أما التلحين الموسيقي الذي ابتلي به بعض الناس ممن لا يُعتبرون من علماء التجويد ولا القراءات فلا يختلف في تحريمه؛ لأن الأداء الصحيح متوقف على مقدار معين في الحركات ومقادير الغنن والمدود، وكذلك التلحين يتعين له مقدار من الصوت لا يتم إلا به، فلا يمكن اجتماعهما في القرآن الكريم المنزل للإعجاز.
تحرير محل النزاع:
وقد حرر محل النزاع في هذه المسألة فقال:
وإن وقع خلاف بين العلماء في جواز القراءة بالألحان، على أن هذا الخلاف عند إمعان النظر مرتب لا مفرّع، وذلك أن القراءة بالألحان لا تخرج عن حالتين:
الحالة الأولى:
الألحان التي تسمح بها طبيعة الإنسان من غير تصنّع، وهذا ما يفعله أكثر الناس عند قراءة القرآن، فإن كل من تغنّى بالقرآن فإنه لا يخرج عن ذلك التلحين البسيط، وذلك جائز، وهو من التغني الممدوح المحمود، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: " ليس منا من لم يتغنّ بالقرآن "، وعلى هذه الحالة يحمل الحكم بالجواز والاستحباب.
الحالة الثانية:
الألحان المصنوعة والإيقاعات الموسيقائية التي لا تحصل إلا بالتعمّل والتمرين، ولها مقادير ونسب صوتية لا تتم إلا بها، فذلك لا يجوز، لأن أداء القرآن له مقاديره التجويدية المنقولة التي لا يمكن أن تتوافق مع مقادير قواعد تلك الألحان إلا على حساب الإخلال بقواعد التجويد، وذلك أمر ممنوع.
وخلص المحاضرُ من محاضرته إلى أمور:
1 - أن القراءة بالألحان ظهرت في القرن الثاني، وعدها علماء الإسلام بدعة.
2 - حكم القراءة بالألحان دائر بين المنع والجواز.
3 - الخلاف في القراءة بالألحان مفرع على مراعاة قواعد التجويد، فإن وافقها فجائز، وإن خالفها فممنوع.
4 - تحسين القراءة بالصوت أمر مستحب.
5 - أن واقع تلاوة الناس عامة وخاصة لا يخرج عن دائرة النغم، وإن لم يكن مطابقا لها.
التلحين الموسيقي الذي ابتلي به بعض الناس ممن لا يُعتبرون من علماء التجويد ولا القراءات فلا يختلف في تحريمه.
جزى الله الدكتور إبراهيم الدوسري خيراً على هذه المحاضرة القيمة التي وعد بأنه سوف يتممها ويخرجها في مؤلف تنشره الجمعية له بإذن الله.
وقد كانت هناك بعض المداخلات للحضور، يطلب فيها الحضور نماذج تطبيقية للمقامات وقراءة القرآن بها، غير أن الدكتور إبراهيم اعتذر عن تلبية ذلك. وكنت ممن طالب بالنماذج الصوتية لقراءة القرآن بهذه المقامات السبعة المشهورة (الحجاز، والصبا، والنهاوند، ... الخ) حتى يتبين لنا الفرق بين المقبول والممنوع منها، وأذكر أن في بعض المواقع نماذج صوتية لمثل هذه القراءات لعل أحدكم من أهل الخبرة بها ينقل لنا نماذج لكل مقام بصوت أحد المتقنين له من باب التعرف على هذه المقامات أولاً بغض النظر عن موقف الواحد منا منها.
ـــ الحواشي ــــــــ:
(1) حقق هذا الكتاب مرتين بواسطة د. عيسى الدريبي في مجلة الجمعية، وبواسطة الأخ مشعل المطيري. انظر هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showpost.php?p=77694&postcount=10).
ـ[ناصر الدوسري]ــــــــ[27 Oct 2009, 11:45 م]ـ
أشكر شيخنا الأستاذالدكتور/ إبراهيم الدوسري على ما أفاد به، وأشكر الأخ الفاضل الدكتور / عبد الرحمن على كتابة هذا التقرير والملخص لما دار في هذا اللقاء العلمي.
وستعلن الجمعية بإذن الله قريبا برنامجها لمثل هذه اللقاءات لأخذ مقترحات الإخوة في محاور هذه اللقاءات، لأن رأيكم يهم جمعيتكم.
كن مع تبيان لنشر هدى القرآن
ـ[د. إسلام المازني]ــــــــ[28 Oct 2009, 12:07 ص]ـ
بارك الله عليكم
بخصوص هذه الفقرة
"لأن الأداء الصحيح متوقف على مقدار معين في الحركات ومقادير الغنن والمدود، وكذلك التلحين يتعين له مقدار من الصوت لا يتم إلا به، فلا يمكن اجتماعهما في القرآن الكريم المنزل للإعجاز."
أحسبها تحتاج بسطا، ولابد من عرض نماذج وبيان الخلل الواقع فيها أو الموطن الذي سيختار القارئ فيه بين أن يراعي
التجويد أو المقام ليكون دليلا على أن فساد أحدهما لازم
لأن أهل اللحن من القراء المشهورين ينكرون التعارض، وقد لقيت أحد الحذاق يخطئ بعض الفقرات في المصحف المجود لأحد القراء الراحلين كنا نستمع إليه
ويقول أنه اضطر للتخفف من قواعد الصحة حتى في صحة نطق الحرف ليحفظ النغمة، وأظنها كانت تلاوة من سورة النحل
" وإذا بشر أحدهم بالأنثى" وما بعدها والله أعلم
وعلى العكس وجدت الأستاذ محمد العزاوي يقول أن الشيخ الحصري يقرأ بمقام كذا في بعض الأحيان وهو مقام لائق بصوته! وذكر مثالا وقلده فيه" وقال رجل مؤمن من ءال فرعون"
قالها في لقاء له مع الأستاذ محمد العوضي
وضايقني ذلك لعلمي بمبالغة الشباب في الأمر وأن هذا كلام
قد يزيد الإغراق في هذا، فقد باتوا يكتبون اسم السورة ومعها مقام كذا على اليوتيوب، وأسوأ من هذا أنه قال أن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم الموصوفة تتوافق مع مقام كذا واسمه كذا بالفارسي ومعناه رقم أربعة أو ما شابه-والحلقات موزعة على الشبكة وعلنية-
وسمعت في حلقة توثيقية عن حياة الشيخ الشحات أنور في ذكرى رحيله
أن الشيخ الشحات محمد أنور قال أنهم أوقفوا قبوله في الإذاعة حتى يدرس عامين في معهد الموسيقى علم المقامات
لهذا وغيره كثير أتمنى أن يتم التوسع في الموضوع
وقد قرأت في حوار سابق بشأن هذا الأمر
أن الإمام ابن رجب قال أن "أكثر السلف منع هذا وبعضهم جوزه"
فأرجو أن يتم البسط والتعيين لهذه المسألة التي تضايق حين أجد كلمة سورة كذا بمقام نهاوند للمنشاوي
وسورة كذا بمقام كذا
ولا حول ولا قوة إلا بالله
¥