ومشكلة العبث في كتب القراءات خاصة وإخراجها بصورة سيئة وتحقيق رديء وتحريف واضح , مشكلة علمية معاصرة تحتاج إلى علاج , والأمثلة على ذلك كثيرة , ولا أدل على ذلك من الإخراج السييء جدا لكتاب الكامل للهذلي , بتحقيق / جمال السيد رفاعي الشايب , الذي صدر عن مؤسسة سما للنشر والتوزيع.
وبقاؤه مخطوطا أفضل بلاشك من إخراجه محرفا (ممسوخا) كما تفضلت.
إلا أننا نلتمس العذر للشيخ د / ياسر المزروعي , وهو قارئ معروف , وقرأ بالقراءات على عدد من المشايخ , ولكنه أخطأ خطأ واضحا في إخراج هذا الكتاب للديواني بهذه الصورة.
والأخطاء واردة من الجميع وينبغي أن نهتم أكثر بتحقيق كتب التراث والعناية بها , وأن يعين بعضنا بعضا على ذلك برفق وأدب دون سخرية واستهزاء , خاصة إذا علمنا أن المحقق من أهل العلم وله جهد وبذل لخدمة القرآن وأهله , وهو بلاشك أخطأ من غير قصد , فينبغي أن نوضح الأخطاء , دون التعريض بالنوايا التي لا يعلمها إلا الله , فأنا أتفق معك في ملاحظاتك القيمة التي استفدت منها وعدلت نسختي بناء عليها , ولكن أختلف معك أخي الكريم في بعض التعليقات مثل:
)
فالرفق ما كان في شيئ إلا زانه , وكما قال تعالى: (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم)
والمسألة ليست مجاملات ولا مراعاة ألقاب , ولكن يختلف الأمر حين يكون المحقق مستشرقا وغرضه أن يسيئ إلى تراثنا ويعبث بكتب أهل العلم ويحرف تحريفا مقصودا , وبين أن يكون المحقق واحدا منا وهدفه نشر كتب التراث وخاصة القراءات ليستفيد منها المتخصصون , ويبذل جهودا مشكورة في طباعتها ونشرها وتوزيعها.
ولعلنا إذا نبهناه على الأخطاء بأسلوب حسن أن يعيد طباعة الكتاب مرة أخرى بصورة أفضل , وهذا هو الظن بمثل هذا الشيخ الفاضل.
أسأل الله أن يوفقنا جميعا للعلم النافع والعمل الصالح.
وجزاك الله خيرا مرة أخرى يا شيخ حازم على اهتمامك وغيرتك على كتب القراءات.
أخوك / أبوأسامة
الأخ الحبيب
جزاك الله خيرا على ردك وحسن أدبك، وإن كان يفهم من كلامك نفي ذلك عني.
لكن لعلك لو راجعت أولى مشاركاتي- في المقدمات- سترى أنني لم أهتم بمن حقق ولا بمن طبع أو نشر، ولكني تكلمت عن المطبوع المحقَّق- بفتح القاف الأولى- وعبرت عنه أحيانا بـ التحقيق، وذكرت أن ذلك لأني لا أتعامل مع الشخص بعينه فلست أعرفه أصلا- ونبهت إلى أن ذلك لا يضره- وذكرت أيضا أن من أسباب ذلك أنه قد يكون من قام بالتحقيق شخصا غير من ذكر اسمه على غلاف الكتاب.
ولا أتذكر أخي الكريم أين تعرضت أنا للنوايا!
وإذا كان هذا التحقيق منسوبا إلى الدكتور المزروع نسبة صحيحة، وكان هو في العلم كما تفضلت، فأين هذا العلم لم لم نره في التحقيق!
هذا أولا فيما يخص الدكتور المزروع!
والمكتوب اسمه على غلاف هذا الكتاب لا يخلو حاله من أحد أمرَين أمرَّين:
إما أن يكون هو المحقق الفعلي:
ويظهر من هذا الكتاب أن بينه وبين علم القراءات عموما وفن التحقيق ما بين الثرى والثريا، ويظهر منه أيضا أنه تشبع بما لم يعط ولبس أثواب زور: فقد كتب على الغلاف: ((جمع وتحقيق ودراسة)) وليقل لي من اطلع على الكتاب: أين الجمع وماذا يعني به؟
وليقل لي أيضا: أين الدراسة، وقد قدم للكتاب بصفحتين، وترجم للمصنف ترجمة رديئة في صفحتين ووصف النسخ في مثليهما، ووضع إسناده- زعم- إلى المؤلف في صفحة! وقبل ذلك كله وضع عنوانا داخليا للمنظومات في صفحة؛ فهذه 8 صفحات.
