تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أخي الحبيب راجع نسخة المخطوط، وانظر فيها لترى ما مسخه التحقيق من اللفظ والمعنى في هذا البيت الفصيح، وإلا فاسمح لي أن أصف لك ما بالمخطوط:

ضبط الناظم رحمه الله راء ((نهار)) بتنوين الجر، ولكنه نسي أن يأخذ بعدها مسافة (بمسطرة الكي بورد) وكتب بعده مباشرة ألفًا وجعل الهمزة قبلها من أعلى حتى ليخيل للناظر أنها فوق الراء وليست كذلك، ثم بعد الهمزة واو وبعدها- بلا مسافة أيضًا- كاف ثعبانية (تشبه الثعبان وليست تلك التي هي كاللام وفيها شرطة نازلة من أعلى) ولكن رأس ثعبانها- لعله- أكلته أفعى الترميم أو الرطوبة، فلم يظهر إلا فتحة على الكاف الذاهب ثلثها (وهو رأس الثعبان) وفتحة على الحرف الذي بعد الكاف وهو الباء وهو واضح جدًّا والنقطة من أسفل، ثم الدال ساكنة، ثم راء منونة بالجر- والتنوين واضح جدًّا- والراء واضحة كلها إلا أن بجوارها دائرة من التآكل متمشية مع الراء آخذة نسبة قليلة جدًّا من حافاتها الداخلية.

لعلك عرفت الكلمة! إنها: ((كبدر)) التي خسفها التحقيق وجعلها ((وجند أن)).

قارن إذن:

الأصل:

تَلُوحُ مَعَانِيهَا لِذِي الْفَضْلِ وَالْحِجَى ..... كَشَمْسِ نَهَارٍ أوْ كَبَدْرٍ تَكَمَّلا

المسخ:

تَلُوحُ مَعَانِيهَا لِذِي الْفَضْلِ وَالْحِجَى ..... كَشَمْسِ نَهَارٍا وَجَندْ أن تكمّلا

وواضح أن ألفاظها بله معانيها لمّا تَلُحْ. وحسبنا الله ونعم الوكيل!!

12 - وَأَبْيَاتُهَا جَمْعُ الأُصُولِ ...... ــــ مَنْقُوْل الأئمة كَالْحَلا

(النقاط من وضع التحقيق)

هذا هو المسخ، قارنه مع البيت الأصل بضبط الناظم،:

و [سمـ]ـيتهَا جَمْعَ الأُصُوْل فأشرقَتْ ــــ بمشـ[ـهو] رِ مَنْقُوْلِ الأئمَّة كالحُلا

والسين والميم غير واضحتين، ويستظهرهما من له أدنى خبرة بتحقيق المنظومات! أما كلمة ((فأشرقت)) التي وضع مكانها التحقيق نقاطًا فواضحة أيضًا إلا قليلاً لا يؤثر في قراءتها لمن له أدنى خبرة بقراءة المخطوطات، وأما ((بمشهور)) فانطمست الهاء والواو لما سبق ذكره من التآكل أو عيب الترميم ولم يثبت التحقيق منها شيئا ولا أشار إلى أنها غير واضحة له. وضبط الناظم ((كالحُلا)) بالضم، ولا يجوز مخالفة ضبطه إلا لخطأ محض وسبب قوي.

14 - وَظُنَّ بِهَا خَيْرًا وَكُنْ مُتَبَصِّرًا ــــ وَلاَ تشر علي طَعْنًا وَكُنْ مُتَأَمِّلاَ

هذا المسخ، فأين الأصل؟ ها هو، قرّ به عينًا:

وَظُنَّ بِهَا خَيْرًا وَكُنْ مُتَبَصِّرًا ــــ وَلاَ تُسْرِعًا طَعْنًا وَكُنْ مُتَأَمِّلاَ

ولا بد هنا من إشارتين: الأولى: إلى سعة علم الناظم بالعربية والعروض، وانظر إلى قوله: ((تُسْرِعًا))، وقد أسرع التحقيق ولم يتأمل قراءة هذه الكلمة، وقد ضبطها الناظم كما رأيت، ولكن حبر الراء خفيف، وعلامة الإهمال على السين واضحة جدًّا، وهو يكاد يلتزم بوضع علامات الإهمال على الحروف المهملة، وتنوين العين واضح جدًّا جدًّا، ولكن التحقيق طعن في عقل الناظم وعلمه، كيف يشكل عين ((علي)) بالتنوين!!

الثانية: قد رسم الناظم كاف ((كن)) الأولى عادية والثانية ثعبانية، وقد ذهب أيضًا رأسها، ولكنها بحمد الله سلمت من المسخ!

20 - فابن كثير قدْ بدأتُ لِمَلَّةٍ ــــ فَأَسْنَدْتُ عَنْهُ أَحْمَداَّ ثُمَّ قُنْبُلاَ

21 - مع إِسْمَعِيلُ عَنْهُ بِطَيْبَةٍ ــــ وَقَالُونُ وَالثَّانِي أبُو جَعْفَرٍ تَلاَ

قبل أن أسألك: هل فهمت من البيتين السابقين شيئًا؟ أنبه على أني تركت الأبيات من 15 - 19 لا لعدم أخطائها، لكن لقلة المسخ بها.

هنا بدأ الناظم، في ذكر أسماء القراء ورواتهم، فيقول- بحسب المسخ-: قد بدأت بابن كثير لِمَلَّةٍ (لا أدري ما معناها، ولعله لِمَلَلِهِ من ابن كثير أو من النظم أو من أي شيء آخر؛ فـ (مَلَّة) واحدة الملل، أو لعل لها معنى آخر)، وجعلت رواته المسنِدين عنه أَحْمَداَّ (هل تستطيع قراءة الألف التي بدل التنوين مشددة وعليها فتحة؟!)، ثم قنبلاً مع إِسْمَعِيلُ، والتحقيق مغرمٌ بالتزام رسم المصنف في مثل هذا، وقد اتفق كل المحققين على كتابته الآن بالطريقة الحديثة!!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير