ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[30 Oct 2009, 10:38 م]ـ
ترانيم قرانية
برنامج علمي تطبيقي منوع يهدف إلى التعريف بعلم الأداء الصوتي على فضائية الشارقة
وقت البرنامج: يوم الجمعة من الساعة 6:15 وحتى الساعة 7:10 مساءا بتوقيت دولة الإمارات
مدة البرنامج: 45 دقيقة
ضيوف البرنامج الدائمون والشيخ عبدالله السبعاوي والشيخ المعتصم بالله العسلي والشيخ عبدالرزاق الدليمي ونخبة آخرون من المتخصصين في مجال الصوتيات
التعريف بالبرنامج
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن التغني بالقرآن مشروع، وفي ذلك أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، منها: ما رواه البخاري و مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن". ومنها ما رواه البخاري و مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما أذن الله ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن" ومنها: ما رواه أحمد و أبو داود و النسائي و ابن ماجه و الدارمي عن البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "زينوا القرآن بأصواتكم" ومنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما سمع أبا موسى الأشعري يقرأ القرآن ويتغنى به ويحبره، قال: "لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود" رواه البخاري و مسلم.
ولكن لا يتجاوز بالتغني بالقرآن حتى يصير كألحان الأغاني، وقد كره ذلك السلف.
أما بالنسبة لقول الناس بعد المقرئ: ((الله)) فإنه ليس من هدي السلف، بل فيه عدم تعظيم للقرآن، لأن المسلم مطلوب منه حين قراءة القرآن أن ينصت ويتدبر، قال تعالى: (فإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون) [الأعراف:204] وقال سبحانه: (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب) [ص:29] وقال تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) [محمد:24] وهذا العمل ينافي ذلك.
فالنفوس فطرت على حب الصوت الحسن , وليس هناك أذن لا تحب الصوت الحسن وليس هناك قلب لا يهتز للصوت الحسن، ومن أنكر على الناس ميلهم لهذا فهو إنما ينكر عليهم فطرتهم
"قال الشيخ بن باز رحمه الله تعالى: جاء في السنة الصحيحة الحث على التغني بالقرآن، يعني تحسين الصوت به، وليس معناه أن يأتي به كالغناء، وإنما المعنى تحسين الصوت بالتلاوة، ومنه الحديث الصحيح: (مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ يَجْهَرُ بِهِ) وحديث: (لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ، يَجْهَرُ بِهِ) ومعناه: تحسين الصوت بذلك كما تقدم.
والتغني: الجهر به مع تحسين الصوت والخشوع فيه، حتى يحرك القلوب، لأن المقصود تحريك القلوب بهذا القرآن، حتى تخشع، وحتى تطمئن، وحتى تستفيد، ومن هذا قصة أبي موسى الأشعري رضي الله عنه لما مر عليه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ، فجعل يستمع له عليه الصلاة والسلام، وقال: (لَقَدْ أُوتِيتَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ) فلما جاء أبو موسى أخبره النبي عليه الصلاة والسلام بذلك، قال أبو موسى: لو علمت يا رسول الله أنك تستمع إليّ لحبرته لك تحبيراً. ولم ينكر عليه النبي عليه الصلاة والسلام ذلك، فدل على أن تحبير الصوت وتحسين الصوت والعناية بالقراءة أمر مطلوب، ليخشع القارئ والمستمع، ويستفيد هذا وهذا
وكما لا يستطيع من ينظم قصيدة موزونة أن يخرج عن بحور الشعر فكذلك كل من أراد أن (يتغنى) بالقرآن لا يستطيع أن يخرج عن المقامات الصوتية وقواعدها شاء أم أبى
وكل قارئ حسن الصوت يتغنى بقراءته للقرآن لا بد أن يكون (لحنه) راجعاً لمقام من هذه المقامات السبعة الأساسية المعروفة: الصبا، والنهاوند، والعجم، والبيات، والسيكا، والحجاز، والرست، والتي جمعها بعضهم بقوله صنع بسحر فهي قواعد صوتية لا يخرج صوت ولا إهتزاز في حنجرة الإنسان إلا طبقا لهذه القواعد
وإذا حللنا قراءة أي قارئ للقرآن، فإننا سنجد بأن تلاوته تعود لمقام من المقامات السبعة الرئيسية أو فروعها سواءا علم القاريء أم لم يعلم
¥