ـ[أبو هاني]ــــــــ[30 Oct 2009, 10:40 م]ـ
السلام عليكم أهل القرآن ورحمة الله وبركاته
هذه نقطة لا تمس كتابة المصحف نفسها بل تتناول عمل النُّقَّاط
في رأيي أن الصور الإملائية المغايرة للعُرف الكتابي الحادث بعد نسخ مصاحف عثمان اتسعت الشقة بينها وبين الكتابة المتعارف عليها بما وضعه النقاط من توزيع للهمزات بصورة خاصة توزيعا لا يقوم على فهم الأسس التي اتبعها زيد بن ثابت ومن معه في الكتابة، ولعل النقاط من أهل المغرب والأندلس كانت رواية ورش مرشدا لهم في التعامل مع رسم صورة الهمزة، فلقيت منهم توزيعا انتقائيا وغير مطّرد، وهذا مما جعل كتابة المصحف تحتاج إلى كتب تشرح الصور المغايرة للمألوف في الكتابة العادية.
لعل الاتجاه إلى النظر فيما سبق يضيق الفجوة بين رسم المصحف وكتابة ما سواه.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[31 Oct 2009, 01:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أخي الحبيب أبو هاني
إن كل ما أضيف للمصحف من نقط أوغيره من العلامات الأخرى لم يمس بنيان الأحرف في شيء فلم يزد أحد في القرآن الكريم حرفا ولم ينقص حرفا، حتى النبرة في الرسم.
فكيان الأحرف ذاتها لم يمس وحوفظ على قدسيته منذ نزول القرآن الكريم إلى يومنا الحاضر.
أما قولكم: (وهذا مما جعل كتابة المصحف تحتاج إلى كتب تشرح الصور المغايرة للمألوف في الكتابة العادية) فأرى أن الصحّة بمنأى عنه، ذلك أن العرب لها ثلاثة أساليب في الخط:
الخط العروضي؛ وهو ما وافق فيه الرسم اللفظ تماما.
والخط الإملائي: وهو ما وافق فيه الرسم اللفظ في الغالب؛ فعندما نقول عمرو، تأتي الواو هنا للدلالة على حركة العين والميم عَمْر، وغير صحيح أن تلفظ الواو في النطق ...
والخط المصحفي، وإن نسب شهرة إلى سيدنا عثمان رضي الله عنه إلا أنه الخط الذي كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، ولست أتحدث عن أنواع الخط من رقعة ونسخ وكوفي .... بل عن هيكليّة بناء الكلمات القرآنية.
وهذه الأساليب الثلاثة في الرسم لا يقاس أحدها على الآخر. فلا يجوز أن نحكم على الرسم الإملائي مقارنة مع رسم العروض، ولا على الرسم المصحفي مقارنة بالرسم الإملائي.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[31 Oct 2009, 03:06 م]ـ
الأخوة الكرام،
ملاحظات سريعة على المقال:
1. هذه مسألة تم مناقشتها مطولاً، وكانت النتيجة أن أطبق أهل العلم على أن الرسم إن لم يكن توقيفياً فلا بد من التزامه لأمور فصّلوها.
2. وجدت في القرون القريبة السابقة تجارب تعاملت بالرسم الإملائي، ونشرت هذه المصاحف في كل فج، وانتشرت هذه التجربة وأخذت فرصتها، ولكنها أخفقت، ومن هنا لا نجد اليوم إلا المصاحف التي أخذت عن مصاحف عثمان رضي الله عنه، التي أخذ رسمها عن صحف أبي بكر التي أخذ رسمها عن صحف الرسول عليه السلام.
3. أهل الصين واليابان يتمسكون إلى الآن بحروفهم التي هي غاية في التخلف، وهي مشكلة حقيقية، حيث يلزمك أن تحفظ خمسة آلاف حرف حتى تتقن الكتابة تماماً. ثم يأتينا بعضهم فيزعمون أن لدينا مشكلة مع رسم المصحف، وأطفالنا لا يجدون صعوبة في قراءة المصحف، ولا توجد شكوى حقيقية.
4. انظروا إلى رسم لفظة (الله) وانعكاساتها في ضمير المسلم، ثم انظر إلى اقتراح الكاتب أن تكتب (اللاه). ثم ألا تلتبس هذه بـ اللاهي. فما هي الضرورة المزعومة التي تجعلنا نحرّف صورة هذه اللفظة الجليلة.
5. واضح أن الكاتب غير ملم بالمسألة ومن هنا تجده يقفز في عماء.
6. عندما يعجز البعض عن الإبداع الحقيقي تجده يجتر ما طواه التاريخ.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[31 Oct 2009, 10:51 م]ـ
6. عندما يعجز البعض عن الإبداع الحقيقي تجده يجتر ما طواه التاريخ.
استوقفتني هذه الكلمة الجميلة ..
واللافت أن المقال معروض في الملتقى الفكري للإبداع، فهل قصدت هذه القفشة يا أبا عمرو؟!
(للعلم: لا أقصد تنقصا للموقع، فهو يحوي مقالات نفيسة، كما لا أقصد ذكر رأي في المسألة، إنما هي مجرد عابرة استدعتها كلمة أخي البيراوي حفظه الله)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[01 Nov 2009, 02:55 م]ـ
الأخ الكريم العبادي،
في الحقيقة لم أنتبه إلى ما تنبّهتَ إليه أنت.
واضح أن الرجل غير مختص، وهو ينقل الأقوال المرجوحة والفجة، وجاء متأخراً بعد أن استقرت الأمور، ومن هنا لا أظن أن إبداعه المزعوم سيلفت الانتباه، أي أن إبداعه البعيد عن الإبداع قد ولد ميتاً.
ـ[أبو هاني]ــــــــ[03 Nov 2009, 11:15 ص]ـ
الرسم العثماني هكذا (روس) فنقطها النقاط هكذا (رءوس) فلماذا لا يكون الضبط هكذا (رؤوس) وأحسب أن الكاتب عنى بالواو صورة الهمزة (ؤ) لا واو المد؛ لأن أحرف العلة المدّيّة كانت كثيرا ما لا تثبت.
للدكتور حسن عبد الجليل، طبعا الثلاثة الأنواع معروفة، والخط العروضي ليس في موضع النقاش، والرسم الإملائي مأخوذ من رسم المصحف الأصلي قبل نقط النقاط، لذا أقول إن نقط النقاط باعد بين رسم المصحف والرسم الإملائي لأنهم لم يكونوا لغويين في الأساس.
¥