ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Oct 2009, 05:06 م]ـ
أشكر أخي العزيز ضيف الله العامري على نقله القيم لرأي الشيخ الدكتور عبدالعزيز بن عبدالفتاح القارئ وفقه الله، من كتابه القيم (سُننُ القُرَّاء ومناهج المجوِّدِين)، وهو كتاب قيم حقاً أظن نسخه نفدت أو كادت من السوق، وقد سبق أن تمَّ التعريف به في إحدى حلقات برنامج التفسير المباشر ويمكن مشاهدة ذلك على هذا الرابط في موقع مشاهد ( http://www.mashahd.net/view_video.php?viewkey=989a90c6606580eac0fa).
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64aeaeceb27cef.jpg
وقد صنَّفه الدكتور عبدالعزيز ليكون متمماً لكتاب الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله (بدع القراء).
وقد راجعتُ قبل ذهابي لحضور محاضرة الدكتور إبراهيم الدوسري هذا الموضع من الكتاب للدكتور القارئ رغبةً في تذكر تفاصيل كلام العلماء في المسألة، وقد أجاد الشيخ ضيف الله بنقله جزاه الله خيراً.
ومن كلام الدكتور عبدالعزيز القارئ المتعلق بالموضوع كذلك ما ذكره في حاشية رقم (5) صفحة 100 وما بعدها تعليقاً على مسألة إجادة التلاوة وإتقانها بنغمة التحزين وتفاوت القراء في ذلك، مع بيان رأي الدكتور الشخصي في أداء بعض القراء المشهورين رحمهم الله. حيث قال وفقه الله:
(ومن أحسن من سمعته يتقن نغمة التحزين من قراء الإذاعات المنشاوي رحمه الله، وممن يتقن القراءة بالألحان مع المحافظة على الشروط المذكورة الشيخ محمد رفعت رحمه الله، ولصوته وقراءته تأثير عجيب على النفس ولعل سر ذلك في إتقانه، وفي صدقه وخشوعه، فهو يقرأ من قلبه لا من حنجرته كما هو شأن أكثر قراء الإذاعات، لا يجاوز القرآن حناجرهم.
وممن يرتل دون أن يلتزم بالألحان محمود خليل الحصري فترتيله مناسب للمتعلمين المبتدئين.
ومنهم عبدالباسط عبدالصمد فإنه مع جمال صوته لا يتقن الألحان.
وممن يتكلف الألحان ويبالغ في ذلك حتى يكاد أن يخل أحياناً بالشروط مصطفى إسماعيل، وأسوأُ منه في ذلك أبو العينين شعيشع، وأسوأ منهما الطبلاوي فإنه يخل كثيراً بقواعد الأداء وبالحروف، خاصة الراء.
وأما أشنع مثال على التطريب المذموم المجمع على تحريمه فما سمعته من شريطٍ لِدَعِيٍّ يُسمى عنتر آتاه الله صوتاً خلاباً، وجهلاً فادحاً بالتجويد، وجرأة بالغة على اللعب بالقرآن، وقد سمعتُ شيخ المقارئ المصرية السابق العلامة الشيخ عامر بن السيد عثمان المدفون ببقيع الغرقد - رحمه الله - سمعته يفتي بقتله إذا لم يتب.
وإنما مثلت بقراء الإذاعات لشهرتهم، وسماع الناس لأصواتهم وانتشار ذلك بينهم).
كما استطرد الدكتور عبدالعزيز القارئ في تعليقٍ له على من يغلق باب القراءة بالألحان المحمودة فقال في حاشية رقم (2) ص 102:
(إنَّ أسلوب سَدِّ الأبواب لا نراه مفيداً، خاصة في زماننا هذا، فقد اشتدت حاجة الناس فيه إلى البديل الشرعي الذي يستغنون به عن مزمار الشيطان الذي استفحل أمره وانتشر، فهل من الحكمة أنه بينما يقف العلماء عاجزين عن إزالة هذا المنكر الذي فتن به كثير من الناس، يغلقون باباً شرعياً أتاحه الشارع الحكيم؟
إنَّ التشديد في مسألة القراءة بالألحان وتحريمه على القراء، كان من نتائجه عندنا إعراض طلبة العلم - أعني الحفاظ منهم - عن إجادة الترنم، وتحبير التغني، حتى يحركوا به القلوب، فتصدر للقراءة - خاصة في المحاريب - من لم يتقن ذلك، فلم يحركوا القلوب، بل أتعبوا السامعين وعذبوهم، وبعض الأصوات (المتصدرة) أصوات مبتدئين لم تصقل مواهبهم، ولم تُحبَّر تلاوتهم. وأعجب من ذلك أن التشديد فَرَّخَ تشديداً آخر، فوُجد من طلبة العلم من يَعُدُّ قواعد الأداء والتجويد بدعةً، فإذا كان التجويد بدعةً، والقراءةُ بالألحان بدعةَ فأعان الله السامعين).
ـ[محمد بن مزهر]ــــــــ[30 Oct 2009, 09:26 م]ـ
* كان الدكتور إبراهيم متحرجا من الجانب التطبيقي للألحان بشكل واضح وهي التي كانت ستزيد الموضوع بيانا.
* أتمنى من الدكتور عبدالرحمن أن يطرح هذا الموضوع بشكل أوسع في الجمعية أو في مركز تفسير بحيث يخصص له أكثر من جلسة ويكون بإضافة الاختصاصيين في المقامات مع أهل الأداء؛ لأني لم أقتنع بقول الدكتور إبراهيم لما قال: إن تطبيق المقامات يلزم منه الإخلال بقواعد التجويد. فالمنشاوي وهو ممن يشير إليه الدكتور إبراهيم من أرباب هذا الفن تطبيقا وأداؤه في قمة الإتقان وغيره.
*أيضا لا يسلَّم للدكتور أن إبراز المعنى ممكن بغير معرفة هذا العلم (أي مطلقا)؛ لأن هذا العلم يكاد المعنى يكون هو الأساس المقصود فيه _أعني عند من يرى تعلمه لأجل القرآن_وقد أشار الدكتور إلى تميز الشيخ محمد رفعت في كتاب إبراز المعاني وهو من أبرز مطبقي علم المقامات في القراءة.
وجزى الله الشيخ إبراهيم خيرا على تلك المحاضرة الرائعة فقد أجاد فيها وأفاد نفعنا الله بعلمه.
¥