ومن أجل ذالكـ، فإنه قد صار يتعين ?لْآن -لو أمكن لعلماء ?لمسلمين أن يفقهوا مدى أهمية هذا ?لْأمر في تيسير وحفظ كتاب ?للَّاهِ تعالى- أن تتم كتابة نص ?لقرآن ?لكريم على ?لنحو ?لتالي:
??لفاتحة:
(1) بِـ?سم ?للَّاهِ، ?لرحمان، ?لرحيم.
(2) ?لحمدُ لِلَّاهِ، رب ?لعالمين،
(3) ?لرحمان، ?لرحيم،
(4) ملكـ يوم ?لدين؛
(5) إياكـ نعبد وإِياكـ نستعين؛
(6) ?هدنا ?لصراطَ ?لمستقيمَ،
(7) صراطَ ?للذين أنعمت عليهم، غيرِ ?لمغضوب عليهم ولَا ?لضالين.?؛
وإلى أن يُيَسِّر ?للَّاهُ -عز وجل- ?لقيام بذالكـ، لَا يسع ?لمرءَ إلَّا أن يؤكد أن ?لدعوة إلى تنميط (أو تَقْيِيس) كتابة ?لقرآن ?لكريم وَفْقَ ما تقتضيه ?لكتابة ?لمعيارية أمرٌ تُوجبه خدمة كتاب ?للَّاهِ بكل ما يجعله كتابا مُيَسَّرا لِلذِّكر كما قضى رب ?لعالمين، ويسمحُ به أيضا عملُ سلفِ ?لْأمة ?للذين ما فَتِئوا يُدخلون على نص ?لقرآن كل ?لتحسينات ?للتي يقتضيها تطور حاجات ?لمسلمين. وإن هذا ?لْأمر قد صار واحدا من ?لْإصلَاحات ?لمستعجلة ?للتي تستدعي من علماء ?لمسلمين أن يقفوا عندها على نحو علمي، بعيدا عن كل ?لِاعتقادات ?لواهية و?لمخاوف ?لزائفة ?للتي دفعت في ?لماضي، كما يُمكنها أن تدفع في حاضرنا، بعض ?لناس -ولو بِحُسْنِ نِيَّةٍ وشيء من ?لْإيمان- إلى حفظ رسم يُفْقِدُ لُغَةَ ?لقرآن ?لكريم ?تِّسَاقَها ?لكتابيَّ وقُوَّتَها ?لخِطابيةَ، وهما ?لْأمران ?للذان من دونهما يَفقد ?للِّسانُ ?لعربي نفسُه أساسَه ?لبياني وسلَاستَه ?لتعليمية، كما هو حاصل ?لْآن بين ?لعرب و?لمسلمين ?للذين يَنْدُر بينهم من يُجيد هذا ?للسان على ?لنحو ?للذي ?سْتُعْمِل به في نص ?لقرآن ?لكريم.
واللَّاه أعلم. إنه نعم ?لمولى ونعم ?لنصير.
ــــ الحواشي: ــــــــــ
[1] أحمد ?لأخضر غزال، ?لحلول ?لتقنية لمشاكل ?لكتابة ?لعربية، طبع معهد ?لدراسات و?لأبحاث للتعريب-?لرباط، نشرات ?لباب، (1994)، ص.7.
[2] طه عبد ?لرحمن، روح ?لحداثة: ?لمدخل إلى تأسيس ?لحداثة ?لْإسلَامية، ص.193، ?لمركز ?لثقافي ?لعربي، بيروت/?لدار البيضاء، ط1، 2006.
[3] يُبَالغ، بهذا ?لخصوص، كثير من ?لباحثين بين ?لمستشرقين خاصةً إذ يظنون أن خُلُوّ ?لتدوين ?لْأول من نُقَط ?لْإعجام يصلح سببًا لتأكيد وجود تطور حقيقي في ?ستواء "?لقرآن" كنص مكتمل. ذالكـ بأن هذا ?لْأمر يرتبط، في ?لواقع، بجملة من ?لمُحدِّدات (?لسماع، ?لحفظ، ?لتأليف ?لتركيبي و?لدلَالي) ?للتي تجعل مثل ذالكـ ?لِاحتمال ظنا بعيدا. وحتى لو صدق، فإنه لَا يصح إلَّا بالنسبة إلى بعض ?لْألفاظ ?لقليلة ?للتي لَا تشتبه إلَّا على عامة ?لناس.
[4] اُنظر: صحيح ?لبخاري، كتاب فضائل ?لقرآن، ?لباب ?لسابع، ?لحديث رقم 4997 وكذا 4998.
[5] ?لمصدر نفسه، كتاب فضائل ?لقرآن، ?لباب ?لثامن: ?لقراء من أصحاب ?لنبي صلى ?لله عليه وسلم، ?لحديثان 5003 و5004.
[6] ?لمصدر نفسه، كتاب فضائل ?لقرآن، ?لباب الرابع، ?لحديث رقم 4989، وكذا 4990.
[7] ?لمصدر نفسه، كتاب فضائل ?لقرآن، ?لباب ?لثالث، باب جمع ?لقرآن، ?لحديث رقم 4986.
[8] ?لمصدر نفسه، كتاب فضائل ?لقرآن، ?لباب ?لثالث، باب جمع ?لقرآن، ?لحديث رقم 4987.
[9] كما فعل ذالكـ، في ?لماضي، ?بن ?لبناء ?لمراكشي في "عنوان ?لدليل من مرسوم ?لتنزيل"، وتابعه ?لزركشي في "?لبرهان في علوم ?لقرآن"؛ وكما نجده، بالخصوص، عند ?لشيخ عبد ?لعزيز ?لدباغ في "?لْإبريز"؛ أو أيضا في ?لعصر ?لحاضر عند: ?لتهامي ?لراجي ?لهاشمي في "?لقراءات ?لمتواترة و?لرسم ?لقرآني"، درس حسني، 1419هـ/1999م؛ وأيضا محمد شملول في "إعجاز رسم ?لقرءان وإعجاز ?لتلَاوة"، تقديم ?لشيخ علي جمعة مفتي ?لديار ?لمصرية، دار ?لسلَام للطباعة و?لنشر،1427هـ/2006م.
[10] اُنظر: صحيح ?لبخاري، كتاب فضائل ?لقرآن، ?لباب ?لثالث (باب جمع ?لقرآن)، ?لحديث 4986. وقارن به ما عند ?بن أبي داود ?لسجستاني، كتاب ?لمصاحف، تحقيق د. محب ?لدين عبد ?لسبحان واعظ، دار ?لبشائر ?لْإسلَامية، ط2، 1423هـ/2002م، ص.163، وما بعدها.
[11] ?لمصدر نفسه، الحديث 4987، ?لتشديد من طرفنا.
[12] ?لمصدر نفسه، ?لحديث 4984. و?نظر أيضا صحيح مسلم، كتاب فضائل ?لصحابة، ?لحديث 2464 وما يليه.
¥