ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[30 Oct 2009, 10:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى أله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مع حبي واحترامي وتقدير لشخصكم الكريم أخي عبد الرحمن الشهري، إلا أنني أجد البحث الذي أوردتموه سالفا بما فيه من شبهات أوهن من بيت العنكبوت؛
وقد أجاب الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد في كتابه رسم المصحف دراسة لغوية وتاريخية عن الكثير من هذه الشبهات، ووضع خمس قواعد لدراسة ظواهر الرسم منها استبعاد فكرة الخطأ أو جهل الكُتّاب بالرسم ...
وإذا كانت دراسة الأستاذ الدكتور غانم اعتمدت على الجانب اللغوي والتاريخي، فإن الحق في المسألة ما يخبر عنه الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:
(بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ* فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ) (البروج:21 - 22)، فهذا الكتاب الكريم مثبت في اللوح المحفوظ بلسان عربي، ورسمه نفس الرسم الذي كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم.
ولتقريب هذه المسألة أضرب مثلا ولله سبحانه وتعالى وكلامه المثل الأعلى
ألا ترانا نجمع في السي دي أو الديفيدي آلاف الكتب العربية، فهي مثبتة في السي دي باللغة العربية لكن أسلوب إثباتها بطريقة حرق مسارات معينة منها ما هو طويل وقصير لتشكل لغة البرمجة صفر وواحد.
وهنالك بعض الآثار تدل صراحة على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا نزل عليه النجم من القرآن دعا بعض الصحابة فيكتب ما يقول ثم يقول له النبي صلى الله عليه وسلم ردّه علي فإذا كان فيه سقط أقامه، ---ومعلوم أن السقط قد يكون في عدم إثبات كلمة أو الخطأ في إثباتها-- ثم نخرج به إلى الناس ...
ثم وصف الله تعالى لكتابه الكريم بـ كتاب، مع أن النازل على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قرآن، أليس يدل ذلك على أن كتابته توقيف من الله تعالى
وهذا الأثر الذي حاول الباحث أن يغمز فيه بالقرآن حين قال لم يجد آخر التوبة إلى عند خزيمة بن ثابت الأنصاري، ألم يجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادة هذا الرجل بشهادتين؟؟؟؟
ثم لم يكن اعتماد سيدنا زيد رضي الله عنه في الجمع الأول على شاهدين من الرجال، بل على نوعين من الشهادة، شهادة كتابية (صحيفة كتب فيها القرآن) ورجلان يشهدان على أن ما في هذه الصحيفة قد كتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لذلك كان سيدنا زيد إذا وصل إلى آيات كتبها أحد وسافر يترك فراغا بقدر الآيات حتى يعود المسافر من سفره فيأتي بالذي كتبه بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، ويأتي بالشهود على ذلك.
أما أمر اختلاف الصحابة في الجمع الثاني في التابوت أو التابوه، فهذا محلّ نظر وقد قرأت في بعض المخطوطات في العراق وأنا أبحث في موضوع رسالتي للدكتوراه ما تشير إلى أن هذه الكلمة التابوت قد أصابها شيء من الرطوبة فتفشى الحبر في آخر حرف وهو التاء. هذا من جانب ومن جانب آخر وهو الأدق ألم يؤخذ الوقف فيها عن النبي صلى الله عليه وسلم، أليس الوقوف عليها إذا رسمت بالتاء المربوطة يكون بالهاء الخالصة، وإذا رسمت بالتاء المبسوطة بالتاء الخالصة، أليس الله تعالى تكفّل بحفظ كتابه، هل للصابة يد في أي قراءة وبأي أسلوب.
ثم أخي الحبيب ألم تتنبّه إلى كيفية رسم لفظ الجلالة في كلام الباحث ورسم الكاف المتطرفة، هذا الباحث لم يكن بدعا في هذا الأمر فقد سبقه كثيرون وردّ عليهم العلماء بالوجه الحق، ظهر في السابق من يدعون إلى رسم الكلام العربي بحروف مقطّعة محتجين بأن أشكال الحرف تكثر في ترابط الكلام العربي، فإذا رسم بحروف مقطعة أخذ كل حرف صورة واحدة؛ فعلى قولهم إن قلت جاء الرجل تكتب: ج ا ء ال ر ج ل
وهناك الكثير الكثير في هذه المسائل
أما ما أورده ابن خلدون في مقدمته عن رسم المصحف الشريف فلا يعوّل عليه في شيء، وقد قرأت كتابه مرات عدّة وما كان إلا يأخذ من كل علم بطرف دون أن يتحقق بما يأخذ. ولعل عبارتي الآتيه ستغضب البعض منّي إلا أنني في دفاعي عن كتاب الله لا أخشى لومة لائم، فهذا ابن خلدون الذي يعدّه أصحاب علم الاجتماع عالما ومحققا ما هو إلا حاطب ليل، إقرأ أخي الحبيب إن شئت النسخ القديمة من مقدمته، وانظر إلى علم السيمياء وخارطة العالم السبتي وما حوته، ثم اقرأ عن البَعَّاجين في مقدّمته ...
وأقترح عليكم عقد مؤتمر عالمي حول رسم المصحف الشريف يشارك فيه علماء محققون، فيجمعون رأيهم بالحجة والبرهان اليقين ليكون فيصلا للحق عن الباطل فينشر في جميع الجامعات التي تعنى بأمور الدين الإسلامي. وأنتم لذلك الأهل.
وتأمل أخي الحبيب قول الله تعالى: (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ) (القيامة:17)، هل الجمع في هذه الآية مخصوص بالجمع في الصدر أم اللفظ عام، وكذلك قرآنه.
والله سبحانه وتعالى الموفق والهادي إلى سواء السبيل
¥