ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[30 Oct 2009, 07:28 م]ـ
هذه مقالة بعنوان (حداثةُ ?لقرآن: إشكالُ ?لرسم ?لعثماني وضرورةُ تنميط ?لكتابة ?لقرآنية) للباحث عبد الجليل الكور، منشورة بموقع الملتقى الفكري للإبداع. وقد قدم لها الموقع بقوله (ملاحظة: إن نشر هذا المقال لا يعني تبني هيئة تحرير الموقع ما يدعو إليه الكاتب، إنما ينشر في سياق ما ينشره الموقع من أفكار تستحق النقاش والحوار).
وقد رأيتُ بعد قراءتها نقلها للزملاء في ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه ليطلعوا عليه أولاً، ويعرفوا ما يستجد من دعوات حول إعادة كتابة القرآن بغير الرسم العثماني ثم ليناقشوا ما ورد فيها ثانياً باعتبارهم المعنيين بببيان الصواب في مثل هذه المسائل. [/ url] .
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ الدكتور / عبد الرحمن الشهرى، حفظه الله تعالى
السلا م عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد
قرأت المقال المنقول بتدقيق شديد (المتن وهوامشه جميعا)، ووعيت كل ما جاء فيه، ووجدت أن أهم ما اشتمل عليه تمثله الفقرات التالى ذكرها والتى يجب أن ننتبه اليها جيدا ونعطيها حقها من الأهمية والاعتبار:
ومن ?لمتواتر، أيضا، أن "?لقرآن" قد جُمع كتابةً، أولًا، من طرف كُتَّاب ?لوحي بأمر وتلقين من رسول ?للَّاهِ
أنه (رسم المصحف) توقيفي لَا تجوز مخالفتُه، وذلك مذهب ?لجمهور. و?ستدلوا بأن ?لنبي -صلى ?لله عليه وسلم- كان له كُتَّابٌ يكتبون ?لوحي، وقد كتبوا ?لقرآن فِعْلًا بهذا ?لرسم وأَقَرَّهُم ?لرسول على كتابتهم. ومضى عهده -صلى ?لله عليه وسلم- و?لقرآن على هذه ?لكِتْبَة لم يحدث فيه تغيير ولَا تبديل،. [ ... ]؛ ومُلَخَّصُ هذا ?لدليل أن رسم ?لمصاحف ?لعثمانية ظَفِرَ بأُمور كل واحد منها يجعله جديرًا بالتقدير ووُجوب ?لِاتباع. تلك ?لْأمور هي إقرار ?لرسول صلى ?لله عليه وسلم عليه، وأمره بدستوره. وإجماع ?لصحابة -وكانوا أكثر من ?ثني عشر ألف صحابي- عليه، ثم إجماع ?لْأمة عليه بعد ذلك في عهد ?لتابعين و?لْأئمة ?لمجتهدين
ثانيا، أن ما ?دَّعاه من أنه ليس في نصوص ?لسنة ما يُوجِب ذلك ويَدُلُّ عليه مردودٌ بما سبق من إقرار ?لرسول كُتَّاب ?لوحي على هذا ?لرسم، ومِنْهم زيد بن ثابت ?لذي كتب ?لمصحف لِأبي بكر وكتب ?لمصاحف لعثمان
وعليه أرى أن خط المصحف الشريف توقيفى لا تجوز مخالفته فى طباعة المصاحف
كما يجب التنبيه الى أمر خطير لا يصح اغفاله: ان تعليل بعض ظواهر الرسم القرآنى بارجاعها الى خطأ الصحابة - رضى الله عنهم - لكونهم لم يكونوا متقنين لصناعة الكتابة كما قال الباقلانى وابن خلدون، أقول: هذا الاتجاه ظاهر البطلان من أكثر من وجه:
فهو أولا يتعارض مع ما وعد الله تعالى به من حفظ كتابه فى قوله جل وعلا: " انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحفظون " ولا يعقل أن يحافظ الله عز وجل على ألفاظ يوصف رسمها بأنه خطأ!!
كما أنه من جهة أخرى يوجد ما يدل على خلافه من كون كتبة الوحى لم يرسموا شيئا الا على أصل وقصد، وتأملوا هذا السر العجيب على سبيل المثال فحسب:
كل (امرأة) وردت فى القرآن مضافة الى زوجها فانها تكتب بتاء مفتوحة هكذا (امرأت)، أما فيما عدا ذلك فانها تكتب بتاء مربوطة على الأصل!!
وهكذا يهدينا التدبر الى وجود علل دقيقة وأسرار خفية تكمن وراء رسم المصحف الشريف، وهذه العلل والأسرار انما ندركها بالبحث والاستقراء وليس برفض توقيفية الرسم
وكما قلت فهذا مثال واحد، والا فالأمثلة كثيرة، وتوجد كتب مخصوصة قد رصدت أمثال هذه الظواهر وكشفت عن اعجاز متحقق فى الرسم بحد ذاته، ومنها كتاب قدم له وأثنى عليه فضيلة مفتى الديار المصرية الأستاذ الدكتور على جمعة
ثم تأملوا معى فى الفكرة التالية:
ان كان الرسم توقيفيا: كان اتباعنا له ألزم
وان كان اصطلاحا من الصحابة: كان عملنا به أحق!!
فعلى كلا القولين يلزمنا اتباعه!!
وأقول: هذه الفكرة ليست الا افتراضا محضا، والا فانى على يقين من القول الأول (كونه توقيفيا)
وأخيرا شيخنا الفاضل مع علمى بأن فضيلتكم ربما تميل الى رأى صاحب المقال الذى نقلته لنا، ولكنى أتفهم أن اختلاف الآراء أمر وارد، ولا يؤثر أدنى تأثير فيما نكنه لفضيلتكم من احترام وتقدير
شكر الله لكم على النقل، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
¥