تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وبعد ذالكـ، يقول ?لزرقاني: «يقولون إن كثيرا من ?لمتعلمين لَا يحفظون ?لقرآن ولَا يُحسنون قراءته في ?لمصحف لعدم معرفتهم ?لرسم ?لعثماني. فلماذا نتقيد بهذا ?لرسم ولَا نكتب ?لمصاحف ?ليوم باصطلَاح ?لكتابة ?لمعروف، تسهيلًا على ?لناشئة وتيسيرا على ?لناس؟ و?لجواب: أولًا، أن للعلماء آراء في ذلك بالجواز، بل قال بعضهم -وهو ?لعز بن عبد ?لسلَام- بوجوب كتابة ?لمصحف للعامة باصطلاح كتابتهم ?لحديث خشية ?لِالتباس، كما يجب كتابته بالرسم ?لعثماني محافظة على هذا ?لتراث ?لعزيز [31]. [ ... ]؛ ثانيا، أن في ?لرسم ?لعثماني مزايا وفوائد، ذكرناها سابقا [32]؛ ثالثا، أن مذهب ?لجمهور قائم على أدلة متوافرة على وجوب ?لتزام هذا ?لرسم عندهم [33]. [ ... ]. رابعا، أن مصطلح ?لخط و?لكتابة في عصرنا عُرْضَة للتغيير و?لتبديل. ومن ?لمبالغة في قداسة ?لقرآن حمايته من ?لتغيير و?لتبديل في رسمه [34]. خامسا، أن إخضاع ?لمصحف لمصطلحات ?لخط ?لحديثة ربما يَجُرُّ إلى فتنة أشبه بالفتنة ?لتي حدثت أيام عثمان وحملته على أن يجمع ?لقرآن. فربما يقول بعض ?لناس لبعض أو بعض ?لشعوب لبعض عند ?ختلَاف قواعدهم في رسم ?لمصحف: رسمي خيرٌ من رسمك أو مُصحفي خير من مصحفك، أو رسمي صواب ورسمك خطأ. وقد يجر ذلك إلى أن يُؤَثِّم بعضهم بعضا أو يقاتل بعضهم بعضا. ومن ?لمقرر أن درء ?لمفاسد مُقَدَّمٌ على جلب ?لمصالح [35]. سادسا، أن ?لرسم ?لعثماني أشبه بالرسم ?لعام ?لذي يجمع ?لْأمة على كتابة كتاب رَبِّها في سائر ?لْأعصار و?لْأمصار كاللغة ?لعربية، فإنها ?للسان ?لعام ?لذي يجمع ?لْأمة على قراءة كتاب رَبِّها في سائر ?لْأعصار و?لْأمصار [36]. وما يكون لنا أن نُفَرِّط في أمر هذا شأنه يجمع ?لشتات ويَنْظِم ?لْأمة في سلك واحد لَا فرق بين ماض وحاضر وآت [37]. سابعا، أنه يمكن تسهيل ?لقراءة على ?لناس بإذاعة ?لقرآن كثيرا إذاعةً مضبوطةً دقيقة وبإذاعة من ?لتجويد في ?لمدارس وفي أوساط ?لمتعلمين [38]. وأخيرًا، يمكن -كما قالت مجلة ?لْأزهر- أن نُنَبِّه في ذيل كل صفحة من صفحات ?لمصحف على ما يكون فيها من ?لكلمات ?لمخالفة للرسم ?لمعروف و?لِاصطلَاح ?لمألوف، لَا سيما أن رسم ?لمصاحف ?لعثمانية لَا يُخالف قواعدنا في ?لخط و?لْإملَاء إلَّا قليلًا وفي كلمات معدودة، أضف إلى ذلك أن ?لفرق بين ?لرسمَيْن لَا يُوقِع ?لقارىء ?ليَقِظ في لَبْس عند تأمله وإمعانه غالبا [39]. ولقد مرت على ?لْأمة أجيال وقرون، وما شعرت بِغَضاضةٍ في ?لتزامها ?لرسم ?لعثماني. على أن ?لمُعَوَّل عليه أولًا وقبل كل شيء هو ?لتلقي من صدور ?لرجال. وبالتلقي يذهب ?لغموض من ?لرسم كائنا ما كان [40]. وليس بعد ?لْعِيَان بيانٌ» [41].

وفي أعقاب ذالك كله، يأتي صبحي ?لصالح -رحمه ?للَّاهُ- فيقول: «و?حترام ?لرسم ?لعثماني و?ستحسان ?لتزامه يختلف ?ختلَافًا جوهريا عن ?لقول بالتوقيف فيه. فقد تضافرت آراء ?لعلماء على ضرورة ?لتزام هذا ?لرسم حتى قال ?لْإمام أحمد بن حنبل "تَحْرُم مخالفة خط مصحف عثمان في واو أو ألف أو ياء أو غير ذلك"، وسُئِل ?لْإمام مالك: أرأيت من ?ستكتب مُصحفا، أترى أن يكتب على ما ?ستحدثه ?لناس من ?لهجاء ?ليوم؟ فقال:"لَا أرى ذلك، ولكن يكتب على ?لكِتْبة ?لْأولى". ورُوِي في فقه ?لشافعية و?لحنفية أقوال من هذا ?لقبيل. ولكن أحدًا من هؤلَاء ?لْأئمة لم يَقُل: إن هذا ?لرسم توقيفي، ولَا سِرٌّ أزلي، وإنما رأوا في ?لتزامه ضربا من ?تحاد ?لكلمة و?عتصام ?لْأمة بشعار واحد، و?صطلَاح واحد، ... » [42]. ويُضيف صبحي ?لصالح: «على أن من ?لعلماء من لم يكتف بإباحة مخالفة ?لرسم ?لعثماني، بل صَرَّح فوق ذلك بأنه ?صطلَاحي، ولَا يُعقل أن يكون توقيفيا.». ويَذكُر –رحمه ?للَّاه- على رأس هؤلَاء ?لعلماء ?لباقلَاني، فيُعَقِّب على نصه ?لسالف بقوله: «وإن رأي ?لقاضي أبي بكر هذا لجدير بأن يُؤخَذ به، وحُجته ظاهرة ونظره بعيد. فهو لم يَخلط بين عاطفة ?لْإجلَال للسلف وبين ?لتماس ?لبرهان على قضية دينية تتعلق برسم كتاب ?لله. أما ?لذين ذهبوا إلى أن ?لرسم ?لقرآني توقيفي أزلي، فقد ?حتكموا في ذلك إلى عواطفهم، و?ستسلموا ?ستسلَاما شِعْريًّا صُوفيًّا إلى مَذَاويقهم ومَوَاجيدهم، و?لْأذواق نسبية، لَا دخل لها في ?لدين، ولَا يُستنبط منها حقيقة شرعية.». وينتهي صبحي

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير