وفي أول المقامة ص 225 جاء اسمه في التحقيق هكذا: ((علي محمد بن أبي سعيد المصري بجامع واسط الواسطي))، سقطت كلمتا ((بن أبي)) من قوله: ((علي بن أبي محمد))، وتحرفت ((المقرئ)) إلى ((المصري)) مع أن الهمزة واضحة في آخرها.
وفي نهايتها ص 243 نَسخ التحقيقُ ما كتبه محاكي خط المؤلف بعُجَره وبُجَره، دون تعديل أو إشارة، حتى كلمة ((الوسطي)) نسخها كما هي ولم يعدِّلها أو يشر إليها.
0002 - تحقيق عناوين المخطوطات:
عندما نتحاور ونتكلم عن كتاب كـ ((جمع الأصول)) مثلاً أو ننقل عنه فلا حرج في أن نسميه ((جمع الأصول)) مختصرًا، وهذا درج عليه العلماء في كتبهم، ولكن عندما نحقق الكتاب نختصر الاسم الموجود على النسخة من عند أنفسنا حتى ولوكانت بيد المؤلف وهو أبو هذا النظم أو ذاك؟؟ وقد تقدم أن هذه النسخ كلها بخط الناظم رحمه الله خلا ما أشرت إليه من خاتمة المقامة، ولننظر كيف كتب المؤلف أسماء كتبه وعناوينها، وكيف جاءت في التحقيق:
أ- جمع الأصول: في النسخة: ((كتاب جمع الأصول في مشهور المنقول في القراءات العشرة)) هكذا.
وسماه التحقيق في ص 7، 29: ((جمع الأصول في مشهور المنقول في القراءات العشر)).
ب- روضة التقرير: في النسخة: ((كتاب روضة التقرير في اختلاف القراءات بين الإرشاد والتيسير)).
وسماه التحقيق ص 7، 93: ((روضة التقرير في اختلاف القراءات بين الإرشاد والتيسير)).
ج- طوالع النجوم: في النسخة: ((كتاب طوالع النجوم في موافق المرسوم في القراءات الشاذة عن المشهور))، وسماه التحقيق في ص 7: ((طوالع النجوم في المرسوم في القراءات الشاذة على المشهور)) أسقط كلمتي ((كتاب)) و ((موافق))، وغير ((عن)) إلى ((على))، وفي ص 119 حذف التحقيق أيضا كلمة ((كتاب)).
د- المقامة: جاء اسمها في التحقيق كما جاء في النسخة، إلا أن التقصير في عدم وصف المخطوط؛ فإن كلمة ((كتاب)) مكتوبة قبل ((المقامة الواسطية))، ولكن تبدو بخط مختلف عن خط الناظم، وواضح فيها أيضا أن كاتبها- أوغيره- عاد فحاول مسحها، لكن بطريقة غير جيدة.
ويتأكد هذا بأن الناظم رحمه الله قد ضبط ((المقامة الواسطية)) بالرفع، ولو كتب كلمة ((كتاب)) لضبط ((المقامة الواسطية)) بالجر للإضافة.
ويزداد تأكدا أيضا بالنظر إلى التعقيبة التي في أسفل الصفحة السابقة لعنوان المقامة؛ فقد كتب فيها كلمة ((المقامة))؛ وهذا يعني أن أول كلمة في الصفحة التالية هي كلمة ((المقامة))، في حين أنه في الصفحة السابقة لعنوان ((طوالع النجوم)) كتب في التعقيبة كلمة ((كتاب)).
لماذا غير التحقيق كل هذه التغييرات، وعلى أي شيء اعتمد، ومن أين جاء باسم للمؤلف لم يرد في كتبه، ولم يذكر التحقيق من أين جاء به ومن من مترجميه ذكره، ولم اختاره على اسم المؤلف بخطه؟ ولم غير في عناوين الكتب، الموجودة في النسخ، ولم ضرب صفحا عن ذكر بعض ما كتبه المؤلف في بدايات بعض كتبه؟ لماذا لماذا لماذا؟
الكلام على أول منظومة ((جمع الأصول)):
إخوتي الأحباب، لن أصنف الأخطاء أو أجمع أشباهها إلى نظائرها، ولكني سأتخذ وحدة موضوعية لها وهي البيت، سأتحدث عن كل بيت على حدته، مستعينًا بالله تعالى:
[مع ملاحظة أن الأرقام أول الفقرات الآتية هي لرقم البيت في المنظومة الأولى: ((جمع الأصول))]
1 - البيت الأول ضبطت فيه كلمة ((الحمد)) في قوله: ((إلى مستحق الحمد في النظم أولا)) هكذا: ((الْحَمْدْ))، كيف تقرأ هذه؟؟ ولعلها خطأ مطبعي.
2 - وَتَمَّتُ حَمْدِي بِالصَّلَوةِ عَلَى الرَّضَا ــــ
كذا والصواب: ((وَتَمَّمْتُ حَمْدِي بِالصَّلاَةِ عَلَى الرِّضَا))؛ وخط الناظم وضبطه واضحان جدًّا!!
أما ((الصلاة)) فالأولى رسمها بالرسم المشهور حديثًا؛ لأن كتابتها بالواو لا أثر لها في النطق، وإنما هي لبيان أصل الألف، ولا يخفى أن رسم المصحف لا ينقاس عليه، وإن كان الناظم كتبها بالرسم القديم، فالأولى اتباع الرسم الحديث والإشارة إلى ذلك في المقدمة. وركزت على أن لا تأثير للواو في النطق، احترازًا عما يكون فيه تأثير؛ ككتابة الألفات الممالة ياء، كـ"ترضيها".
وعمومًا فمسائل الرسم ربما كانت أوسع من غيرها.
لكن أن يضبط المؤلف كتابه ضبطًا صحيحًا فأمسخه أنا المحققُ وأحذف من حروفه وأغير من تشكيلاته بطريقة تجعل الكلام العربي عجميًّا؟! وأقول: ((تحقيق ودراسة))!!!
¥