دليل الحيران 260).

وما جرى به العمل أثرٌ من القول الشائع في أنها مخفاة، وسكوت المصنفين في الضبط عنه دليل على أنه لم يُؤْثَر فيه شيء، وأن حكمه كحكم نظيره من الحروف المظهرة، وهو أن يضبط بالسكون.

وقد نظرته في المكتبة السليمانية بإستانبول في مصاحف من القرون الثامن والتاسع والعاشر فوجدته مضبوطًا بالسكون، والمصاحف الأقدم من ذلك أولى به لو نُظِرَت.

6

الخلاصة

الخلاصة في الناحية العملية:

أن الميم الساكنة عند الباء مظهرةٌ مبيَّنةٌ غنتُها شيئًا قليلاً زائدًا على مقدار الغنة في الميم الساكنة عند غير الباء، وأن الشفتين منطبقتان بها كحالهما عند نطق الميم في كل أحوالها.

والخلاصة في الناحية النظرية:

1 - أن أهل العربية والمتقدمين من القراء لم يجعلوا من حالات الميم الإخفاء، وأن الإخفاء عند سيبويه ومن بعده خاص بالنون من الحروف.

2 - واستعمل مصطلح الإخفاء الفراء في الميم المنقلبة عن نون، على عادة القدماء في التجوُّز في التعبير، فأخذه عنه ابن مجاهد، ونقله إلى الميم الأصيلة، وشاع من ثَم اختلاف القراء في التعبير عن حال الميم الساكنة عند الباء، فبعضهم يسميه إظهارًا، وبعضهم يسميه إخفاء. وهو اختلاف تسمية لا اختلاف نطق. وفهم المتأخرون أنه اختلاف نطق.

3 - واغتر المرعشي بمصطلح الإخفاء فقاس الميم على النون؛ إذ كان عمَلُ اللسان يبطل في حال إخفاء النون، ولا يمكن بطلان عمل الشفتين بالميم، فقال بتقليل انطباقهما، أو تقليل الاعتماد عليهما عند الباء، وهو نظر عقلي محض لا يؤيده نص.

4 - وأشاع هذا النطق في العصر الأخير شيخ المقارئ المصرية الشيخ عامر السيد عثمان، وألزم به.

5 - وبالغ بعض الناس مع الزمن على مراد المرعشي والشيخ عامر عثمان فقالوا بانفراج الشفتين، وهو أقبح؛ لأنه إبطال لنطق الميم بالكلية.

والله أعلم

8/ 7/2009

ـ[أبو هاني]ــــــــ[08 Jul 2009, 10:52 م]ـ

السلام عليك يا أخي الكريم

الحمد لله أن جعلني أرى من يجهر بقولة الصواب بعد أن طمّت قولةٌ تجانب الصواب

لقد آتاك الله البصيرة الثاقبة لفهم مجرى القول الذي شاع على غير أساس من التلقي وإنما على أساس إعمال التذاكي بإظهار فهم للعبارات يحكمه هوى شخصي

إن الفقرة الرابعة فيما قدّمتَ يا أخي مفتاح لتوضيح نشأة بدعة الفُرجة بين الشفتين، وكيف يكون مخرج الميم عندئذ!!!!

أضيف تعريفا للإخفاء هداني الله إليه منذ أكثر من عشرين عاما فيه من الوصف الفعلي للأداء النطقي ما لا يقدّمه التعريف بالمجهول: حالة بين الإظهار والإدغام!!!!!!!

الإخفاء يشير إلى اتخاذ أعضاء النطق الأهبة والوضع الملائم لنطق الصوت التالي للصوت المخفى عند إنتاج الصوت المخفى مع اكتساب الصوت المخفى خصائص التالي من حيث: موضع النطق أوالتفخيم أو كليهما، ولا يعني الإخفاء الستر أو الحجب!!!!!

وقد نشرت ذلك في بحث للترقية في مجلة كلية الآداب بجامعة الإسكندرية عام 1990 م. وتضمَّن تجربة معملية لنطق الميم المنقلبة عن نون ساكنة قبل الباء (الإقلاب) بصورتين: بإغلاق الشفتين، وبفتحهما، وكانت نتيجة الصورة الثانية كما دلّت صورة الجهاز أن ما صدر قبل الباء إنما هو صوت علّة ممتدّ للحركة السابقة وليس ميما!!!!

بارك الله فيك يا أخي الكريم

ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[09 Jul 2009, 02:22 ص]ـ

إن الفقرة الرابعة فيما قدّمتَ يا أخي مفتاح لتوضيح نشأة بدعة الفُرجة بين الشفتين، وكيف يكون مخرج الميم عندئذ!!!!

السلام عليكم

المشكلة يا أخي في الجرأة التي يتمتع بها البعض بوصف وجه صحيح بالبدعة، ويقول بهذا الوجه من تنتهي إليهم رئاسة الإقراء في زمانهم، بل ووافقهم فيها من أكابر علماء الأصوات من أمثال د/ عبد الصبور شاهين.

هذه هي مشكلتنا نعمل خواطرنا دون الاعتماد علي أقوال الأئمة. ونظن في أنفسنا خيرا وبالأئمة غير ذلك.

نسأل الله العفو والعافية.

والسلام عليكم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير