تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

مع إِسْمَعِيلُ (لم لم تجر بـ (مع)؟! نعم لأن (إِسْمَعِيلُ) ممنوع من الجر) بطيبة، يعني أن إسماعيل يروي عن ابن كثير وإِسْمَعِيلُ هذا بطيبة، ومعه أيضًا قالون يروي عن ابن كثير؛ لأن قالون معطوف على إِسْمَعِيلُ. وكان ذكر قبل ذلك أحمد وقنبلا. ثم انتقل إلى القارئ الثاني وهو أبو جعفر، وقول الناظم: ((والثاني أبو جعفر ... )) هو دليل قاطع على صحة هذه المعاني التي نفهمها من المسخ!!!! لأن ابن كثير هو الأول وهو الذي ابتدأ به الناظم ليخلص منه لمللِهِ!

ولكن انظر معي سلمك الله في النسخة الخطية، ماذا ترى؟ سترى الآتي:

[بِإِبْنِ] كَثِيرٍ قَدْ بَدَأْتُ لِمَكَّةٍ ــــ فَأَسْنَدْتُ عَنْهُ أَحْمَدًا ثُمَّ قُنْبُلاَ

[وَنَافِـ]ـعُ إِسْمَاعِيلُ عَنْهُ بِطَيْبَةٍ ــــ وَقَالُونُ وَالثَّانِي أبُو جَعْفَرٍ تَلاَ

فقد علل الناظم بدأه بابن كثير- وليس بنافع كما فعل الشاطبي- لمكان مكة، أو يقصد أنه قارئ لمكة يعني بها. وقوله: ((لمكة)) واضح جدًّا خطًّا وضبطًا، إلا أن الناظم رحمه الله رسم الكاف ألفية ولم يصل بها الشرطة المائلة وصلاً تامًّا، وقد ضبطها بالشكل الكامل. ومن سمع عن القراء أو قرأ الشاطبية:

وَمَكَّةُ عَبْدُ اللهِ فِيهَا مُقَامُهُ ــــ هُوَ ابْنُ كَثِيرٍ كَاثِرُ القَوْمِ مُعْتَلَى

عرف أن الناظم يقصد مكة، وعرف أيضًا أن قالون لا يروي عن ابن كثير!!

ولم يتضح قوله: ((بابن)) لما تقدم مرارًا من سوء النسخة في هذه المواضع.

وكذلك لم يظهر من نافع إلا أكثر العين؛ يقول الناظم في روضة التقرير:

عَنْ نَافِعٍ جَاءَ إِسْمَاعِيلُنَا وَلَهُمْ ــــ وَرْشٌ وَلاَ شَكَّ في قَالُونَ فَاعْتَقِدَا

يعني أن إسماعيل عن نافع عند العراقيين، يقابل ورشًا عن نافع عند الشاميين، وأما قالون فهو عند الفريقين.

أما قول الناظم: ((والثاني أبو جعفر)) فإنه يعني الثاني من قراء طيبة، أي المدنيين، والأول نافع. وقد لاحظت وجود تعليق على النسخة في الحاشية في مقابلة هذا البيت، ونصه: ((أي من المدنـ ... )) وبقية الكلام مبتور بفعل التجليد أو الترميم أو غيرهما، وربما كان هو خط المؤلف، أو من قرأ هذه المنظومة. وهذا التعليق طبعا لم يشر إليه المحقق لا من قريب ولا من بعيد.

ولو رجعت لما نقلته من كلام شيخ المحققين تجده ذكر في أدوات المحقق وما ينبغي أن يكون عليه:

أن يكون متخصصًا في العلم موضوع التحقيق، وأن يكون متمرسًا بأسلوب المؤلف، وبخط الناسخ (وهما هنا واحد)،،، إلخ.

والكارثة أن هذه الأمور التي وقع فيه المسخ ليست عويصة وليست من دقائق علم القراءات!! فالله المستعان.

23 - من عَبْدَ اللهِ وَهُوَ ابْنُ عَامِرٍ ــــ دِمَشق بِإِسْنَادِ ابْنِ ذَكْوَانَ أَقْبَلاَ

24 - [ ... ] وللرّملَي عَنْهُ طَرائِقُ ــــ أُبَيِّنُهَا نَظْمًا وَبِالْبَصْرَةِ انْجَلاَ

25 - أَبُو عَمْرِهِمْ يَحْيَى لَهُ وَشُجَاعُهُ ــــ وَيَعْقُوبُ وَجَامَعْ رُوَيْسٍ تَحَمَّلاَ

البيت الأول مسخه في أنه كتب كلمة ((من)) هكذا وليست في الأصل، والذي في الأصل كلمة غير واضحة، على آخرها- وهو نون في الغالب- ضمة وعلى ما قبل النون فتحة، وضبط الناظم ((عبد)) بالجر، وهنا التحقيق أثبت ((من)) من أين لا أدري، وضبط ((عبد)) بالضم؟؟ أي مسخ هذا!!!!

والبيت الثاني ليس فيه مسخ، لكنه فتح لام ((الرملي))، ولم ينون ((طرائق))، وكتب ((انجلى)) بالألف.

وأتيت به لارتباطه بالبيت الثالث ولأبين شيئًا، وهو أن الكلمة غير الواضحة لا تحتاج عناءً كبيرًا لاكتشافها، حيث يظهر منها قاف منونة بالكسر، وأنا أستظهرها: ((بِطُرْقٍ))، والمعنى أن إسناد ابن ذكوان عند العراقيين أقبل بطرق وللرملي عنه أيضًا طرائق سيبينها الناظم، والدليل على ذلك قوله في الروضة:

وَنَجْلُ ذَكْوَانَ عنه عِنْدَنَا وَلَهُمْ ــــ لَكِنْ لَهُ طُرُقٌ شَتَّى لَنَا وُجِدَا

تَأْتِيكَ نَظْمًا ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ

ولكن يشكل على البيتين عمومًا عدم ذكر هشام وهو راوٍ عن ابن عامر عند العراقيين أيضًا. ولم أتمكن بعد من بحث ذلك.

أما البيت الثالث: ففيه مسخ وطامة:

وهو قول المسخ: ((وَيَعْقُوبُ وَجَامَعْ رُوَيْسٍ تَحَمَّلاَ)). إنّ من يثبت هذا في نظم لم يسمع قطُّ براوٍ اسمه روح، ولم يقرأ في عمره مخطوطًا!!

وفي الأصل بخط واضح وضبط كامل:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير