هذا وربك شر ما سمعت به
أذن وما كتبت به الأوراق
وما سيأتي أعظم!!
5 - وبعد هداك الله فاسمع قصيدة ــــ سمت فعلت قَدْرا حرَا [ ....... ]
وكتب فوق المعكوفين رقم حاشية وفي الأسفل: ((بياض في النسخة الخطية)).
والصواب أن البياض بعد قوله: ((قدرا حرا أن تفـ ..... ))، فأين ذهبت ((أن)) والتاء والفاء؟؟ ألم يستطع المحقق قراءتها؟؟
وإذا عرفت ذلك ظهر لك بكل بداهة أن الناظم يريد بيته هكذا:
وَبَعْدُ هَدَاكَ اللهُ فَاسْمَعْ قَصِيدَةً ــــ سَمَتْ فَعَلَتْ قَدْرًا حَرًا أَنْ تُفَـ[ـضَّلاَ]
وقد ضبط الناظم ((حَرًا)) بفتح الحاء وتنوين الراء، وضبط ما بعدها هكذا: ((أَنْ تُفَـ .... )) وهو ضبط واضح جدًّا، وراجع مشكورًا الصور المرفقة، وقارن بين ضبط المصنف وضبط (المحقق).
6 - لِعَشْرِ قِرَاءَاتِ الأَئِمَّةِ ضُمِّنَتْ ــــ حِجَازٍ وَشَام مَعْ عِرَاقٍ أوُ [ ...... ]
كذا ضبط المحقق البيت خاصة الكلمات الثلاث الأخيرة فيما قدر على قراءته منه، وكتب عند المعقوفين في الحاشية أنه بياض بالأصل. [لم يكرر المحقق الحاشية وإنما أعطى كل البياضات رقمًا واحدًا وذكر الحاشية مرة واحدة توفيرًا للجهد].
وبنظرة سريعة على البديه في المخطوط تجد البيت كاملاً، ولم يضبط المؤلف واو ((أو)) التي ضبطها المحقق بالضم!!
والبيت كاملاً صحيحًا هو:
لِعَشْرِ قِرَاءَاتِ الأَئِمَّةِ ضُمِّنَتْ ــــ حِجَازٍ وَشَامٍ مَعْ عِرَاقٍ أُولِي عُلاَ
ويغلب على ظني أن المحقق ظن أن لكلمة ((علا)) بقية ولم يعرف ما هي، فضرب عنها الذكر صفحًا وقال: ((بياض))، ومعرفة العروض هنا، والتمرس بأساليب منظومات القراءات- خاصة الشاطبية وهي أشهرها، وقد عارضها المصنف هنا- تحل المشكلة إن كان ثمة مشكلة.
والعجيب أنه في البيت التالي لم يظهر من كلمة ((معولا)) إلا الميم والعين، فأكملها المحقق!!!!!! ولكن دون أن يشير.
8 - وَلَكِنَّنِي آتِي بِكُلِّ رِوَايَةٍ ــــ بِهِ وَطَرِيقٌ مُوجَزًا لاَ مُطَوِّلاَ
هكذا ضبطت الكلمتان: ((وَطَرِيقٌ مُوجَزًا))، وقد ضبطها الناظم بخطه واضحًا: ((وَطَرِيقٍ مُوجِزًا)) بجر ((طريقٍ)) عطفًا على ((روايةٍ)) وكسرِ جيمِ ((موجِزًا)) اسمَ فاعلٍ، وهي حال من ضمير الناظم رحمه الله.
9 - بفَضْلِ زِيَّادَاتٍ إنْ كَانَ شَيْخُنَا ــــ أَبُو الْعِزِّ خَوْفَ الطُّولِ فِي الْحِفْظِ أهملا
كذا ضبطت كلمة ((زِيَّادَاتٍ))، بتشديد الياء، وفي هذا الموضع في الأصل أثر تآكل أو رطوبة أو ترميم سيئ من أول تاء كلمة ((زيادات)) حتى كاف كلمة ((كان))، ويظهر ما يشبه ألفًا قصيرة لا يظهر أسفلها وبعدها ما يشبه النون فعلاً، لكن لا تصلح كلمة ((إن)) في هذا الموضع؛ لفساد المعنى من جهة، وعدم استقامتها عروضيًّا من جهة أخرى، فإن قيل: لعل الناظم أخطأ عروضيًّا، قيل: من يتتبع قراءة نظمه رحمه الله يدرك إلمامه الكبير باللغة والنحو والعروض. والأصل أن يكون غير مخطئ إلا لأدلة قوية، والكلمة غير واضحة، أفنخطئه بشيء غير واضح؟
10 - هَتَكْتُ سُتُورَ الْمُشْكِلاَتِ لِتَنْظُرُوا ــــ عَرُوسَ بَيَانٍ بِالْفَصَاحَةِ تُخْتَلاَ
هكذا أثبت التحقيق آخر كلمة، والكلمة غير ظاهرة كلها في النسخة، يظهر منها فقط: التاء الأولى والثانية، وحاء غير منقوطة، وذِكْر العروس هنا- مع الوزن والقافية- يقتضي أحد شيئين: إما ((تحتلى)) بالحاء المهملة، يقال: ((احْتَلى فلانٌ لنَفقَةِ امْرأَتِه ومَهْرها؛ وهو أن يَتَمَحَّلَ لها ويَحْتالَ؛ أُخِذَ من الحُلْوانِ؛ ويقالُ: "احْتَلِ فتزوَّجْ" بكسْرِ اللامِ)) "تاج العروس" (ح ل و)، وهو في "التهذيب" أيضًا، وربما كان لها معنى غير ذلك.
والثاني أن تكون: ((تجتلى)) بالجيم، أي: تظهر، وهي من ألفاظ الشاطبية.
أما ((تختلى)) فمعناها: تقطع، ومنه في حرمِ مكة: ((لا يختلى خلاها)): لا يقطع، والخلى: الرطب من النبات أو الحشيش.
ولا مدخل لها فيما أعلم في هذا البيت ومعناه الجميلِ.
11 - تَلُوحُ مَعَانِيهَا لِذِي الْفَضْلِ وَالْحِجَى ــــ كَشَمْسِ نَهَارٍا وَجَندْ أن تكمّلا
انظر إلى قوله: ((كَشَمْسِ نَهَارٍا وَجَندْ أن تكمّلا)) وقل بربك: كيف تقرأ هذا الكلام؟ كيف تنطقه؟ لا أقول لك: ما معناه؟ أهذا كلام عربي؟
تنوين الجر بعده ألف كألف تنوين النصب! وما معنى ((وَجَندْ)) وما ضبط نونها؟؟ وهل هي متفقة مع وزن النظم؟
¥