أهذه هي الدراسة؟
وعلى ذكر الإسناد والإجازة العامة- وقد طلبت فهمها حق الفهم من الإخوة هنا في الملتقى حتى لا أكون جائرا عليه- كيف يدلس على الناس بهذه الإجازة العامة التي لا تسمن ولا تغني من جوع؟!
أما التحقيق ففي هذا الموضوع ما يجيب عن السؤال: أين التحقيق؟
والأمرُ الأمرُّ الثاني:
أن يكون ذا علم ولكنه استحل أن ينسب لنفسه جهد غيره، ولم يسعفه الوقت بالقراءة واكتشاف البلاء! وفي هذا كذب على المسلمين ولبس ثوب زور أيضًا، وعلمه كان أحرى أن يصده عن هذا!
وأما ما نقلته من كلامي مما يشعر بالسخرية، فهي سخرية حقيقية، لكنها والله من العمل! لا من العامل كما ذكرت لك، وأنا أتخيل في بعضها معاني مضحكة، دلالة على أن من سمح لنفسه بتسويد هذا ينبغي إذا أحسنّا الظن به أن نقول: إنه لم يكن في وعيه.
وهي أيضا نفسة مصدور!!
ولكني أتساءل بحق وارجو أن تجيب علي: ما عذر الدكتور إن كان هو صاحب هذا الكتاب فعلا!
ما عذر محقق لكتاب في القراءات أن يجعل إسماعيل وقالون الراويين عن نافع يرويان عن ابن كثير؟ وما عذره أن يجعل يعقوب يجامع رويسًا؟ وما عذره أن يجعل ((سبحان)): ((سجنًا))؟ وما عذره أن يجعل الناظم يتكلم بعجمة لم يسمع بها من قبل: ((كشمس نهارٍا وجند أن)) ((ماكتانون)) ((أدجاتلا))!! وما عذره أن يجعل ((سُلَيم)): ((سَلِيمًا)) أي ملدوغا؟! وما عذره؟؟ وما عذره؟؟ وما عذره؟؟ وما عذره؟؟
وعلى كلٍّ، فأنا أعتذر لكم ولجميع رواد هذا الملتقى عما ظهر من كلامي مما قد تنبو عنه ألسنتكم وأقلامكم! وإن كنت بينت لكم وجهة نظري فيه.
وأما عن سؤالكم عن النقاط في هذه المواضع: 15 - 16 - 17 - 28 - 29 - 42 - 43 - 44 - 157 - 158 - 159 - 160 - 161 - 166 - 185 - 186 - 188 - 198:
فقد بينت في الموضوع أن بعض مواضع النقاط بسبب خلل في النسخة بسبب التآكل ورداءة الترميم، ومع ذلك فقد وضع المحقق أحيانا نقاطا والكلام واضح، ووضع كلاما وهو غير واضح في النسخة.
ولم أدع أني أعلم أهل الأرض بالقراءات، وفيما ذكرتم من المواضع كلمات تبينتها بفضل الله تعالى إما تبينا تاما، وإما تخمينا لعلمي المتواضع- بفضل الله- بالعروض وبالمنظومات القرآنية وبعلم القراءات في الجملة، والذي قطع شوطا في فن التحقيق يرزقه الله ملكة يتبين بها التصحيف والتحريف ويكتشفه بحاسة أشبه بالحاسة السادسة!
وإن اتسع الوقت صورت لكم الكتاب كاملا وبينت لكم بعض ما ظهر لي من هذه المواضع إن شاء الله تعالى.
وأولى من ذلك كله فإن في الملتقى أخا كريما لديه نسخة أخرى جيدة من نظم جمع الأصول، لعله إن سمح وقته أن يفيدنا بالمواضع المطموسة أو غير الواضحة وضوحا تاما.
وجزاكم الله خيرا.
¥